لم يعد خافيا اليوم، أن الفن بمعناه العام والواسع أضحى يمثل مدخلا رئيسا لإرساء دعائم التنمية المجتمعية على مستويات متعددة. فهو أساس ارتقاء الأمم وتطوُّر الشعوب عبر التاريخ.. بهذا الإدراك وبهذا الفهم، يُراهن اتحاد الفنانين التشكيليين بجنوب المغرب UAPSM على إثارة مجموعة من الأسئلة المتعلقة بواقع الإبداع التشكيلي بمنطقة سوس والصحراء الذي بزغت نتوءاته الأولى منذ عقود، مؤسساً بذلك لظهور حركة تشكيلية طموحة تروم تجاوز كل الأشكال التعبيرية التقليدية والنمطية.. يفرض هذا الواقع طرح جملة من المقترحات التي يمكن أن تؤسس لمشروع فني وجمالي فاعل بالمنطقة: – تعزيز البنية الثقافية بفضاءات خاصة تليق بالعرض التشكيلي الحديث والمعاصر، إلى جانب متحف جهوي لاحتضان وتوثيق التجارب التشكيلية المحلية. – إقامة ورشات تكوينية دائمة في النسخ الفني وفنون الطباعة والرشمات Estampes على شكل مشاغل ومحترفات مجهزة يسهر عليها الاتحاد ويؤطرها فنانون مغاربة وأجانب متخصصين. – خلق مسالك وشعب في الفن التشكيلي والتربية على الجمال بجامعة ابن زهر بأكَادير في أفق تشييد كلية للفنون الجميلة والمهن الفنية بمدينة أكَادير. – تكريم رموز الفن بسوس والصحراء اعترافا بالمنجزات الإبداعية التي أنتجوها. – خلق جائزة جهوية سنوية للشباب في مجال الإبداع التشكيلي تحفيزا للمبادرة، وإسهاما في تجذير وترسيخ أسس الفكر الخلاق والمنتج. – العمل على طبع ونشر أشغال الندوات والمحاضرات التي ينظمها اتحاد الفنانين التشكيليين بجنوب المغرب. – تشجيع تجربة الأروقة الخاصة المحلية وفق شروط ومعايير جمالية ملائمة للعرض الحديث. – جعل صالون أكَادير مناسبة سنوية لتخليق الحياة الفنية بسوس والصحراء وخلق حوار فني وجمالي بين المبدعين التشكيليين من داخل وخارج المنطقة الجنوبية عموماً. ولا شك أن الاتحاد لقادر على لعب هذا الدور بما يتلاءم مع الإمكانيات الإبداعية لأعضائه ومنخرطيه الذين تغزوهم الرغبة في تحويل الجهة المذكورة إلى قبلة للفن والفنانين من مختلف الأجيال والحساسيات. إن هذه الخيارات الفنية تشكل، في عمقها التنموي، التربة التي يمكن أن نصوغ من خلالها مشروعا إبداعيا وجماليا طلائعيا متكاملا يتناغم مع الإرث التاريخي الذي تزخر به سوس والصحراء، ويفسح مساحة واسعة للمبادرة البنَّاءة والإبداع الخلاق بعقل مبتكر يتناغم مع قضايا وأسئلة المجتمع. وما من شك، في أن تفعيل المقترحات المذكورة يحتاج إلى الانخراط الفعلي والفعال للمجالس المنتخبة والسلطات العمومية والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والفاعلين الثقافيين ومختلف الإرادات الحرة في توفير الوسائل والسبل الضرورية الكفيلة بتحقيق هذا المبتغى الذي نريده كبيرا ينمو مع أحلام الاتحاد ورهانات أعضائه ومنخرطيه وأصدقائه.