يدمن العديد من الأطفال على تناول رقائق البطاطس المقلية بسبب لذتها التي لا تقاوم، غير أنها تشكل خطرا على صحتهم. وقد حذر خبراء التغذية من تناول «الشيبس»، بسبب الأضرار التي تلحقها بالإنسان كالإصابة بالسمنة المفرطة أو المشاكل التي تصيب الجنين من خلال أمه الحامل، وكذا التعرض للإصابة بأمراض سرطانية. وتعد «الشيبس»، مجهولة المصدر التي تدخل عن طريق التهريب من بين أخطر المنتوجات، خاصة أنها قد تكون منتهية الصلاحية وتدخل في تركيبتها مواد مسرطنة وفق ما أكده عدد من الخبراء. «الأخبار» تسلط الضوء على رقائق البطاطس المقلية وتكشف عن خطورتها على الأطفال. تعد رقائق البطاطس المقلية «الشيبس» في مقدمة لائحة الأغذية الأكثر ضررا بصحة الأطفال، وفق ما كشفه فريق علماء دولي خلال دراسة حديثة أعلن عنها أخيرا. وبينت نتائج الدراسة أن الأغذية الأكثر ضررا على صحة الأطفال هي الأغذية المحتوية على نسبة عالية من الدهون المشبعة وذات السعرات الحرارية العالية، حيث إنها تتسبب بزيادة الوزن دون أن توصل الطفل للشبع، وبذلك تؤثر سلبا في نمو الجسم . وعلاوة على ذلك فهي تؤدي إلى أمراض عديدة بعد الإدمان عليها بشكل غير طبيعي. خطر الإدمان تحتل «الشيبس»، مكانة كبيرة خاصة لدى الأطفال بسبب لذتها، فهذا المنتوج لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة إلى عدد من الصغار. ابراهيم أب لطفلين مدمنين إلى درجة كبيرة على رقائق البطاطس المقلية، حاول عدة مرات منعهما من تناولها غير أنه فشل في ذلك. يقول ابراهيم خلال حديثه مع «الأخبار» إن «طفلي يعانيان من السمنة بسبب تناولهما المفرط لرقائق البطاطس المقلية، فعندما عرضتهما على الطبيب أخبرني أنهما مدمنان على «الشيبس» وأن وزنهما يزيد من دون وصولهما إلى الشبع، مما أدى إلى وقوع اختلال في الجسم». ويضيف أنه من الصعب جدا منع الأطفال من تناول المنتوجات التي تعجبهم بسبب تعلقهم الشديد بها حتى لو كانت مضرة. ووفقا ل «مايكل موس» صاحب كتاب بعنوان «الملح والسكر والدهون: كيف نتعلق بهذه الأغذية؟»، فإنه يقول إنه نتيجة لتحقيقاته العديدة حول كيفية تحول «الشيبس» من غذاء كان يهتم به الناس بصورة متوسطة إلى غذاء تعلق به الناس بصورة فائقة، وجد أن هذا يعود إلى كيفية تطوير «الشيبس» نفسه ليصبح عابثاً في مراكز المخ، حيث يتلذذ الإنسان بتناوله ومن ثم لا يمكنه الاستغناء عنه. ويشير موس إلى أن الدهون التي تضاف إلى رقائق البطاطس تعطي متعة الإحساس الذي يشعر به الإنسان عند تناوله الجبن السائل الساخن، حيث إن هناك عصباً يسمى بالعصب الخامس (العصب ثلاثي التوائم) يوجد أعلى مؤخرة الفم يعمل على إرسال المعلومات إلى المخ عن طريق اللمس، وهذا يعمل بكفاءة حينما نتناول الدهن، والدهن الأفضل مذاقاً هو الذي ترغب في تناوله أكثر وأكثر. وحينما تقضم قطعة الشيبس بفمك، فإن الملح الموجود به يمنحك إحساسا بأنه يصل عقلك بصورة مباشرة. وجنباً إلى جنب مع الملح والدهون، فإن السكر الموجود بالبطاطس نفسها يعمل على تحسين المذاق بشكل كبير. وهذا الثلاثي (الدهن والملح والسكر) هو السبب الرئيسي في إضفاء النكهة المميزة لرقائق «الشيبس»، وبالتالي يصعب الاستغناء عنها ويتحول الأمر إلى إدمان. «شيبس» مسرطنة تدخل بعض رقائق البطاطس المصنعة إلى المغرب عن طريق التهريب مع باقي المنتوجات الغذائية، مثل «الشيبس»، حيث تكون ذات مكونات مجهولة المصدر وأخرى منتهية الصلاحية وتشحن في ظروف غير صحية. الدكتور بوعزة الخراطي، الفاعل الجمعوي في الدفاع عن صحة المستهلك، حذر عبر تصريحات صحفية من «الشيبس» المستورد، والذي يمكن أن يكون موطن تصنيعه في الصين مثلا، ليمر إلى إسبانيا ويتم إعادة تلفيفه ويحمل تاريخا غير حقيقي، ثم شرائه من قبل المغاربة على أنه منتوج أوروبي. وتساءل الخراطي عن الغموض الذي يكتنف صناعة «الشيبس» كالكميات الكبيرة التي يحتوي عليها من مادة الملح، والتي أثبتت التقارير الطبية مساوئ استهلاكها على الضغط الدموي والقلب والشرايين، إضافة إلى دخول المواد الحافظة في تركيبة تصنيعه من أجل حفظه داخل الأكياس، كما طرح علامة استفهام حول منشأ البطاطس وطريقة تنظيفها وتقشيرها، وهي التي يمكن أن تكون ملوثة بالعديد من المواد الكيماوية. وفي السياق ذاته، كشف خبراء في التغذية أن من أهم المكونات الخطيرة في رقائق البطاطس لا تأتي من المواد التي تضاف إلى البطاطس، بل من النتيجة الثانوية التي تحصل أثناء التصنيع مثل إضافة الأكريلاميد، وهي مادة كيميائية سامة للأعصاب تتولّد أثناء تعرض المواد المطبوخة إلى حرارة عالية سواء قليت أم سلقت أم جُففت. وكشفت دراسة في بريطانيا أنه منذ ثلاث سنوات تبين أن هناك أكثر من 800 مركب يتولد عندما تتعرض الأطعمة إلى حرارة عالية بينها 52 مادة مسرطنة. من بينها-مادة ال Heterocyclic Amines (HCAs) ومادة Polycyclic Aromatic Hydrocarbons (PAHs ومادة Advanced Glycation End Products (AGEs وهي كلها مواد تسبب السرطان والالتهابات ومشاكل صحية كالسكري وأمراض الكلي. وكشف الخبراء أنفسهم أن بعض رقائق البطاطس المقلية توضع بعبوات جاهزة للأكل بعد إضافة العديد من المواد الحافظة والزيوت والدهون والسكريات، والتي في الكثير من الأحيان لا يتم ذكرها من ضمن قائمة المكونات لأنها ضارة وتشكل خطورة على صحة المستهلكين. نكهة دهن الخنزير تحتوي بعض رقائق البطاطس المهربة على نكهة دهن الخنزير ومعظم هذه «الشيبسات» لا تشير إلى ذلك على العبوات، إذ تكتفي بوضع رموز لا يفهمها معظم المستهلكين مثل (إي 327 وإي 475 وإي 141). وقد أثبت «أمجد خان»، وهو باحث متخصّص في الكيمياء الحيوية للأغذية بمعهد الأبحاث الطبية في الولاياتالمتحدة، وجود دهن الخنزير في العديد من المنتجات التي تصنّعها الشركات العالمية بما في ذلك رقائق البطاطس الجاهزة. وكشف أن عملية التصنيع تتم بوضع الأرز المطحون والذرة ورقائق البطاطس ويعجنونها، بعد ذلك ثم يحولون العجين إلى لفافة دائرية ويقطعونها إلى رقائق دائرية تنقل إلى قالب لإعطائها الشكل. بعد ذلك تمر القوالب في الزيت المغلي، وعندما تجف الرقائق يتم رشها بمنكهات والتي منها ما تحتوي على نكهة دهن الخنزير. وفي الوقت الذي يؤكد الخبراء أن «الشيبس» يشكل خطورة على صحة الأطفال، فالمصنعون ينفون ذلك، إذ إن البعض منهم أكدوا على أنهم يعتمدون على مكونات غير ضارة. هذه هي الأمراض الناجمة عن رقائق البطاطس الجاهزة كشف عدد من الخبراء أن بعض أنواع «الشيبس» تحتوي على نسبة عالية من النشويات والتي تدفع الأطفال لتناول كميات كبيرة منها، مما يؤدي بهم للابتعاد عن تناول الأغذية الأخرى الطبيعية والصحية، كما أنه يدخل في تركيب «الشيبس» الزيوت المهدرجة، وهي ذات تأثير سلبي لأنها رديئة الجودة ومعاملة حراريا وتؤدي لعدة مشكلات مثل ارتفاع الدهون في الدم وعسر الهضم والإمساك والإسهال أحيانا حسب طبيعة الجسم وعلى المدى البعيد قد تكون الزيوت المهدرجة سببا في الإصابة بالسرطان. كما تؤثر المواد الحافظة بشكل بالغ على الكبد.كما أن الملونات التي تضاف إلى «الشيبس» مجموعة كبيرة منها ممنوعة عالميا. وأكد عدد من الخبراء في مجال التغذية أن «الشيبس» يتسبب في مشاكل قد تطول المعدة لأنها تحتوي على دهونا مشبعة، وهي تؤدي إلى اضطرابات معوية وزيادة في الوزن، وكثرة الأملاح فيها قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. فالمواد الحافظة التي تضاف إليها، تحد من كفاءة المعدة على الهضم وتؤدي إلى التكلبات المعوية، وهناك أنواع منها تتضمن البهارات الحارة، وهي قد تؤدي إلى تقرحات في المعدة، خصوصا عند الأطفال . ويتسبب أيضا «الشيبس» في زيادة الكوليسترول فى الدم لترسيبها دهونا مشبعة ضارة بسبب الزيوت التي يتم قليها فيها وضعف المناعة وزيادة معدل الإصابة بالسمنة الموضعية للأطفال والكبار، مع الإصابة بمتلازمة فرط النشاط والحركة التي تصيب بعض الأطفال والضغط والسكري وأمراض القلب. وتعد رقائق البطاطس المتهم الأول في جعل الولاياتالمتحدةالأمريكية على قمة البلدان الأكثر إصابة بالسمنة. ففي دراسة نشرت أخيرا، في مجلة «نيو إنجلاند» الطبية، وجد الباحث الرئيسي فيها الدكتور «درايوش مظفريان» أن رقائق البطاطس من أهم الأغذية التي تسبب السمنة. ويشير إلى أن الاعتدال مطلوب في تناول أي شيء، لكن ثمة أغذية لا تتطلب تناولها مثل «الشيبس»، حيث إنها تسبب العديد من المشاكل الصحية. وقال مظفريان الأستاذ المساعد في الطب والوبائيات بكلية الطب جامعة هافارد الأمريكية، أنه قد وجد أن التناول الكبير للنشويات التي توجد في منتجات «الشيبس» يمكن أن تسبب ارتفاعاً كبيراً في الجلوكوز والأنسولين في الدم. وهذا يسبب نوعاً من الإحساس بالشبع وعدم الرغبة في الطعام، وهنا مكمن الخطورة، حيث إن هذا يسبب عدم التوازن في الطعام، فلا ترغب في تناول الأغذية الأخرى التي من المفترض أن توازن بها غذائك. ثمة بحث بريطاني آخر وجد أن الأمهات الحوامل اللاتي يتناولن كميات كبيرة من رقائق البطاطس يعملن على إيذاء أطفالهن في أرحامهن بنفس القدر الذي يسببه التدخين. وذلك بسبب مادة كيميائية تنطلق حينما تقلى البطاطس تسمى «الأكريلاميد»، وهي مادة عديمة الطعم والرائحة والمذاق وغير مرئية، ولكنها ترتبط بالحاق ضرر بالحامض النووي. وقال «جون رايت» الباحث الذي أجرى الدراسة أن هذا الأمر يسبب مشكلة صحية كبيرة للأطفال مستقبلاً ويزيد من تعرضهم لمشاكل صحية مثل السكري والحركة المفرطة وزيادة الوزن والسكري وأمراض القلب. ويشير رايت إلى أنه حينما يضاف «الأكريلاميد» كعامل سيء مع السكريات والدهون والملح في البطاطس، فإن هذا يؤدي إلى أن يكون بنفس خطورة التدخين على الأجنة.