نظمت المندوبية الجهوية للسياحة بأكادير ، بشراكة مع جمعية الصناعة الفندقية والمجموعة المهنية للمساعدة و النصح بقطاع السياحي ،دورة تكوينية لصالح رؤساء مصالح المستخدمين بالقطاع الفندقي بمدينة أكادير ، وذلك في نهاية الأسبوع الجاري . هذا ،ويأتي انعقاد هذه الدورة بناءا على توصيات المائدة المستديرة السابقة التي نظمتها المندوبية لدراسة كيفية تأهيل وتكوين الموارد البشرية العاملة في القطاع السياحي .وأيضا تماشيا مع مقتضيات و توجهات البرنامج الفندقي 2015/2020 ،الذي أعدته وزارة السياحة والذي تصبو من خلاله إلى الوصول ل 7890 إطار ذو مستوى عال . وقد عرف هذا اللقاء ،حضور هام لرؤساء المصالح الفندقية ،يتعلق الأمر بأربعين مشارك يمثلون كل أصناف الفنادق بمدينة أكادير ، بحضور المهتمين بالمجال السياحي كمندوب الجهوي للسياحة ،مدير المعهد العالي للتكنولوجيا الفندقية و السياحة ،ممثل الوكالة الوطنية لإنعاش الشغل و الكفاءات وممثلة المجموعة المهنية للمساعدة و النصح بالقطاع الفندقي والسياحي .فكان النقاش مستفيضا ،حيث أثار الانتباه حول إشكالية الموارد البشرية وتسييرها و تدبيرها للفنادق ،وانصب حول انخراط المؤسسات الفندقية حول المنظومة البشرية ،وذلك بضرورة تكوينها وتحسين أقسامها وتدبير وظائفها وتحفيز المستخدمين ،باعتبارهم الدعامة الأساسية للتنمية السياحية ،وبالتالي التطلع إلى أحسن الجودة و الرفع من جودة الخدمات .هذا في الوقت الذي ينادي فيه البعض بترميم و إصلاح المؤسسات الفندقية ،ويضرب بعرض الحائط الانكباب في تكوين وتأهيل الموارد البشرية التي هي الدعامة و الركيزة الأساسية ،والحال أن عالم الفندقة في تغير مستمر . إلى ذلك ،استفاد الحاضرين بالعرض التكويني الذي قدمه الدكتور علال عشابة ،الخبير في الموارد البشرية ،بإحاطاته بكل حيثيات الموضوع .مذكرا بالمراحل التاريخي التي قطعها القطاع الفندقي بالمغرب وتأهيل موارد من أجل بلوغ الأهداف المسطرة في كل الاستراتجيات السابقة و الحالية ،حيث أبرز أن إشكالية تدبير و تأهيل الموارد البشرية ،أكثر تعقيدا من التأهيل المادي الذي مافتئ يطالب به المهنيون ومختلف الفاعلين المؤسساتيين و الجمعويين .مستعرضا في ذات السياق ،عدة حالات ونماذج لتدبير الموارد البشرية بمختلف الوحدات الفندقية الفردية أو التابعة لشركات وطنية أو أجنبية .وقد استحسن الجميع لمضمون و بيداغوجية هذا العرض . وقد خلصت هذه الدورة التكوينية ،إلى اتفاق المشاركين و المنظمين على ضرورة متابعة واستمرارية هذا الورش الهام عبر المصاحبة لكل فندق ذو الرغبة في الارتقاء بالوظيفة التقليدية للموارد البشرية ،إلى مستوى إدماج كل الأبعاد المغيبة من تكوين و تحفيز و اهتمام حقيقي بالعنصر البشري ،كرافعة أساسية للقطاع السياحي ،وأداة حاسمة لكل تقدم منشود على مستوى الخدمات ،وأيضا الحفاظ على السلم الاجتماعي و الاستمرارية ،لتحقيق ازدهار المقاولة الفندقية .فضلا عن إصدار أداة تواصلية ورقية "منشور " حول كل مستجدات القطاع الفندقي ،وسن مبادرة التحفيز للعمال الفندقيون وذلك بالمشاركة الفعلية للمهنيين في الرفع بجودة الخدمات . فكانت خاتمة اللقاء بتذكير المندوب الجهوي للسياحة ،عبد العزيز فطواك في كلمته ،بأن نجاح هذه الدورة رهين باستمرارية و جدية تتبعها ،خاصة و أن وزارة السياحة وضعت في هذا الصدد ،برنامج " مساندة "و " المجموعة البينمهنية للدعم "و الذي يحتوي على آليات تمويلية للمقاولات السياحية ،وذلك في إطار رؤية تأهيل الموارد البشرية .مشددا على أن مدينة أكادير تعتبر وجهة سياحية بامتياز ،وان هناك مجهودات مبذولة ليصبح المغرب ضمن العشرون الأوائل في السياحة العالمية ،والوجهة الأولى في البحر الأبيض المتوسط من الناحية الاستدامة ،بتفعيل مقتضيات و أوراش كتحدي .ولهذه الغاية تم خلق ثمانية معاهد سياحية مهنية بمواصفات دولية في المناطق السياحية بالمغرب ،لأجل الحصول على 122739 خريجي التعليم العالي للسياحة في مستوى عال ،في غضون سنة 2020 .