لقد اعطيت الانطلاقة لمشروع فضاء الحلقة او ما يمكن تسميته بفضاء الفرجة لان دارسي المسرح المغربي يرجعون البدايات الاولى للأشكال ما قبل المسرحية الى سلطان الطلبة والحلقة وبجلود (بلماون) وكانت الحلقة قبل ظهور وسائل الاعلام في العصر الحديث هي الوسيلة التي تنتقل بها الاخبار، ويتم الاحتفاظ على الحكايات الشعبية ،حيث اشتهر في السبعينات اشخاص معروفين بقدرتهم الفنية على شد اهتمام جمهور الحلقة بتقنيات مسرحية من تشخيص للحكايات والقيام بحركات تكسر الروتين الذي قد ينجم عن طول الازليات وحكاية علي وكيف يقهر الاعداء. من خلال هذا نستنتج ان الاهتمام بالحلقة في شكلها الفرجوي يدخل في صميم حماية الذاكرة من الانقراض واعطاء اهمية لهذا الموروث، لقد حاولت عدة مدن قبل اكادير محاكاة جامع الفنا لكن لم يكتب لها النجاح وفي غياب اي دراسة علمية لأسباب نجاح جامع الفنا بمدينة مراكش دون غيره يترك المجال مفتوحا للتأويل والتحليل الخرافي الذي يربط النجاح بوجود سبعة رجال بمدينة مراكش علما ان سبعة رجال كانوا معروفين بالتقوى والتصوف. ومواقفهم من الفرجة قد تكون متناقضة مع ما يذهب اليه عامة الناس. السؤال المطروح هل من استراتيجية مبنية على دراسة اجتماعية ، لضمان استمرار هذا الفضاء واستماتة الفرق الفلكلورية ، وكل اشكال الحلقة التي تعرض منذ افتتاح الفضاء رسميا من طرف المجلس الجماعي والسلطات المحلية. إن الحلايقية حسب تصريح بعضهم في مدينة مراكش وبالضبط بجامع الفنا يعتبرون توظيفهم يندرج ضمن الخطة الشاملة الوطنية لتشجيع السياحة الداخلية والخارجية من تم فان الزوار المتنوعين يساهمون في بقائهم وصمودهم ،لانهم أسخياء معهم والفرجة لا تقدم بالمجان. بالإضافة الى الخدمات الاخرى التي تجعل الزائر يزور جامع الفنا الفنادق من كل الاصناف ، الوجبات الغذائية المتنوعة، وسائل النقل التقليدية (الكوتشيات). ان عدم الاخذ بعين الاعتبار بالعوامل المشجعة على استمرار من يقدم الفرجة والتي تعتبر مصدر رزقه اليومي( حيث يعبر احد هم على ان بعض الزوار يعتقدون ان الجماعة تؤدي أجور الحلايقية لهذا فانهم لا يكلفون نفسهم تقديم المساعدة لهم) .قد تجعل المشروع غير قادر على الصمود في وجه الاكراهات وهذا ما وقع بمكناس وفاس وتارودانت ، لان كل المدن تتوفر على ساحات وفضاءات لكن ينقصها سر نجاحها بمراكش دون غيرها.إ ن الكل استحسن الفكرة ويتمنى لها النجاح لانها فضاء ومتنفس لساكنة اكادير التي كان البحر هو المتنفس الوحيد لها.لكنهم ينظرون الى التجربة بتوجس ، ولعل الايام هي التي ستحكم على نجاح التجربة وقياس مدى اهتمام المسؤولين بها.