سجل المشاركون في اليوم الدراسي الذي نظم اليوم ،الأحد، في تارودانت حول موضوع "البيئة واقع وآفاق: أية استراتيجية مندمجة ومستدامة للتنمية المحلية بتارودانت" أهمية خلق توازن بين متطلبات التنمية السوسيو اقتصادية من جهة، والمحافظة على البيئة من جهة ثانية. وحسب الأرضية المرجعية التي استند إليها هذا اليوم الدراسي، المنظم من طرف الجماعة الحضرية لتارودانت، فقد تم التأكيد على ضرورة تعزيز الانسجام والتكامل بين السياسات القطاعية على مستوى المصالح الخارجية بإقليمتارودانت، وذلك من خلال خلق برامج دامجة للبعد البيئي في كل المشاريع السوسيو اقتصادية، مع وضع مخطط استباقي يحد من الظواهر السلبية للبيئة في افق وضع مخطط متكامل شامل ومندمج للسنوات والعقود المقبلة. وخلال الجلسة الافتتاحية لهذا اليوم الدراسي، المنظم بمناسبة تخليد اليوم العالمي للبيئة، أعلن النائب الأول لرئيس الجماعة الحضرية لتارودانت، السيد محمد رماش، في كلمة بالمناسبة أن المجال البيئي بالنسبة للجماعة يعد ورشا مفتوحا ، مؤكدا حرص الجماعة على أن تجعل من هذا الورش مجالا للعمل التشاركي سواء مع السلطات المحلية أو المجتمع المدني. وذكر السيد محمد رماش بالماضي التاريخي المشرق لمدينة تارودانت في المجال البيئي ، مستشهدا في هذا السياق بعدد من المؤشرات من ضمنها على سبيل المثال لا الحصر بالحزام الأخضر للمدينة، وموروثها العمراني وغيرها من المؤشرات الدالة على أن البعد البيئي كان على الدوام حاضرا في الحياة اليومية لساكنة مدينة تارودانت ، داعيا جميع الأطراف كل من موقعه إلى الانخراط في ديناميكية إرادية تعيد للمدينة ماضيها المشرق في المجال البيئي. ومن جهته ، ابرز السيد اليزيد الراضي ، رئيس المجلس العلمي المحلي لتارودانت، مكانة البيئة في الشريعة الإسلامية السمحة، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الله عز وجل حين استخلف الإنسان في الأرض ، جعله مسؤولا على الحفاظ على خيراتها وفي مقدمتها الماء والشجر والمخلوقات الحيوانية وغيرها من النعم الأخرى التي تشكل جوهر الحياة البيئية. واستعرضت مديرة المرصد الجهوي للبيئة لسوس ماسة الجهود التي يبذلها المرصد من أجل بلورة خطط وبرامج تساهم في الحفاظ على المحيط البيئي على صعيد عمالتي وأقاليم الجهة، ومن جملتها على الخصوص برامج التوعية في المؤسسات التعليمية القروية، والتي سيتم تمديدها لتشمل المجال الحضري، والحملات المنظمة لجمع النفايات البلاستيكية ، ومكافحة المطارح العشوائية للنفايات، والتشجيع على إنشاء مطارح ، مراقبة وغيرها من المبادرات الأخرى، لتخلص إلى دعوة مختلف الفاعلين في حقل الحفاظ على المحيط البيئي إلى التفاعل الايجابي مع الدعوات والمبادرات التي تم إطلاقها بمناسبة استعداد المغرب لاحتضان أشغال القمة العالمية للمناخ ( كوب 22) في شهر نونبر القادم في مراكش. أما ممثل المجتمع المدني المحلي، السيد سعيد شاكر، فأورد في مداخلته عددا من المظاهر السلبية التي لازالت سائدة في مناطق مختلفة من إقليمتارودانت والتي تلحق ضررا كبيرا بالمحيط البيئي وبصحة السكان، ومن جملتها انتشار المطارح العشوائية للنفايات، والاستغلال المفرط للفرشة المائية، والتدهور المتواصل للحزام الأخضر لمدينة تارودانت ، والاستغلال غير الرشيد للمقالع مواد البناء، مقترحا بعض الإجراءات العملية التي من شأن انخراط مختلف المتدخلين في تنزيلها أن يساهم في الحفاظ على المحيط البيئي، والرقي بالتالي بجودة الحياة لدى المواطن. ويتضمن برنامج عمل هذا اليوم الدراسي تنظيم جلسة علمية يتم من خلالها تقديم ومناقشة عدد من العروض التي تتناول "البيئة في ذاكرة تارودانت: الماضي والآفاق"، و" البيئة في قيمنا الدينية والمدنية"، و" تجربة تعاونية كوباك في التدبير البيئي"، و" دور وزارة الصحة في المجال البيئي من خلال الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة". كما يتضمن برنامج عمل هذا اللقاء تنظيم ورشات تحاورية بمساهمة نخبة من الباحثين وممثلي المجتمع المدني والمستشارين الجماعيين وممثلي عدد من المصالح الخارجية الذين سيتداولون في قضايا تهم" العمران والبعد البيئي"، و" السلوك المدني وارتباطه بالوعي البيئي"، و" تأهيل محيط وأبواب وأسوار مدينة تارودانت"، و" الميثاق البيئي والصحي الجماعي"، و" النهج التشاركي في تدبير الشأن البيئي"، و"تأهيل الحدائق والساحات العمومية"، و"تدبير النفايات والنظافة اليومية".