في إطار تفعيل نهج الانفتاح الذي يسير عليه مجلس جماعة اكادير ، من أجل تكريس مباديء تدبير الشأن المحلي في إطار تشاركي وتشاوري بغية جعل السياسات العمومية المحلية مرآة لتطلعات المواطنين وآلية متعددة المشارب لتلبية الحاجيات الإجتماعية من خلال مشاريع تنموية مندمجة . نظم المجلس الجماعي يوم الخميس 25 فبراير 2016 على الساعة الرابعة بعد الزوال بقاعة الاجتماعات بمقر الجماعة يوما دراسيا للتشاور والحوار حول ما يمكن التعاون بشأنه أو عقد شراكات من أجله في ميادين مختلفة تتوخى بالأساس بلورة تطلعات السكان وانتظارا تهم وتحسين ظروف العيش والرفع من مستوى جودتها . اجتماع تمهيدي ترأسته الدكتورة امال البقالي نائبة الرئيس المفوض لها في مجال الصحة والوقاية ; سلك منهاج التقاذف الذهني والقائم على ثلاثية الاركان المبنية على الصحة والبيئة والبحث العلمي في صياغة المشاريع المستقبلية للمدينة في افق اعداد برنامج عمل الجماعة كما يؤطره القانون التنظيمي للجماعات الترابية حيث فسح للمداخلات وتقديم الاقتراحات العملية لتفعيل أواصر التعاون والتشارك والدعم المتبادل لإنجاح المبادرات البناءة التي ستنبثق عن مداخلات المشتركين الحاضرين بناءا على دعوة من مجلس الجماعة عدد 2745 بتاريخ 22 فبراير 2016 موجهة الى العديد من المصالح الخارجية المتواجدة بالنفوذ الترابي لجماعة اكادير . يوم دراسي تنوع المشاركين فيه ألاثني والأربعين بين المنتسبين للمؤسسات العمومية وشبه العمومية دفعتهم رغبة الانخراط في تنمية المدينة من خلال تشخيص للمشاكل للوصول الى حلول ناجعة. فشكلت المقاربة التشاركية إحدى الآليات المطروحة والمعتمدة للتشخيص في ظل التزايد المستمر للحاجيات والانتظارات المتعددة والمتنوعة للساكنة المحلية حتى انها – المقاربة التشاركية- تمكن من تعبئة الطاقات والإمكانات لطرح أراء و اعتماد مشاورات و عرض التجارب والمساهمة في طرح اقتراحات عملية وحلول مبنية في جلها على مقاربة اقتراحية من السكان انفسهم . مداولات يوم دراسي تبين من خلالها اوجه التقاء الجماعة وتقاطعها مع المشاركين في كثير من الآراء ، واشتغالها على جزء منها بل وصول بعضها الى مراحل جد متقدمة بل وافتتاح مجموعة من الاوراش لدى كثير من المؤسسات . ذلك ان جماعة اكادير ترتبط مع مجموعة من الجمعيات والهيئات باتفاقيات وشراكات ، اذ انفتاحها على هذه الاشكال من التعاون في مراحل انتدابية سابقة او في المستقبل مع الفاعلين المحليين، من مؤسسات عمومية وغير عمومية ،في ميدان ذو أهمية كالوقاية الصحية وحماية البيئة ، يتوخى كما ورد في الكلمة الافتتاحية للدكتورة امال البقالي اثناء اليوم الدراسي “…. ترسيخ إشراك كل الأطراف المسؤولة في تحقيق تنمية مندمجة ومستدامة لصالح ساكنة المدينة . و السير في تثبيت علاقات هذه المؤسسات مع الجماعة على أساس التشارك أو التوافق أو التعاقد او وفق ما تقتضيه الحالة ،وما يمكن التعاون فيه في المجالات والميادين المختلفة في ظل الانشغالات اليومية للجماعة بهموم المواطنين وساكنة اكادير بالخصوص” يوم دراسي لطرح بعض القضايا منها القابلة للتطبيق على المدى الآني او المتوسط او البعيد ، والذي نجح خلاله المتدخلون في تشخيص قائم على التقاذف الذهني في سرد اولي لمقترحات ومشاريع يمكن تصنيفها منهجيا في قطاعات ثلاث : قطاع البحث العلمي : فقد اقترح المختبر العمومي للتجارب والدراسات : وضع المختبرالخاص بهم رهن إشارة الجماعة في المواكبة والمتابعة والتكوين . تزويد مختبر الجماعة بما يلزم وبالانظمة والبرامج معلوماتية . التنسيق مع المركز البيئي المتخصص بالدار البيضاء ، للمتابعة والمواكبة والتكوين . بل ذهب عرض الأساتذة الباحثين الى حد صياغة مشاريع اقرب الى هموم الجماعة وذات علاقة بالبيئة والتنمية السوسيو اقتصادية منها : 1. تثمين النفايات الخضراء والنفايات المنزلية عن طريق التسميد ، وعن طريق استعمال مخلفات المنتوجات الزيوتية ومنها المواد الملوثة المعروفة مثل الايماجين . 2. تدبير النفايات المنزلية وفق مقاربة أساسية وتطبيقية و تحليلية ومستهدفة للنفايات المنزلية في اكادير الكبير أو ما يسمى بالفرز القبلي ، في افق تطبيق القانون الجديد الذي سيمنع إنتاج الأكياس البلاستيكية ابتداء من شهر يوليوز 2016. وهذا المشروع موضوع اشتغال ازيد من 150 طالب وأساتذة باحثين من كليتي العلوم والآداب . 3. انتاج عدة شتائل من اجناس نادرة جدا ستستثمر في مشروع الحديقة النباتية بتالبرجت القديمة . 4. مشروع متعلق بالصحة للجميع ، عبارة عن شرائح وانسجة ميكروبات عالقة رغم عملية التنظيف المعهودة، لكن التحاليل تبين انها مازالت عالقة ، وقد تكون هذه الميكروبات بها باكتيريا ذات جودةعالية وذات اهمية . 5. جودة المياه المستعملة وتقليص استعمال المياه الصالحة للشرب في السقي والري وتعويضها حسب امكانية اعادة الاستعمال او عدمه في الحدائق العمومية وبعض الامكنة الخاصة بالانشطة السياحية . 6. تكوين وتاهيل مشروع النبتات العطرية . ولماسسة كل هذه المشاريع اقترحت تدخلات قطب البحث العلمي : – عقد مجموعة من الشراكات او الاتفاقيات مع الجماعات . – – تقوية التجهيزات المخبرية والامكانات المادية للقيام بتحاليل مخبرية لها مصداقية للمرور على المدى المتوسط الى تركيب وحدة لمختلف النفايات بالمدينة لإعطاء نموذجا للتدبير والتثمين المستمرين يحترم البيئة . احداث وحدات خاصة بالمطاعم. بناء التطبيقات الممكنة لتثمين النفايات بعد الفرز. تركيب وحدة للتدويرUnité de recyclage de proximité ،لإعادة تأهيل القرب لكل جماعة . توزيع الحدائق على الاحياء وتخصيص كل حي بنبتات معينة ( حي بنبتات صحراوية ،وأخر بنبتات عطرية وأخر بنبتات محلية …..). اصلاح وتهيئ المناطق الخضراء وغرس النبتات بطريقة علمية . تهيئ المناطق الخضراء واستغلال استعمال النبتات المحلية سواء داخل المدينة او داخل الاحياء “كتيكوت_ الدغموس” “واشبارضو ” .. لأنها لا تتطلب تكاليف كثيرة . قطاع التعليم : فقد جاءت مداخلات المعنيين في هذا الباب مؤكدة على ضرورة تظافر جهود جميع الجهات خاصة وان القانون التنظيمي للجماعات الترابية يبرز اشكال التعاون والدعم للتربية والتكوين في مجال تراب الجماعة. فكانت الاقتراحات في مجملها تصب في خانة : 1- مساهمة الجماعة في إنشاء أو دعم أو تقوية بنيات العرض التربوي. 2- مساهمة الجماعة في تكميلة البنيات التكميلية لبعض المدارس . 3- مشاركة الجماعة في تفعيل تنشيط الحياة المدرسية : مدارس ايكولوجية ( اندية بيئية ،أندية صحية… ) مدارس آمنة (سياج …) 4- تخليد الأيام الوطنية والمناسبات الدينية .. 5- دعم الجمعيات التي تتكفل بإيواء المتمدرسين المعوزين .. وغيرهم ممن يتوقف استمرار تمدرسهم على دعم الجمعيات . 6- تقييم العمل جماعة . في حين ان قطاع البيئة ومن خلال مداخلة معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة فقد اقترح : التركيز على المجتمع المدني لا كمتلقي للمشاريع ولامحافظ على البيئة وإنما باعتباره مساهما . النظر الى التنمية البيئية في جانبيها الاقتصادي والاجتماعي وخلق مناصب الشغل والاستثمار الايجابي للتفاعل بين الفاعل السياسي والفاعل الجمعوي والساكنة. اطلاق عملية الاحياء الخضراء Les quartiers verts. رصد جمعيات المجتمع المدني في الحي وتعبئتها وتكوينها في اطار انتاج احياء خضراء . استعداد المعهد لتا طير بعض الجمعيات وتزويدها ببعض المواد في هذا الاتجاه . النظر الى النفايات باعتبارها مواد عضوية قابلة لإعادة الاستعمال وهناك امكانية تركيب Une composite urbaine.(نموذج سويسرا)والفرز القبلي :.”فنفايات المجازر يمكن تدويرها وهي ذات قيمة اقتصادية حسب المتخصصين ، والانطلاق من اعتبارها مادة اولية معدة للاستعمال لإنتاج اشياء اخرى يدخلها مباشرة في دينامية خلق فرص الشغل”. التركيز في التكوين على الشباب وان تتضافر جهود كل المتدخلين المعنيين بالبيئة وخاصة الفاعلين السياسيين لما لهم من دور لتحسيس هذه الفئة وتكوينها وتوعيتها بالبيئة وبأهميتها . تنظيم اسبوع بيئي سنوي لتقييم العمل السنوي وترسيخ سياسة التحفيز. تحفيز الطاقات الشابة على الجهود المبذولة في مجال البيئة . وفي نفس سياق القطاع البيئي اقترح المرصد الجهوي للبيئة والتنمية المستدامة : ان تتوافق استراتيجية العمل في النفايات مع الاستراتيجية الوطنية لوزارة الداخلية ووزارة البيئة في اطار خطة العمل الوطنية لتسيير وتدبير النفايات. ومراعاة التصاميم المعدة في هذا الاطار اقليميا وجهويا ووطنيا . تفعيل واجراة اسبوع بيئي الذي سبق وان اقترح سابقا، قد يكون يوم05 يونيو مناسبا ، تجنيد كل الفاعلين والمجتمع المدني لإعداد ملف خاص للدورة 22 التي ستنظم هذه السنة بمناسبة سنة البيئة بعد التحولات التي عرفها المناخ. في حين جاءت مداخلة الوكالة المستقلة المتعددة الخدمات باكادير للتذكير بمجهودات الوكالة فهي تهتم بتوزيع الماء والصرف الصحي ، وقد بذلت جهودا كبيرة بشراكة مع الجماعات لتعميم الربط بالماء الصالح للشرب وبالتطهير. اذ انتقلت نسبة الربط بالماء من 71% سنة 2003 الى 98% سنة 2015 ، فيما كانت المجهود اكبر في التطهير الذي عرف الانتقال من 56 % سنة 2003 الى 95 % سنة 2015 . وقد ركزت الوكالة على مشروع اعادة استعمال المياه العادمة ، فأنجزت منشآت في هذا الشأن فاليوم وفرت 11 مليون متر مكعب جاهزة للاستعمال لسقي المساحات الخضراء التي تنضب فيها 4000 متر مكعب ، وتستشرف مستقبلا في افق 2020 انتاج 14 مليون متر مكعب اذ ان تعاملها حاليا لا يتعدى وحدة للكولف . ولغاية انجاح هذا المشروع تقترح الوكالة : اشراك واشراف الجماعة على التحسيس وعلى حث وحدات الكولف للسقي بهذه المياه. فتح اوراش للتحسيس وانخراط الجماعة في تمديد قنوات هذه المياه للفضاءات الخضراء لتي تمتلكها الجماعة . انشاء وإحداث وحدات لهذا الغرض وفقا للدراسات والإحصائيات المعدة في اطار شراكة مع المجلس في هذا الشأن . كما نبهت الوكالة في مداخلتها الى العشوائية في تصريف النفايات سواء من قبل الساكنة اوالوحدات الصناعية ، غير ان تأثير هذه الاخيرة اكثر ضررا لمنشآت الوكالة الخاصة بالمعالجة ، لوجود مواد ملوثة وملحية ومواد اخرى في تفاعلها تحول دون استعمال هذه المياه العادمة وتسارع في تهالك التجهيزات وتلاشي القنوات في زمن اقل مايؤدي الى هدر المال العام .ولهذا تقترح في هذه النقطة ما يلي : فتح اوراش موضوعاتية. تدخل المجلس لدى الوحدات الصناعية لإحداث محطات المعالجة الاولية لتقليص التلوث البيئي . مراقبة جودة المياه خصوصا في النقاط التي يتم فيها توزيع المياه بالصهاريج (سفوح الجبال …) لعدم مطابقة المياه للمعايير المعمول بها حسب ما اظهرته التحاليل في هذا الاطار. وفي نفس سياق مداخلات الفاعلين والعاملين في قطاع الصحة فقد ردت اقتراحاتهم على النحو التالي : تعزيز العرض الصحي بإحداث مراكز ومرافق او Des espaces médicaux sociales et espaces sante jeunes ومراكز داخل الفضاءات الجامعية (كليات واحياء …). تنسيق الجماعات والفعاليات الاخرى المعنية بالصحة والبيئة لايجاد حل لنفايات المستشفيات والنفايات الغير الخطيرة . تنظيم يوم جهوي خاص بالصحة او بالبيئة . وضع برنامج للتظاهرة لضمان استمرارها وبمشاركة الجمعيات لدورها الاساسي في التربية والتوعية الصحية والبيئة والمحافظة على الماء . ان ترتدي الموارد البشرية المهتمة بجمع النفايات بدلة وقفازات وقائية . وضع مخطط عمل متعلق بفرز النفايات للتمييز بين الصلب منها وغير الصلب عبر اكياس بالوان مختلفة وتخصيص كل لون لنوع محدد. هذه الحصيلة الاولية من المشاريع والاقتراحات في تقاذفها الذهني وتجاذبها مع الاطر الادارية والتقنية للجماعة الترابية لاكادير خلال اليوم الدراسي خلصت الى مقترحاتهم المجملة في : مباشرة الساكنة في موضوع النفايات بتشارك مع جمعيات المجتمع المدني .اختيار حي باكادير نموذجا لتطبيق الحي الايكولوجي بإشراك الساكنة وجميع الفاعلين من مؤسسات عمومية وغير عمومية وفعاليات المجتمع المدني لإنجاح التجربة وتحسين جودة الحياة . اعادة النظر في مسألة استعمال المياه العادمة . تعبئة المجتمع المدني بدوره للتشاور والتحاور حول قضايا الصحة والبيئة . تعاون الاساتذة الباحثين مع الجماعة . تقديم المساعدة من قبل الاساتذة الباحثين فيما يتعلق بالتلوث البيئي . لتبقى عصارة اليوم الدراسي ارضية تشاورية تشاركية تحدث بشانها لجن قطاعية يؤول اليها موضوع اجراتها اداريا وقانونيا وصياغة مشاريع تنموية بوقع اجتماعي واقتصادي وبيئي تكون نواة برنامج عمل جماعة اكادير حين اعداده والتشاور بشأنه . الدكتورة امال البقالي نائبة رئيس المجلس الجماعي لاكادير