انقضى ديربي العاصمة الإقتصادية بين الوداد والرجاء الرياضييْن على إيقاع التعادل السلبي، في المواجهة التي دارت بينهما، اليوم الأحد، على أرضية المركب الرياضي محمد الخامس، لحساب الجولة 12 من دوري اتصالات المغربي. المقابلة التي استأثرت باهتمام إعلامي وجماهيري بالغ قبل أيام من انطلاقها، جاءت مُخيبة على المستطيل الأخضر بين الفريقيْن من حيث الأداء الهجومي، في الوقت الذي لفتت فيه جماهير الفريقيْن الأنظار وصنعت الفرجة في المدرجات. بهاء وإبهار تلتمع بهما المدرجات مبكرا لم تنتظر الفرجة لتطل على متابعي الديربي لغاية إطلاق صافرة الحكم، بل بكَّرت بالظهور قبل دقائق من المواجهة، برسم جماهير الفريقيْن للوحات احتفالية مُذهلة تنطوي على مجموعة من الدلالات والأبعاد سواء بالنسبة لأنصار النادي الأحمر أو عشاق الكتيبة الخضراء. الجماهير المُتيمة بالفريق الأحمر، رسمت لوحة جميلة لاح فيها إسم مدينة الدارالبيضاء بالأحرف اللاتينية، في الوقت الذي انبثق نسر شامخ من المدرجات الخاصة بالرجاء، التي توشحت باللون الأخضر، للعلاقة الوثيقة لهذا اللون بالفريق وتاريخه. سجال بدني محموم يتسيد البداية انطلقت المباراة التي دارت أمام جماهير غفيرة على وقع صراع بدني شديد وعلى قدر كبير من الشراسة، إذ شهد وسط الملعب حوارات بدنية حامية الوطيس بين لاعبي الفريقيْن، إيمانا منهما بالأهمية التي يكتسيها التحكم في مقاليد وسط الميدان، كمنفذ إلى المرمى وآلية لهز الشباك. الحرارة والحماس اللذان سادا المدرجات، عند رفع الجماهير للوحات الفنية، سرعان ما تسللا إلى لاعبي الكتيبتيْن الحمراء والخضراء، الذين بدوا في صورة المتعطش لإلقاء بصمتهم على المواجهة والمُساهمة في تحقيق فريقهم لنتيجة إيجابية. صراع قطبيْ العاصمة الإقتصادية ظل دائرا في صمت هجومي مطبق، باستثناء الفرصة الوحيدة التي أُتيحت في العشرين دقيقة الأولى لمهاجم الوداد، فابريس أونداما الذي استلم تمريرة جميلة من متوسط الميدان، وليد الكرتي وسدد كرة برع حارس النسور الخضر، أنس الزنيتي في التصدي لها، عند الدقيقة 13′. تحفظ هجومي وندرة الفرص يكسوان المجريات مع تعاقب دقائق الجولة الأولى، أخذ الإحتراس والحيطة يفرضان نفسهما على أطوار المواجهة، بانحصار الصراع بين الفريقيْن في وسط الميدان فقط، دون تسجيل تهديدات حقيقية لحارس المرمى، زهير لعروبي وأنس الزنيتي إلا لماما. تناوب أبناء الإطار الوطني، رشيد الطاوسي ورجال المدرب الويلزي، جون توشاك من جهة ثانية على امتلاك المبادرة، لم يُفرز هجمات تتسم بخطورة بالغة، باستثناء بعض الومضات التي تمثلت في كرة رأسية للجناح، عبد الإله حفيظي علت المرمى في الدقيقة 24′ وتسديدة للمهاجم النيجيري، أوساغونا مرت بمحاذاة المرمى، عند الدقيقة 34′. الجولة الأولى انقضت كما بدأت، باحتشام وخجل هجومي استولى على لاعبي الفريقيْن، الذين أخفقوا في الإهتداء إلى الممرات المفضية إلى الشباك وفشلوا في فك طلاسم الخطوط الخلفية، ليؤول الشوط الأول إلى التعادل السلبي. الجماهير تُعلن عن أنفسها مجددا ما إن حلت الدقيقة الثامنة من انطلاق الجولة الثانية، حتى وجد أنصار الفريقيْن موطئ قدم في الصورة، إذ استأثروا بالإهتمام ولفتوا الأنظار باحتفاليتهم التي أجبرت الحكم، بوشعيب لحرش على إيقاف اللعب لمدة وجيزة، بانتشار ضباب الألعاب النارية التي لفت الملعب. الفريقان يواصلان الإخلاص للخجل الهجومي الشوط الثاني للمقابلة، جاء مماثلا لنظيره الأول أو يكاد، حيث استمرت الإلتحامات البدنية على صعيد وسط الميدان وظلت مرمى الخصميْن، بمنأى عن التهديدات التي بوسعها قض مضجع حارسيْ الوداد والرجاء، زهير لعروبي وأنس الزنيتي على التوالي. الصمت الهجومي الذي أحاط بأطوار المباراة، لم تخدشه سوى هجمات مُحتشمة، على غرار الضربة الرأسية التي أدلى بها مدافع الوداد السينغالي، مرتضى فال، في حدود الدقيقة 65'، بيد أنها علت المرمى ولم تشكل أية خطورة على الزنيتي. الوداد ينتفض هجوميا ويشن غارات على الرجاء شكل دخول الجناح، اسماعيل حداد نقطة التحول في النسق الذي طبع المباراة، إذ ما إن ولج لاعب حسنية أكادير السابق لأرضية الملعب، حتى قاد فريقه إلى شن غارات هجومية بالغة الخطورة على حارس المرمى، أنس الزنيتي الذي تصدى لها وتألق في مواجهتها. وشهدت الدقيقة 73′ مجهود فردي من الحدادي الذي أهدى كرة على طبق من ذهب للمهاجم، سيسي، غير أن هذا الأخير سدد كرة ضعيفة ارتطمت بمدافع الكتيبة الخضراء بانون، لتخرج الكرة إلى الركنية. ثم عاد ذات اللاعب المغربي إلى صنع فاصل مهاري راوغ به مجموعة من لاعبي الرجاء، قبل انفراده بحارس الرجاء وقذفه لكرة ارتطمت بالزنيتي، في حدود الدقيقة 83′ من زمن الجولة الثانية، ليعود بعدها لتهديد المرمى بتسديدة مرت بمحاذاتها. و في الدقائق الأخيرة، استمر اللاعب الحدادي في قض مضجع الحارس الزنتيني ومحاولة فك شفرة دفاع النادي الأخضر، باصما على العديد من المحاولات ومُضفيا القوة على التنشيط الهجومي للأحمر، بيد أن ذلك لم يمنع المباراة من الإنتهاء بالتعادل السلبي.