توصل الموقع برسالة من أحد الأساتذة المعتصمين بمركز بئر كندوز التابع للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني أوسرد بلأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين الداخلة واد الذهب وجهها إلى رئيس الحكومة يطالبه بالتدخل لدى المسؤولين المحليين والإقليميين والجهويين بجماعة بئر كندوز على الحدود المغربية الموريتانية لإيجاد حل نهائي لمعضلة السكن لتوفير ظروف سكن لائق له و لأسرته الصغيرة ولباقي زملائه التسعة المعتصمين في هذه الأثناء في العراء وعلى الهواء ،هذا وقد اتصلت إدارة الموقع بمجرد علمها بالاعتصام الذي يخوضه قرابة 8 أو تسعة من نساء ورجال التعليم بهذا الربوع من الوطن الحبيب مع أحد المعتصمين وتعرفت على بعض الحيثيات وأسباب خوض الاعتصام الذي دام أكثر من 15 يوما مع أن المعنيين يقومون بعملهم اليومي في المؤسسة التي يعملون بها ثم يعودون لمعتصمهم ،و ستعمل إدارة الموقع على الاتصال بمسؤولي القطاع إقليميا وجهويا ووطنيا للتعريف بالقضية وتناولها عن قرب في إطار مقاربة تشاركية لفك رموزها وتوضيح ملابساتها وأسبابها وسبل حلها خدمة للمنظومة التربوية والتي يعتبر نساء ورجال التعليم أحد مكوناتها الأساسية للرقي بها وتطويرها ، وإليكم الرسالة كما توصل بها الموقع من المعني بالأمر: ” سيدي الوزير في هذا الوقت بالذات الذي أنتم مجتمعون في هذا المنزل الفاخر وحول هذه المائدة الشهية رجال التربية والتكوين بمركز بيركندوز التابع ترابيا لعمالة أوسرد يبيتون في العراء لمدة تزيد عن 15 يوما ليل نهار متواصلة مطالبين بالاستفادة من حقهم في السكن اللائق .. ست سنوات من العطاء في آخر نقطة حدودية بالمملكة ونحن نعيش في غرفة واحدة مساحتها 9 متر مربع .. علما أن غالبيتنا متزوجين ولديهم أطفال .. بالله عليكم كيف ستتحقق الجودة التربوية المنشودة في هذه الظروف ؟ سيدي الوزير إننا نعمل في هذه الفيافي منذ سنة 2010 بكل تفان وإخلاص مخلصين النية لله والوطن والملك ونمارس مهامنا النبيلة ورسالتنا التربوية رغم قساوة الظروف الطبيعية والمناخية علما أن المنطقة لا تتوفر على أدنى شروط العيش الكريم الذي يضمن استقرار المواطن وراحته فلا طبيب في المركز الصحي ولا طرق معبدة ولا ساحات عمومية ولا مقاهي وحدائق للأطفال ولا مرافق ادارية واجتماعية ورياضية تستجيب لمتطلبات الشباب .. وكل هذا سيدي الوزير في الوقت الذي تخصصون أكبر وأضخم ميزانية لتنمية الأقاليم الجنوبية .. وفي الوقت الذي يوصي جلالة الملك محمد السادس حفظه الله في جل خطاباته حول التعليم بضرورة الاهتمام بالعنصر البشري وإيلائه كامل العناية والاهتمام .. لقد تم سيدي الوزير يومه الخميس 12 ماي 2016 توزيع منازل سكنية ( من غرفتين و3 غرف ) لبعض المواطنين وبعض موظفي القطاعات الأخرى بإشراف من السيد والي جهة الداخلة وادي الذهب والسيد رئيس الجهة والسيد عامل عمالة أوسرد .. مستثنين في هذه المبادرة رجال التعليم الذين يقدمون خدمات جليلة لهذا الوطن في أطهر وأنقى أرض من صحراءنا العزيزة التي ما بخلنا يوما عن الدفاع عنها وذلك بفرس قيم الوطنية والمواطنة وحب الوطن في نفوس أبناء هذه المناطق الحساسة سياسيا .. ألا يستحق رجل التعليم هذا الذي يحارب الجهل رفقة الجنود المرابطين على الحدود أن يتمتع بسكن لائق يحفظ كرامته ويصون شرفه ؟ كيف ستكون الحياة الزوجية لهذا المدرس في غرفة واحدة مع بنته أو ابنه ؟ كيف سيعد دروسه بكل ارتياح ؟ أين سيغير ملابسه وبنته تنظر اليه هل يغيرها في المطبخ أو في المرحاض ؟ أين سينام هذا المدرس إذا كانت زوجته وبنته تريدان مشاهدة التلفاز وهو سيعمل صباحا من الثامنة صباحا الى الثانية عشرة زوالا ؟ .. لأول مرة أخرج للميدان وأكتب عن الظلم والحكرة والتهميش قسما برب العباد أنني لم أتمالك نفسي ولم أستطع السكوت عن الظلم والحكرة فقد قيل أن هناك تلاعبات في هذا الملف السكني وأن هناك من الناس من استفاد مرات ومرات ومنهم من لم يكن من الفئات المعوزة ومنهم من استفاد بمنطق الزبونية والمحسوبية … الخ كل ما اريده منكم سيدي الوزير أن تصدروا تعليماتكم للسيدين وزير الداخلية ووزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة لفتح تحقيق في هذا الملف وإنصاف المظلومين .. فلي فيكم يقة كبيرة جدا والله يشهد أنكم أول رئيس حكومة متحمس لخدمة البلد بكل تفان واخلاص وأن خطواتكم تسير في الدرب الصحيح لاصلاح البلد وتطهيرها من الفساد والمفسدين .. ولي ثبة كبيرة أن نيتكم مخلصة لله عز وجل وأنكم تسيرون بخطى ثابتة في طريق مليء بالأشواك فياربي يأخذ بيدكم وينصركم على كيد الكائدين ويجعلكم من الصالحين الأخيار لهذا البلد الأمين تحت القيادة الرشيدة لملكنا الغالي أعزه الله وأيده .. أناشدكم مرة أخرى فقد سئمنا من البرد القارس ليلا ومن الشمس المحرقة نهارا لمدة 15 يوما ولا أحد يبالي ولا أحد يكلمنا ولا أحد ينظر إلينا حتى .. أهكذا يعامل من كاد أن يكون رسولا ؟ أهذا هو جزاء المعلم المربي للأجيال وصانع الرجال ؟ من المعتصم أكتب لكم وعيني تدرف دمعا وجسدي يتصبب عرقا وحسبي الله ونعم والوكيل ولن نقول الا ما يرضي ربنا والحمد لله رب العالمين …”