خلصت أيام دراسية بمدينة بني ملال، من 2 إلى 5 يونيو الجاري، في إطار المنتدى العالمي الخامس للتربية البيئية، إلى مجموعة من التوصيات والاقتراحات. ودعا المشاركون في أشغال المنتدى إلى إحداث إطار تشريعي وتنفيذي واضح المعالم في مجال البيئة والصحة، ونهج مقاربة تشاركية مندمجة في جميع القضايا والمشاريع المتعلقة بهذا الميدان، وإدماج الشباب للمشاركة بفعالية في الحفاظ على الموارد الطبيعية، والتفكير في إحداث محطات إذاعية وقنوات تلفزيونية، وتخصيص صفحات في الجرائد المكتوبة والمجلات المتخصصة في مجال البيئة والصحة. ونظم الملتقى من طرف جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض (فرع بني ملال)، بتعاون مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة تادلة أزيلال، ووكالة الحوض المائي أم الربيع، تحت شعار "التقاسم والتكامل رافعتان للتربية على المواطنة العالمية"، بمشاركة من كندا ومن إفريقيا. ودعا المشاركون إلى تجنب الاستعمال المفرط للأسمدة الكيماوية، والمبيدات الحشرية، والبحث عن حلول بديلة في المجال الزراعي، بما يساهم في الرفع من الإنتاجية واحترام المعايير البيئية والصحية، ومنع رمي النفايات بكيفية عشوائية، وإحداث مطارح مراقبة للنفايات، ومعالجة النفايات الطبية حسب المعايير المتعارف عليها عالميا، وتطبيق القوانين الخاصة بها. وذكرت مصادر علمية من المشاركين والمنظمين أن المنتدى يروم خلق دينامية جديدة لتعبئة الفاعلين في مجال البيئة عموما، وفي المؤسسات التعليمية خصوصا، لإنجاز مشاريع في مجال التربية البيئية، وإشراك المؤسسات التعليمية ومختلف الفاعلين في تثمين الرصيد والموروث الطبيعي والإنساني والثقافي، والعمل على اقتراح حلول للإشكالات والأزمات المحلية والدولية، التي لها آثار مباشرة على البيئة وعلى صحة المواطنين. وأوضحت المصادر ذاتها أن هذا المنتدى ينظم على مرحلتين، الأولى على المستوى الجهوي من 2 إلى 5 يونيو الجاري في 11 مدينة، منها بني ملال، حول "الاقتصاد الأخضر بين التمني والواقع" (بالدارالبيضاء)، و"التربية على الاستعمال الرشيد للطاقة" (المحمدية)، و"التراث والتربية على المواطنة" (مكناس)، و"البيئة والثقافة" (فاس)، و"التربية على التنوع البيولوجي المقاربات والوسائل" (دمنات)، و"التربية على البيئة والصحة معركة واحدة" (بني ملال)، و"التربية على حماية المناطق الرطبة" (الناظور)، و"التجارة التضامنية مسلك للتربية على الاستهلاك المسؤول" (أكادير)، و"البيئة الحضرية من أجل تنمية مواطنة مسؤولة" (طنجة )، و"الماء مصدر حياة وتحدي مجتمعي" (تطوان)، و"التغيرات المناخية بالمناطق الساحلية كيفية الحد منها وكيفية التكيف معها" (آسفي). وستنظم المرحلة الثانية على المستوى الوطني بمدينة مراكش من 6 إلى 9 يونيو الجاري. كما يعتبر هذا اللقاء من أهم الملتقيات الدولية للفاعلين والمؤسسات والجمعيات التربوية، من 40 بلدا ناطقا باللغة الفرنسية، لتبادل التجارب والخبرات حول مقاربات واستراتيجيات وآليات تفعيل الطرق الحديثة للتربية البيئية، والتنمية المستدامة، بغاية إدماجها في المناهج التعليمية، والبرامج القطاعية لمختلف المؤسسات ذات الارتباط بالقضايا البيئية، ترسيخا لمبادئ التنمية المستدامة والمواطنة. وتناول اللقاء مجموعة من المواضيع تمحورت حول "الحساسية البيئية المفرطة" (الليشمانيوز)، المرض الطفيلي بجهة تادلة أزيلال وعلاقته بالوضع البيئي في الوسط القروي، و"الأنشطة المنجزة من طرف الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين"، و"نفايات المستشفيات"، و"نداء الشباب حول التربية على البيئة والصحة". وعالج المشاركون محاور أخرى، من قبيل "نشاط بيئي متواصل في الوسط المدرسي: الصحة والبيئة"، و"نفايات معمل السكر بأولاد عياد"، و"استراتيجية تواصلية لانتقاء النفايات المنزلية"، و"الصحة والبيئة"، و"استخراج مبيد طبيعي من نبتة محلية". وانتهت المداخلات بعرض شريط حول التلوث البيئي عن طريق نفايات معمل السكر بأولاد عياد، في إقليم الفقيه بن صالح.