بدعم من جمعية تيميتار ووزارة الثقافة والمجلس الجماعي لأكَادير، واصل اتحاد الفنانين التشكيليين بجنوب المغرب UAPSM النسخة الثالثة لصالون أكَادير للفن المعاصر، وذلك بتنظيم معرض تشكيلي حول موضوع “التشكيل والموسيقى” يوم الجمعة 05 غشت الجاري بالمتحف البلدي للتراث الأمازيغي وسيستمر إلى غاية 26 من نفس الشهر. شارك في المعرض فنانون ينتمون للاتحاد، هم من أكَادير: حافظ مربو، فيصل احميشان، عمر لبروزي، لحسن عاشق، الامام دجيمي، سميرة إيت لمعلم، عائشة دكوير، عبد الرزاق بنيخلف، سعيد لبيض، عبد الهادي موريد، مصطفى بلقاضي، عبد العزيز أصالح وسوزان سترندنجر. من أولاد تايمة: رضوان شلف. من تيزنيت: حكيم أهيلال وأيوب مربو. من مراكش: رشيد بكار، ابراهيم أشيبان ومحمد الفرقشي. من الصويرة: سليمان الدريسي. من طانطان: الراكب الحَيْسن وأحمد بيباون. ومن العيون: ابراهيم الحَيْسن. يستمر المعرض إلى غاية 26 غشت. بهذه المناسبة صدر كاتالوغ ومطوية تضمنا نصا تقديميا للناقد ابراهيم الحيسن بعنوان: “المتعالق بين التشكيل والموسيقى”، جاء فيه: الموسيقى والفن التشكيلي إبداعان متكاملان، كلاهما فنَ قائم بذاته له مفرداته وعناصره التعبيرية الخاصة. الفن موسيقى لونية، وكذلك الموسيقى تشكيل بالأصوات والأنغام والإيقاعات. من الأمثلة الإبداعية الدالة على العلاقة بين التشكيل والموسيقى تجربة النحات الفرنسي أرمان فرنانديز F. Arman (نيس، 1928- نيويورك 2005) أحد أبرز فناني الواقعية الجديدة في بداية ستينيات القرن الماضي، والذي تفرَّد في إنجاز مكدّساتٍ وجداريّاتٍ من نسخٍ برنزيّة لقطع من آلات الموسيقى الوتريّة، وأجزاء نحاسيّة من آلات نفخٍ مستعملة أو نسخٍ برونزيّة عنها. على خلفية هذه العلاقة الممتدة، يفتح المعرض التالي حواراً جماليّاً بين الفن الموسيقي والإبداع التشكيلي (صباغة، نحت جديد، إرساءات فنية، فيديو…) تساهم في نسجه تجارب وأبحاث تشكيلية متنوِّعة تعكس في تناغمها وتباينها الرَّغبة في إلغاء المسافات بين الموسيقي Musicien والتشكيلي Plasticien. معرض بأبعاد جمالية عديدة ترسم المنحى الفني الذي انتهجه اتحاد الفنانين التشكيليين بجنوب المغرب UAPSM الذي رافق تأسيسه نوع من الوعي البصري والجمالي لدى أعضائه في أفق جمالي يراهن على طرح ومناقشة الأسئلة الإبداعية الحقيقية وبلورتها ضمن إنتاج قطع تشكيلية متنوِّعة ومسايرة لتطوُّر الفنون التشكيلية المعاصرة إلى جانب المساهمة في ردم الهوة وفتح الحدود بين الفنون، على حدَ تعبير مشيل صولير. في هذا المعرض تتعايش مجموعة من الأساليب والتقنيات التعبيرية المؤسَسة على اختيارات جمالية فردية، لكنها منصهرة داخل حسَ جماعي يسعى إلى إبراز دور الفن التشكيلي في تقدير جمالية الموسيقى والاحتفاء جماليا بمبدعيها وتثمين دورهم في ارتقاء الشعوب والأمم. وبمجرَّد إعلاننا عن تيمة المعرض -التشكيل والموسيقى- بادرت مجموعة من الفنانين التشكيليين أعضاء الاتحاد إلى وضع تجربتهم الفنية على المحك، وشرعوا في الإعداد لإنجاز أعمال تشكيلية (صباغة، فيديو، تجهيز..) وتولَّد في بينهم حوار مستمر وهم يُدركون أن أعمالهم ستخضع للانتقاء قبل العرض أمام أنظار جمهور مكوَّن من باحثين ونقاد وفنانين (تشكيليين وموسيقيين) ضيوف صالون أكَادير للفن المعاصر ومهرجان تيميتار. وكم سرَّنا هذا الحماس وهذا الاستعداد الذي أثمر تجربة فنية هي الأولى من نوعها بالجنوب، بأكَادير تحديداً، في أفق تعميق التجربة والبحث التشكيلي إلى أبعد مدى ضمن القادم من أنشطة الاتحاد. لذلك، كان من المتوقع أن يكون هذا المعرض نوعيّاً متضمِّناً أعمالاً وقطعاً تشكيلية متناغمة -إلى حَدِّ ما- مع تداعيات الفن المعاصر وملائمة لامتداداته وتياراته الفنية التي أسَّست لظهور تعبيرات تشكيلية جديدة تجاوزت كل الأشكال التعبيرية التقليدية التي كانت محدَّدة بقواعد الأسلوب والمدرسة، كما لاحظ ذلك الناقد الأسترالي المقيم في الولاياتالمتحدة روبيرت هيوز R. Hughes الذي كان يعدّ ويقدّم سلسلة برامج حول الفن الخاص بالحقبة الممتدة بين عامي 1880 و1980 بثتها شركة ال بي بي سي تحت عنوان: “صدمة الجديد” طبعت لاحقا في مؤلف مرجعي بعنوان: “المستقبل الذي كان”. وعرف افتتاح المعرض بالمتحف البلدي للتراث الأمازيغي، تقاسيم موسيقية على العود للفنان الموسيقي الواعد معاد التهادي، إلى جانب عرض شريط مصور للفنان عبد الصمد التهادي، يتضمن لحظات افتتاح صالون أكادير الثالث للفن المعاصر وأشغال الندوة التداولية “الفن المعاصر وما بعد الحداثة” التي أطرها نخبة من النقاد والباحثين العرب والمغاربة، هم: من تونس: محمد بن حمودة، سامي بنعامر وفاتح بن عامر. من مصر: مصطفى عيسى. من المغرب: موليم العروسي، شفيق الزكَاري، بنيونس عميروش، نور الدين فاتحي، محمد الشيكَر، رشيد الحاحي وابراهيم الحَيْسن. الإمام دجيمي الكاتب العام لاتحاد الفنانين التشكيليين بجنوب المغرب.