عفوا يا بلدتي يا من كنت ملهمة لي ولأجيال مضت على تربتك، لقد كنت بالأمس القريب مثال يحتدى به ويقتدى به، لقد كنت يا بلدتي فيما خلى من سنين نموذجا تنمويا صاعدا في منطقة مهمشة وفقيرة تعاني الهشاشة والفقر. عفوا يا بلدتي لقد عشت لعقدين من الزمن رفاهية لم تنعم بها حتى المدن الممتلئة ميزانياتها بملايين الدراهم. كيف لك يا بلدتي أن تستبدلي الذي هو أذنى بالذي هو خير، أنى لك أن تستبدلي خيرة أبناءك البررة من ارتضوا أن يفروا إليك فرار ولا يئلون جهدا في خدمتك والسهر على مصالحك، كيف لك يا فم الحصن أن تستبدلي الحاج أضور وهو الحاصل على أعلى مراتب العلم وهو من تدرج في مدارج المسؤوليات حتى اختمر وجاء يخدمك بلا أجر، كيف ك أن تستبدليه بطغمة فاسدة مارقة، كبيرهم الذي علمه الفساد الله وحده كيف سلمت له شهادة الباكلوريابآسا، وهو الأمي الذي لا يخفى جهله إلا على جاحد. كيف لك يا فم الحصن أن تستبدلي من وجد في ميزانيتك مبلغ لا يتعدى 400.000 درهم، واستطاع في سنة واحد أن يرفعه إلى مليار سنتيم، ووصل به في نهاية العقد الثاني إلى ما يقرب الأربعة ملايير، كيف لك يا بلدتي أن تسمحي في رجل شهد له العدو قبل الصديق بنظافة اليد بفاسد رائحة سرقاته المفيوزية أزكمت الأنوف. كيف لك يا بلدتي أن تتنكري لمن سهر السنين لتنميتك واستطاع بعون الله أن يجعل منك عرصة من عرصات الجنوب الفواحة. كيف لك يا بلدتي أن تهجري من كان لك نعم الخدوم، وتمدي الوصل لمن كان همه هو الاستفادة من خيراتك ونهبها. كيف لك يا فم الحصن أن تنسي بلاط أزقتك وإنارتها، وأرصفتها والبنيات التحتية، كيف لك أن تنسي أن الحاج أضور قد تمكن من أن تتمتعي بقنوات التطهير السائل بنسبة تقرب 100%، هذا المعدل الذي لازالت مدن وحواضر مغربية كبيرة لا تحلم حتى أن تنعم بنصفه أو ثلثه. كيف لك يا بلدتي أن تركني إلى الأرض وتفضلي القهقرى، وكل من حولك من الحواضر والمداشر عانقت الأمل، أمل العدالة وأمل التنمية. كيف لك يا بلدتي أن تكوني ممن تخلفوا عن الركب، كيف لك يا إمي أوكادير أن تختاري عن طواعية أن تستقلّي قطار لن يدخل المحطة إلا بعد مضي ست سنوات. ألهذه الدرجة يا بلدتي هانت عليك ست سنين، ست من التنمية والازدهار تبيعنها بدريهمات معدودة. كيف لكم يا أبناء بلدتي أن تركبوا قطار العنصرية والحقد، وتتناسوا نضالاتكم من أجل الحرية والكرامة، أتعتقدون أنكم بتسليمك لزمام القيادة لهؤلاء السدنة المارقين ستكسبون رهانات التنمية والازدهار. عفوا بلدتي فانت لم تردي التحية بمثلها ولا بأحسن منها. وفي الختام أقول لأولئك الذين صدعوا رؤوسنا بالحياد والموضوعية، وهم الين لا يتوانون في توجيه الضربات تحت الحزام للحاج أضور، نحن ننتظر كلامكم وهلا بالفعل ستتكلمون أمام أسيادكم الذين اشتروكم في سوق النخاسة يوم 4 شتنبر أم ستبتلعون ألسنتكم، "إن موعدكم الصبح أليس الصبح بقريب" لكن لا بأس يا بلدتي ستميزين ولو بعد حين الخبيث من الطيب، وستعرفين من كان يجد بلا كلل ولا ملل في خدمتك، ومن سيرجعك سنين للوراء. وفي الختام وأنا أخط هاته الكلمات أود أن أقول أنني لست هنا في معرض الدفاع عن الحاج أضور فحصيلته لن تمحوها السنون ولن تمحوها هرطقات الحاسدين، فحصيلته المشرفة أجل من أوضحها وأبين من أن أبينها، صحيحي قد نختلف مع الحاج في بعض تقديراته السياسية لكن هذا لا يمنعني أن أرض الجميل لأهله، وأقول على رؤوس الأشهاد أن الحاج أضور قد وفى لبلدته وكان نعم الأبن البار، وسينصفه الله والتاريخ ولو بعد حين. فلئن كنت يا بلدتي قد ارتضيت الهجر والنكران أقول لك ما كما قاله الإمام الشافعي رحمه الله إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحة وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة فلا خيرَ في ودٍ يجيءُ تكلُّفا ولا خيرَ في خلٍّ يخونُ خليلهُ ويلقاهُ من بعدِ المودَّةبالجفا وَيُنْكِرُ عَيْشاً قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ وَيُظْهِرُ سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَا سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا صديق صدوق صادق الوعد منصفا