على الرغم من التعادل السلبي الذي انتهت إليه مباراة الوداد البيضاوي والمغرب الفاسي برسم الدورة 16 من بطولة المجموعة الوطنية للنخبة، إلا أن المدرب بادو الزاكي أكد أن فريقه قدم كرة حديثة وأن مشكل العقم الهجومي في طريقه للحل بعد انتداب اللاعب البينيني باسكال أنغان. لكن مجريات المباراة كشفت عن الاستعصاء الهجومي للوداد، وكرست الاندفاع الهجومي الأعمى للفريق البيضاوي، أمام فريق فاسي جاء إلى الدارالبيضاء من أجل بناء تحصينات دفاعية يصعب اختراقها، إيمانا منه بأن التعادل في مركب محمد الخامس له طعم الانتصار. وشهدت المباراة قبل نهايتها بعشرين دقيقة إهدار اللاعب هشام اللويسي لضربة جزاء بعد أن صد القائم تسديدته، مما رفع من درجة الضغط عند لاعبي الوداد وحولهم إلى مجموعة بلا روح. ولم يظهر المغرب الفاسي بالمظهر المعهود عليه في الدارالبيضاء، حيث قضى عمر المباراة في ممارسة كل أشكال الدفاع، مع مرتدات محتشمة بين الفينة والأخرى، وعرف اللقاء تألقا ملحوظا للحارس الفاسي الشاب أنس الزنيتي الذي أكد أن المغرب الفاسي يعد خزانا حقيقيا لحراس المرمى، كما أبان اللاعب المخضرم زهير المغراوي عن حضور بدني وتكتيكي جيد، بينما سجلت المباراة طرد اللاعب بوعبيد بودن وإصرار المدرب لامين ديانغ على إقحام اللاعب بنهنية قبيل نهاية المباراة بدقيقتين أمام استغراب بعض مسيري ومحبي المغرب الفاسي. وكانت المباراة ذات مستوى فني جد متوسط وغاب الحماس عن أطوارها سيما بخلو المدرجات من الجماهير إلا فئة وفية للفريق ظلت على امتداد دقائق المباراة تساند اللاعبين أملا في إنهاء الاستعصاء، واعتبر اللاعب البينيني باسكال من توابل المباراة بعد أن قدم خلال المواجهة دليلا ميدانيا على إمكانياته البدنية والفنية وانتزع تصفيقات الجمهور والمسيرين أيضا، بينما بدا الاسترخاء على كثير من اللاعبين الوداديين خاصة بعد ضياع ضربة الجزاء. وشكل تواجد المغرب الفاسي في الدارالبيضاء فرصة لمسؤولي «الماص» والوداد للتفاوض في شأن انتقال اللاعب حمزة حجي إلى صفوف الفريق الفاسي، خاصة وأن اللاعب عبر عن رغبته في العودة إلى مدينة فاس التي قضى بها فترة إعارة ناجحة، والهروب من كرسي البدلاء الذي لازمه منذ رجوعه إلى الوداد، بل إن حمزة خاض هذا الموسم مباراة ودية واحدة وكانت بسلا أمام الجمعية السلاوية، رغم ذلك فالمدرب بادو الزاكي أعرب عن تشبثه باللاعب على حد تعبير مسؤول ودادي. ومن المرجح أن يعود حجي إلى المغرب الفاسي بعد أن فشلت صفقة ضم مدافع الرجاء البيضاوي هشام العمراني والضعف الكبير الذي يعرفه خط دفاع الفريق الفاسي، مقابل صلابة دفاع الوداد الذي يعتبر الأفضل على صعيد الدوري المغربي. تبقى الإشارة إلى ضعف الحضور الجماهيري الناتج عن عدم رضى فئة واسعة من الجمهور الودادي والفاسي عن نتائج الفريقين معا، بينما فضل بعض مشجعي المغرب الفاسي متابعة مباراة كرة السلة بين الفتح و«الماص».