في الوقت الذي نجحت فيه عدة شركات أجنبية في تدبير الموارد البشرية وخلق مصلحة خاصة بها ساهمت في التقليل من الاحتقانات و التوترات بين المستخدمين والإدارة، بقيت العديد من الفنادق التي تسيرها على الخصوص شركات مغربية بمنأى عن هذا التدبير الناجع لمواردها البشرية مما ولد عنه لسبب من الأسباب عدة احتقانات اجتماعية لازال بعضها متواصلا، والسبب الرئيسي في ذلك هو عدم قدرة تلك الوحدات السياحية على خلق مصلحة للموارد البشرية تدبر بطريقة مبنية على الحوار والتواصل والإنصات المتبادل. تلك هي أهم الخلاصات التي انتهى إليها اليوم الدراسي المنظم من قبل المندوبية الجهوية للسياحة وجمعية الصناعة الفندقية بأكادير، يوم السبت 31يناير2015، حول تيمة سياحية مهمة:"تدبير الموارد البشرية بفنادق أكادير بطريقة عقلانية" والذي عرف حضور عدد كبير من المهنيين. ونظرا لأهمية خلق قسم أو مصلحة للموارد البشرية بالفنادق، خلص المشاركون المهنيون في هذا اللقاء السياحي للرفع من خدمات المقاولة السياحية إلى ضرورة إعادة تأهيلها على أسس جديدة ومتطورة، وحرص الفنادق على استدامة النظافة الصحية بشكل روتيني، وحفاظها على معايير السلامة الفندقية، كقواعد أساسية قبل التفكير في التسويق والتنافس على استقطاب السياح. وانطلاقا من تدخلات المشاركين لوحظ هناك ثلاثة أصناف من الفنادق السياحية المصنفة ،صنف في تطور مستمر من ناحية الجودة والتأهيل تسيره شركات أجنبية ناجحة في تدبير مواردها البشرية وصنف ثان يحاول اللحاق بهذه الوحدات الفندقية، لكنه يشكو من خصاص كبير على مستوى التسيير الإداري والمالي وصنف ثالث يعيش أزمة خانقة نتيجة سوء التسيير وقلة الملء وسوء تدبير الموارد البشرية. وكانت المائدة المستديرة المنظمة في اليوم الدراسي قد عرفت نقاشا مستفيضا انصب أساسا على كيفية إنعاش وتأهيل الفنادق وذلك بإنشاء منظومة للموارد البشرية قصد تحفيز المستخدمين وتثمين الطاقات البشرية عبر التكوين المستمر على غرار السياسة التدبيرية والتحفيزية التي نهجتها بعض الوحدات السياحية المسيرة من قبل شركات أجنبية. وفي هذا الشأن تطرق النقاش أيضا إلى إشكالية التكوين الفندقي بالمدارس العمومية والمعاهد الخصوصية، حيث أفاد رئيس الجمعية المهنية للفنادق بأكادير المحفوظ الفيلالي أن منظومة التكوين بالفنادق أكثر نجاعة وأحسن جودة من التكوين الفندقي بالمدارس والمعاهد التابعة لوزارة السياحة والمكتب الوطني للتكوين المهني، بيد أن عددا من الحاضرين رفضوا هذا التقييم في تدخلاتهم وأعطوا أمثلة حيّة عن جودة التكوينات بهذه المؤسسات بدليل أنها تعرف سنويا جاذبية كبيرة وإقبالا كثيفا من قبل الشباب. أما عن برنامج منظومة الموارد البشرية بالفنادق، فقد أكد المندوب الجهوي للسياحة عزيز فطواك،أن الوزارة وضعت برنامجا طموحا بشراكة مع الكونفدرالية الوطنية للسياحة ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والفيدرالية المغربية للتعليم الحر، يمتد من 2015 إلى 2020 يهدف إلى تطوير تدبير الموارد البشرية بالفنادق وجودة تكوينها وذلك بخلق مراكز التكوين المهني الممتاز"24 مركزا:وزارة السياحة 8 مراكز،القطاع الخاص 4 مراكز،التكوين المهني 12 مركزا". وذكر أن الوزارة ستشرع ابتداء من 2015 في خلق ثلاثة مراكز للتكوين المهني الممتاز، بكل من أكَادير والمحمدية وفاس، وخلق باكلوريا مهنية في الفندقة ابتداء من 2016،مما يعني أن هناك جهودا حثيثة للإسراع في تطوير جودة التكوين الفندقي من جهة وحسن تدبير الموارد البشرية من جهة ثانية من خلال تخصيص غلاف مالي لبرنامج مساندة يقدرب 420 مليون درهم لإعادة تأهيل الوحدات السياحية وتمويل أقسام المستخدمين بالفنادق عبر برنامج منظومة الموارد البشرية. وأسفر اليوم الدراسي على إصدار توصيات من أبرزها:تنظيم دورة تكوينية حول تدبير الموارد البشرية بالفنادق لصالح المسؤولين عن مصالح المستخدمين. وخلق لجنة مشتركة بين الفاعلين المعنيين هدفها ربط الاتصال والتواصل المستمر مع المصالح الفندقية لحثها على خلق أقسام للموارد البشرية بالفنادق، مع تحسيس هذه الوحدات بإمكانية تمويل هذه الأقسام عبر برنامج مساندة.