تشكل جهة سوس ماسة قطبا اقتصاديا متعدد الاختصاصات في قطاعات الفلاحة والسياحة والصيد البحري. فأكادير التي يوجد بها أول ميناء للصيد البحري بالمملكة تعرف نشاطا كثيفا في مجال التصبير وتصدير المنتوجات البحرية. ومن بين المشاريع المهيكلة الكبرى، مشروع قطب استغلال الثروة البحرية "أليوبوليس" الذي يعتبر جزءا من الجيل الثاني من المناطق الصناعية المحدثة من أجل الرفع من إنتاجية النسيج الاقتصادي الوطني. ومن المنتظر أن تساهم هذه المنشأة التي تمتد على مساحة 75 هكتارا، بعد تخصيص 75 هكتار آخر لإقامة مشروع أكروبول الفلاحي، في جماعة الدراركة في تحديد الصناعات التحويلية للمنتجات البحرية وتحفيز الأنشطة اللوجيستية، علما بأن المؤمل من ذات المشروع الذي يندرج ضمن البعد الجهوي لإستراتيجية "أليوبوليس" خلق حوالي 20 ألف منصب شغل. وبعد طول انتظار والجدل الذي أثاره المشروع في الوسط الاستثماري والتجاري، لدرجة أعرب عدد من الفاعلين الاقتصاديين عن خشيتهم من التراجع عن الاستثمار بهذه المنطقة وطبيعتها لأسباب تقنية. وبعد مرور سبع سنوات من إطلاقه، تبين أن خطط التشييد والتنمية في المنطقة التي أضحت منطقة صناعية واقتصادية خاصة تسير وفق ما هو مخطط لها. ومن بين المشاريع المهيكلة الكبرى التي سترى النور في شهر غشت من السنة الجارية، مشروع"Pelagic industrie" الذي يعتبر واحدا من مشاريع قطب استغلال الثروة البحرية اليوبوليس المتخصص في تثمين المنتوجات البحرية الوفيرة خاصة الأسماك السطحية الصغيرة وتطوير قطاع الصيد البحري بالمغرب وتحسين تنافسيته وتوسيع قاعدة الاستثمار في قطاع الصيد البحري وإنعاش الاقتصاد المحلي والجهوي والوطني. وقد تحدد تاريخ غشت المقبل، موعدا نهائيا لافتتاح واحد من أضخم مصانع "أليوبوليس" تحت اسم Pelagic industrie والذي تتجاوز استثماراته 240 مليون درهم (24 مليار سنتيم). وقد تم تشييد هذا المصنع الجديد وفقا للطراز الحديث، ومعايير عالمية ومواصفات دولية. ومن المنتظر أن تساهم هذه المنشأة التي تمتد على مساحة 5 هكتارات في جماعة الدراركة في تحديد الصناعات التحويلية للمنتجات البحرية وتحفيز الأنشطة اللوجيستية. علما أن المؤمل من ذات المشروع الذي يندرج ضمن البعد الجهوي لإستراتيجية "أليوبوليس" خلق حوالي 750 منصب شغل مباشر و 1500 منصب شغل غير مباشر وهو ما من شأنه الدفع بعجلة الاقتصاد الوطني. ويهدف المشروع الذي سينتج حوالي 150 طن يوميا من الأسماك إلى تحويل أكادير إلى نقطة لتصبير وتصدير الأسماك العالية الجودة إلى كل دول العالم ولا سيما إلى دول أوروبا وأمريكا وذلك عبر شركة "Pelagic industrie" وبافتتاح هذه المنشأة، يبدو أن أكادير قد شقت طريقها نحو التميز والهدف الأقرب بتحريك عجلة الاستثمار، فهي تخطو بخطوات ثابتة وشجاعة وجريئة لتحقيق الذات والانبعاث في أفق تحريك عجلة الاقتصاد الوطني وتثبيت حضورها القوي على الساحة الوطنية والدولية. لكون أن البيئة الاستثمارية في أكادير خلال السنوات الماضية شهدت تحسنا كبيرا بتوفير بنيات تحتية أساسية متكاملة تحقق الأهداف المسطرة في جعل أكادير منطقة استثمارية بمواصفات عالمية، والتي تؤكد مجددا أحقيتها بالرتبة الثانية بعد الدارالبيضاء كقطب اقتصادي واعد. وذلك بتنوع مؤهلاتها وتوظيف ما تزخر به من إمكانيات وقدرات بشكل يحقق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية المخطط لها، مما يتيح لها باكتمال الجزء الأكبر منها ستجعل من المنطقة واحدة من المناطق لجذب الاستثمار المحلي والوطني والأجنبي.