مهندسون يبرزون تأثير النفايات الصلبة والغازات السامة على الفرشة المائية و يشددون على عزل النفايات قبل رميها في الطبيعة في إطار تخليد اليوم العالمي للبيئة، نظم مؤخرا، الاتحاد الوطني للمهندسين المغاربة فرع جهة تادلة أزيلال بشراكة مع المديرية الجهوية للفلاحة لتادلة أزيلال يوما دراسيا حول موضوع البيئة والتنمية الاقتصادية بالجهة» بنادي المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بالفقيه بن صالح. في بداية هذا اللقاء، تناول الكلمة الكاتب العام لعمالة الفقيه بن صالح الذي شكر المنظمين لهذه التظاهرة، ليبرز بعد ذلك، أهمية المحافظة على البيئة وما توليه الدوائر العليا للبلاد في برامجها للعمل على الحفاظ على البيئة كدعامة أساسية للتنمية المستدامة. كما أكد على أن اختيار موضوع هذا اللقاء يعكس الاهتمام المتزايد بالجانب البيئي متمنيا أن تنبثق عن هذا اليوم الدراسي توصيات عملية تعزز الجهود المبذولة في هذا المجال. وبعد ذلك تعاقبت المداخلات حيث تناول رشيد أمدياز مهندس بالمكتب الجهوي لاستثمار الفلاحي لتادلا منها في أولى المدخلات «حصيلة المتابعة البيئية، الجودة والدينامية للفرشة المائية للمنطقة السقوية بتادلا»، قدم من خلالها عرضا معززا بالأرقام والبيانات مبرزا خصائص المنطقة الفلاحية السقوية بتادلا حيث نسبة التساقطات المياه السنوية تناهز 300 ملمترا، ومتوسط درجة الحرارة يعادل 18 درجة مع ارتفاع يصل إلى 38 درجة في شهر غشت، بالإضافة إلى أن التربة تعرف نسبة ملوحة عالية وتواجد مادة النيترات وكذا المبيدات في منطقة سقوية تناهز 28700 هكتارا مستفيدة من سدود أحمد الحنصالي وسد بين الويدان ومياه جوفية هامة، متأثرة من ملوحة نهر أم الربيع ومن النفايات السائلة من معمل سكر كوزيمار. وخلص المتدخل إلى ضرورة القيام بتحاليل دقيقة لهذه المياه المستعملة مراعاة لصحة المواطنين. ومن جهته، تدخل الأستاذ حناني إبراهيم عن جمعية أساتذة علوم الحياة والأرض بالآكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لتادلة أزيلال في موضوع «مساهمات جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض من أجل المحافظة على البيئة» حيث تطرق إلى شرح مفهوم التربية البيئية كمادة تمكن التلاميذ من اكتساب معارف وسلوكات وقيم، عبر تحسيس الأفراد والجماعات بالعلاقات القائمة بين الإنسان والوسط الطبيعي عن طريق عقد لقاءات وتكوينات والقيام بشراكات مع كل الفاعلين في المجال البيئي. ولم تفت الفرصة الأستاذ حناني الإشارة إلى أن هذه الجمعية لها رأي محدد وأهداف مسطرة تهم الجوانب الديداكتيكية للمادة، وأخرى وتتعلق بالتربية البيئية والصحية من خلال تدخلاتها على مستويات متعددة. وبخصوص عرض: « تأثيرات النفايات الصلبة على البيئية» المقدمة من طرف الدكتورة حسنى المرزوقي أستاذة بكلية العلوم والتقنيات ببني ملال، فقد بينت المتدخلة على الخصوص خطورة وتأثيرات النفايات الصلبة والغازات السامة المنبثقة عنها على الفرشة المائية والتربة حيث تبلغ 376323 طنا بالجهة موزعة على إقليمبني ملال 51٪، إقليمأزيلال 24 ٪، إقليم الفقيه بن صالح 25 ٪، مبرزة أن هذه النفايات معظمها نفايات منزلية تصل إلى 80 ٪ بالإضافة إلى النفايات الأخرى. هذا، وقد خلصت المتدخلة إلى أن هذه النفايات تأثر كذلك على الماشية عبر المطارح العشوائية وبالتالي على صحة الإنسان مقترحة ضرورة توفير مطارح منظمة تخضع لمعاير مقننة والعمل على عزل النفايات ومعالجتها قبل أن ترمى في الطبيعة. أما بالنسبة للعرض الأخير حول»إستراتيجية الوكالة للتنمية الاجتماعية المتعلقة بالبيئة» للأستاذ مصطفى مذكوري فإنه تتطرق إلى التعريف بهذه الوكالة وأهدافها المتمثلة بالخصوص في المساهمة في محاربة الفقر والهشاشة عن طريق دعم الفاعلين المحليين وتقوية قدراتهم وتنمية مجالهم باعتماد مقاربة تشاركية ترتكز على الشراكة والقرب وفق مبادئ منها المجالية، النوع، والمقاربة الحقوقية. ومن بين المشاكل التي تواجهها هذه الوكالة ضعف الاهتمام بالمشاريع البيئية، نقص في المعلومات في مجال البيئة لدى التنسيقيات الجهوية، غياب الثقافة البيئية لدى الفاعلين الجهويين. هذا، وقد عرف اللقاء مناقشات واغناءات همت عروض هذا اليوم الدراسي كما قدمت عدة توصيات في مجال البيئة والمحا فضة عليها.