تمكنت عناصر الشرطة القضائية لولاية أمن انزكان من إلقاء القبض على مصلح للدراجات النارية المتخصص في سرقة الدراجات النارية، وتزوير أوراقها الرمادية قبل بيعها للزبناء بأثمان مغرية. القبض على المتهم جاء بناء على العشرات من شكايات المواطنين التي توصلت بها المصالح الأمنية بإقليم إنزكان، بخصوص تعرض دراجاتهم النارية للسرقة بالشارع العام بأحياء الإقليم خصوصا: أيت ملول، و إنزكان، و الدشيرة الجهاية. هذا، و على إثر تكثيف المصالح الأمنية لتحركاته بعد تجميع عدد من القرائن التي تفيد تورط المتهم في السرقة، أوقفت الأخير وبحوزته عددا من الدراجات النارية كان يعدها للبيع بعد إدخال تغييرات و إصلاحات على هياكلها و محو أثر رقمها التسلسلي بمحله الكائن في الحي الشعبي “بلعنفر” بمدينة القليعة ضواحي أيت ملول، كما تم العثور لديه على عدد من الأوراق الرمادية، اعترف فيما بعد بأنه كان يستصدرها للدراجات النارية المسروقة بعد تغيير ترقيمها و إعادة صباغتها من جديد. و كان المتهم (36 سنة) المتزوج و الأب لطفل واحد، قد اعترف خلال البحث التمهيدي معه، بأنه ينفد سرقاته في الشارع العام بتعاون مع احد أشقائه، مضيفا بأنه قام بالسطو على ما يربو من 30 دراجة نارية من مختلف الأشكال و الأحجام، يعمد بعدها إلى إخضاعها للتغيير و إعادة الصباغة بمحله، ثم بيعها بأثمنة مغرية للزبناء بورقة رمادية جديدة مزورة يوقعها بتوقيعه بالمدن المجاورة و خاصة اشتوكة أيت باها، و تارودانت و تزنيت. هذا، و أحيل المتهم على النيابة العامة لاستكمال مجريات التحقيق التفصيلي معه في هذه النازلة. يأتي هذا، في الوقت الذي سبق و أن قضت المحكمة الابتدائية بإنزكان مؤخرا بإدانة مصلح الدراجات النارية (سيكليس) آخر بستة أشهر حبسا نافذا، فيما أدانت شريكه المتهم الأول بعشرة أشهر حبسا نافذا على خلفية اتهامهما بسرقة دراجات نارية. و سبق لمصالح الدرك الملكي بالتمسية ضواحي مدينة أيت ملول أن اعتقلت المتهمين المذكورين بعد تورطهم في سرقة الدرجات النارية وإعادة طلائها بالصباغة وبيعها بعد تغيير أرقام إطاراتها الحديدية. المتهم الأول تم ضبطه بمركز جماعة التمسية، متلبسا بسرقة دراجة نارية في ملكية عون سلطة بالجماعة ذاتها، عندما كان الأخير قد ولج إلى منزله السكني لتناول وجبة الغداء، قبل أن يتفاجأ بسرقة دراجته النارية، وعلى التو قام الضحية بإبلاغ عناصر الدرك بالنازلة، وبعد القيام بحملة روتينية، تم إلقاء القبض على الجاني متلبسا بسياقة الدراجة المسروقة بضواحي وادي سوس، و على إثر ذلك، تم اقتياد المتهم إلى مركز الدرك الترابي حيث اعترف باقترافه لسرقة الدراجة، كما أدلى لعناصر الضابطة القضائية بشريكه الذي يشتغل (سكليس) بمدينة أولاد تايمة، وبعد انتقال عناصر الضابطة إلى حيث يشتغل المتهم الثاني بحي الشنينات أنكر علاقته بالجاني، غير أن شهادات بعض أصحاب المحلات المجاورة فندت ذلك، حيث أفاد هؤلاء لعناصر الدرك بعلاقته القائمة مع المتهم الأول، كما تم ضبط إحدى الدراجات المسروقة داخل محله دون أن تتوفر على أية أوراق تبوثية. إلى ذلك تم اقتياد الجاني بدوره إلى مقر الدرك، حيث تم تحرير محاضر قانونية للظنينين اعترافا خلاله بالمنسوب إليهما، قبل أن تتم إحالتهما على ممثل النيابة العامة بابتدائية انزكان. الحادثة المذكورة تأتي أيضا، بعد حادثة إلقاء القبض على زعيم عصابة كان يشغل بدوره مصلحا للدراجات النارية باكادير، بعدما كان يترصد الدراجات من أجل سرقتها وتغيير لونها ورقم إطارها، وتزوير أوراقها، من أجل بيعها خارج أكادير، وبعد إلقاء الشرطة القضائية القبض عليه، تم استقدام شاحنة لنقل عشرات من الدراجات وهياكلها. وخلال البحث التمهيدي، اعترف مصلح الدراجات بتفاصيل فعلته، ومبرره في ذلك أنه متزوج وأب لطفلين، وأن عائدات إصلاح الدراجات، لم تعد تكفي لسد مصاريف المعاش، وقد اعترف بأنه كون مجموعته التي تنشط بالشوارع الكبرى مثل شارع الحسن الثاني، وشارع الجيش الملكي، وبالمنطقة السياحية قرب الفنادق والفيلات بعيدا عن الأحياء الشعبية، حيث يسهل شحن الدراجات المتوقفة والهروب بها، بسبب قلة حركة الخروج والدخول. هناك تكونت هذه المجموعة، اثنان منها يسرقان الدراجات أغلبها من نوع “بوستر” و ” سيونغ” و ” بوجو 103 ” يتلقيان مقابل كل دراجة ألف درهم، يضعها “السيكليس” ببيته، وبمحل إصلاح الدراجات، قبل أن يحملها إلى العنصر الثالث مهمته تقتصر على محو اثر الرقم التسلسلي الأصلي المنقوش أسفل إطار الدراجة، ثم يقوم بدك رقم جديد، يستصدر بموجبه شهادة ملكية مزوة، فيرجع “البضاعة” إلى مصلح الدراجات بعدما يتلقى منه مقابلا يتجاوز أحيانا خمسمائة درهم، بعد تغيير لونها، وإضافة “ريستوشات” عليها توجه الدراجات إلى أسواق الدراجات خارج مدينة أكادير مثل هوارة، وبيوكرى، وتارودانت للإشارة فمدينة أكادير تجتاحها و مند مدة موجة عارمة من لصوص الدراجات النارية بمختلف أشكالها، وهو ما كان سببا لاستياء عدد من المتضررين من هذه العملية المشينة.