بالكاد امتص المغاربة صدمة تسرب مادة الرياضيات بالامتحان الوطني لتتوالى صدمات أخرى مع بداية الامتحان الجهوي عموما و مادة التربية الإسلامية على وجه الخصوص… نبدأ من الوضعية التقويمية للامتحان الجهوي لجهة كلميمالسمارة التي كانت تتحدث عن امرأة متوفى عنها زوجها وتعيل سبعة من أبنائها، ليتبين لأهل الحي بعد ذلك أن شخصا يتردد عليها بشكل مريب، فلما حاوروها حاورتهم بشكل ايجابي مشفوع بالشكوى، إذ شكت لهم حالة الاضطرار إلى إشباع شهوتها، وحال الاضطرار إلى مصاريف عيش أولادها وتربيتهم. وقد أثار هذا الموضوع جدلا واستغرابا في أوساط عدد من التلاميذ وكل الفاعلين، بسبب موضوع اعتبروه إخلالا بالحياء وتكريسا لثقافة دخيلة على مجتمعهم المحافظ وتطبيعا مع الرذيلة… وكأني بالامتحان يقيم في التلاميذ مهارة التعايش مع الفاحشة،في حين تساءل آخرون بنوع من التهكم عن مدى علاقة فيلم "الزين اللي فيك" مع ما أسموه " الامتحان " اللي فيك… أما بالامتحان الجهوي لجهة دكالة عبدة فقد وصفه الأستاذ عبد العزيز الإدريسي بالكارثة في دراسته النقدية التي أعدها بخصوص العيوب و الاختلالات التي شابت هذا الموضوع حيث كانت الوضعية التقويمية في الموضوع الثاني في غاية الركاكة – كأنها صيغت بالدارجة وترجمت إلى اللغة العربية – والأدهى أنها تضمنت أخطاء فادحا حيث وردت لفظ" أسر" بمعنى" أصر"، وللأسف أنها مشكولة بخط اليد… كما كتبت همزة "شيء" على الألف المقصورة" شيئ" والصواب أن تكتب على السطر؛ ناهيك عن علامات الترقيم غير موضوعة بدقة في أماكنها ؛وعدم الاهتمام بجمالية ورقة الامتحان وحسن صياغتها، دل على ذلك شكل بعض الكلمات باليد،و وضع رقم الصفحات باليد أيضا،والتداخل بين الوضعيتين والأسئلة… حيث أضحى الامتحان مصدرا الفكاهة بين أساتذة المواد الأخرى والإداريين المشرفين على إجراء الامتحان، وعنوان للاستهتار والاحتقار بالنسبة للتلاميذ، الذين صدموا بالمستوى الضحل لهذا الامتحان شكلا ومضمونا، وعنوان عبث واستهداف لأساتذة المادة كما جاء على لسان الأستاذ عبد العزيز الإدريسي . أما لجنة إعداد مواضيع الامتحان الجهوي لجهة سوس ماسة درعة فلم تكلف نفسها عناء إعداد موضوع الامتحان للسنة الثالثة إعدادي أو فرز موضوع انطلاقا من اقتراحات الأساتذة بل رجعت خمس سنوات إلى الوراء واكتفت بنقل الامتحان الجهوي لجهة الشاوية ورديغة لسنة 2010 … ولازالت اللائحة لازالت طويلة… إن هذه النماذج التي استعرضناه تجعلنا نطرح أكثر من سؤال فيما يخص المستوى العلمي والكفاءة المهنية لأعضاء لجن إعداد مواضيع الامتحانات الإشهادية مادة التربية الإسلامية ؟ وما سر تشبث البعض منهم بمهمة التنسيق الجهوي والمركزي وهو غير قادر على هذه المسؤولية ؟ للأسف لجن جهوية لا تستطيع إبداع وضعيات تقويمية وإنتاج امتحانات فما الذي تستطيعه إذن؟ وتكتفي بالنقل …كم عدد القيم التي تتهاوي جراء هذا الفعل حينما يعلم التلاميذ أن موضوع الامتحان منقووووول؟ أين نحن من قيم الإبداع والانتاج والمسؤولية والأمانة العلمية والكفاءة المهنية…؟ هل التعويضات عن هذه المهام حلال أم حرام؟ ألا يعلم هؤلاء قبل غيرهم أن النبي عليه السلام قال : " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه " ؟ أليس من تخاذل في ما أنيط به من عمل أو مسؤولية فالله حكمه وخصمه يوم القيامة ؟.. وما الانتكاسة والارتكاسة التي تتخبط فيها الأمة عموما، والمنظومة التربوية خصوصا إلا من أسباب الخذلان… ألا فليتق الله كل مسؤول . ولا تفوتني هذه المناسبة أن أنوه بالعمل الجاد والمسؤول التي تتسم به مواضيع الامتحانات الجهوية بجهة الشاوية ورديغة والذي عودتنا عليه لجنة إعداد المواضيع بالجهة منذ سنوات رغم بعض الملاحظات. مراد بن السائح أستاذ التربية الإسلامية نيابة برشيد وباحث في قضايا التربية والتكوين.