التمارين الرياضية قد تطيل التمارين الرياضية التي يزاولها المتقدمون في السن عمرهم لأنها تقوم بتنشيط جين "NRF1" الذي يحمي أطراف جزئيات الحمض النووي (التيلوميرات). جاء ذلك في مقال نشرته مجلة "Science Advances" . يذكر أن التيلوميرات هي أطراف الكروموسومات التي تتوفر في نواة كل خلية من خلايا جسم الإنسان. ومن شأنها حماية الحمض النووي من التأثيرات والاختلالات ذات المنشإ الخارجي. ولكن كل انقسام للخلية يؤدي إلى تقصير التيلوميرات. وتموت الخلية عندما تجد نفسها عاجزة على إبقاء تيلوميرها بطول يكفي للانقسام. وقد اكتشف العلماء مؤخرا أن طول التيلوميرات وحالتها قد تتغير ليس مع مرور الوقت فحسب بل نتيجة مختلف العمليات التي تجري في جسم الإنسان. وتتعلق تلك العمليات بالكآبة والإجهاد والفقر. ويقتصر طول التيلويمرات على اشتداد قوة الاضطرابات النفسية. وقرر العلماء في جامعة بروكسل برئاسة الباحث (أنابيل ديكوتيني) استيضاح العلاقة بين طول التيلوميرات والتمارين الرياضية التي يزاولها المتقدمون في السن . واتضح أن الخلية "تقرأ" التيلوميرات وتنتج جزئيات خاصة أطلق عليها اسم " TERRA " من شأنها منع التيلومير من ترميم أطراف الكروموسومات عندما لا تنقسم الخلية. وقام العلماء برصد أسر الخلايا الموضوعة في أنابيب مختبرية فاكتشفوا أن زيادة وانخفاض كثافة جزئيات " TERRA " يتوقفان على جينَين مع البروتينَين المرتبطين بهما وهما " NRF1 " و"غاما PPAR –". فيتولى الجين الأول التحكم في الأيض في جسم الإنسان وضبط مستوى المواد المضادة للأكسدة فيه. أما الجين الثاني فيتولى المسؤولية عن احتياطيات الدهن والشهية وغيرها من عوامل الأيض. ويزداد نشاط كلا البروتينين في جسمنا عندما نمارس تمارين رياضية. من هنا خطر ببال العلماء التأكد من تأثير زيادة نشاط البروتينَيْن على حالة التيلوميرات وعمل جزئيات " TERRA " في جسم الإنسان. واتضح أن ممارسة الرياضة ساعدت بالفعل في زيادة جزئيات " TERRA " في نواة خلايا جسم الإنسان ، ما يساعد في حماية التيلوميرات من الأخلال. وقال علماء الأحياء إن وجود هذه الآلية لتفعيل نظام حماية التيلوميرات قد يرد على سؤال لماذا تطيل التمارين الرياضية عمر الإنسان وخاصة المتقدم في السن.