يبدو أن دنيا باطما اقتحمت مجال النضال السياسي ، و دخلت في صراع شرس مع حزب الاستقلال ، وذلك حين أصدرت أغنيتها الخليجية « المغرب مغريبنا » ، احتجاجا على نشيد حزب الاستقلال «مغربنا وطننا روحي فداه » . نعم فالمغرب ليس مغرب « فاسة » ، وهذه هي الرسالة القوية التي تريد دنيا أن تبعث بها إلى شباط ، و حين تقول : « المغرب مغريبنا » و نسألها على طريقة القذافي من أنتم ؟ تجيبنا بكل فخر : « أنا و باقي العظماء : سعد لمجرد .. حاتم عمور .. الشيخة تسونامي .. زينة الداودية و الآخرون .. » و لم تنس أن تتخذ موقفا سياسيا واضحا بخصوص قضية الصحراء :« الصحرا صحرتنا و ديما .. أنا بنت النخلة و الخيمة » ، وهذه رسالة موجهة إلى بوتفليقة . و تضيف كأنها تخاطب قافلة من الإبل : « سولو الناگة تحكي ليكم قصتي أنا وياها طويلة » أتحسبيننا إبلا يا بنت النخلة ! أعتذر ، هي لا تخاطبنا و إنما تخاطب جمهورها الخليجي . بالإضافة إلى ما سبق ، يبدو أنها مناصرة متعصبة لانضمام المغرب إلى مجلس التعاون الخليجي ، لذلك تجرأت على تحريف اسم الملك المدون في بطاقته الوطنية ليتوافق مع الإيقاع الخليجي ، كلنا نعرف أن اسم الملك هو " مُحَمَد " ، بينما السيدة دنيا تنطقه " امْحمد " ، و يبدو أنها نسيت أن تضع صورة للملك و هو يرتدي الشماغ السعودي ليتلاءم مع الاسم الجديد . و حتى لا يتهمها أعداء النجاح بتملق الملك ، تلجأ إلى التلميح بصورة ماكرة إلى عبد الكريم الخطابي حين تقول : « الله على الريف و رجاله » ، هل خافت من التصريح باسمه أم أن اسم عبد الكريم الخطابي لا يتوافق مع الإيقاع الخليجي ؟ إني أمزح فقط ، في الحقيقة هي لا تقصد بكلامها الخطابي ، و إنما إلياس العماري . لقد أخطأت مجموعة جيل جيلالة حين غنت : «لعيون عينيا الساقية الحمرانيا » ، و تأتي العظيمة دنيا باطما لتصحح الغلطة فتقول : « الصحرا عروسه لو ترقص تتهز الدنيا ! » هل تقصد الصحراء أم الشيخة تسونامي ؟ لعل مؤلف الكلمات كتبها في الأصل لأحد الشيخات المحترمات ، و النص الأصلي يقول : « تسونامي شديدة لو ترقص تتهز الدنيا » ، هكذا يصبح للعبارة معنى . سيناريو الكليب فاتن جدا ، دنيا تتجول عبر شوارع المملكة صحبة فتاتين لا تكفان عن استعراض الخلفية الثقافية ، و الرجل المغربي يبدو في الكليب إما « گراب » في جامع لفنا أو صاحب حانوت يرحب بالضيوف أمام الباب بابتسامة بلهاء ، لعلها دعوة خفية إلى ضيوف من نوع خاص ، حيث تقول الأغنية : « المغرب مغريبنا ملكتي الروح .. من زار بلادنا بحبه يبوح ! » . القضية فيها روح و حب و بوح، ما أشد وقاحة حرف الحاء ! قسما بعكاز جدتي حلومة ، لولا كان عمها العربي باطما مازال حيا لشعر بالفخر. هو أحبها كثيرا و لم يكن يناديها « دونيا » ، بل يدلعها بلقب « لِيام » ، و كلما رآها غنى لها و هو يضحك : « يا ليام يا ليام !..يا بنتي مالكي عوجة ! » . تحياتي إلى الفنانة دنيا باطما ، مزيدا من الأوسمة إن شاء الله ، فأنت تستحقين على الأقل خمسة أوسمة لتحفظك من شر حاسد إذا حسد . يكفي أنك تساهمين في « توطيد أواصر المحبة و الأخوة مع الأشقاء الخليجيين » ( حقوق العبارة الأخيرة محفوظة لمصطفى العلوي ) .