حضي احميدي لديغبي نائب وزارة التربية الوطنية السابق بنيابة أكادير اداوتنان بتكريم خاص من طرف جمعية التضامن للموظفات والموظفين العاملين والعاملات بنيابة أكادير اذاوتنان يوم الجمعة 30 مارس الماضي. وقد نوه المتدخلون بالمجهودات التي بذلها السيد النائب، مبرزين عدد من الخصال والسجايا التي يتميز بها هذا الرجل، ما جعله يتسائل في كلمة معبرة تأثر بها جميع الحاضرين، عما اذا كان يستحق كل هذا الإطراء؟ وفيما يلي نص كلمته كاملا بمناسبة حفل تكريمه الرائد. باسم الله الرحمان الرحيم ،والصلاة والسلام على اشرف المرسلين السيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة درعة السادة نواب الوزارة بالجهة زملائي المفتشين والمفتشات السيدات والسادة رؤساء المؤسسات التعليمية السيدات والسادة رؤساء المصالح والمكاتب بالنيابة الإقليمية لاكا دير اداوتنان السيدات والسادة المستشارين في التخطيط والتوجيه التربوي التوجيه السادة والسيدات ممثلو النقابات التعليمية السادة والسيدات ممثلو مؤسسة الأعمال الاجتماعية بفرع اكاديروالفروع الجهوية وممثلو مؤسسة محمد السادس للتربية والتكوين السادة والسيدات رؤساء الجمعيات التربوية بالتعليم العمومي والخصوصي السادة والسيدات رؤساء جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ ورؤساء جمعيات المجتمع المدني ايها الحضور الكريم انه لشرف عظيم لي أن أقف أمام هذا الجمع المبارك لأتناول الكلمة بمناسبة حفل التكريم الذي أقامته الأطر التربوية والإدارية تعبيرا منها على روح المحبة والإخاء وعربونا على الوفاء والإخلاص . إخواني اخواتي . اسمحوا لي في البداية أن اشكر جزيل الشكر الذين فكروا وخططوا ودبروا لتهيئ هذا الحفل البهيج،الذي أتاح الفرصة لهذا الجمع الغفير من نساء ورجال التعليم ان يلتقوا في هذا المكان الرحب ليحيوا صلة الرحم وليكرموا ثلة من زملائهم . ولعمري أنها لسنة حميدة جبلت عليها أسرة التربية والتكوين. فكلما أحيل بعض موظفي الوزارة على المعاش ، وانتهت مهامهم، أو تمت ترقيتهم ،أو نقلهم إلا وبادر زملاؤهم إلى ا لاحتفاء بهم دلالة على روح المحبة والإخاء والتازر التي تسود فيما بينهم. وهي بادرة إنسانية يتميز بها العاملون في قطاع التربية الوطنية على امتداد ارض هذا الوطن الحبيب ،ولا يحيدون عنها مهما كانت الظروف والأحوال . ايها السادة والسيدات ،الحضور الكريم . أود أن اثني على كل الذين تعاقبوا على المنصة للتعبير عن أرائهم ومشاعرهم وأحاسيسهم تجاهي حيث أحسست و أنا استمع إليهم بنوع من الرعشة تنتابني .كما شعرت بنوع من الرفعة والاباء ، والرضي عن النفس . فقلت في نفسي . هل انا فعلا استحق كل هذا الإطراء ؟ هل أتميز فعلا بهذه الخصال والسجايا التي نعتت بها ؟ أم هي مجرد مجملات ؟ دأب الناس علي ترديدها في مثل هذه المناسبات . لااخفيكم – زميلاتي زملائي- أنني وأنا أصغي إلى كلمات المتدخلين غمرني نوع من الافتخار والاعتزاز بالنفس ،ذكرني بنرجسية المتنبي وعجرفيته ، غير أنني لما تمعنت فيها جيدا ، وبدت لي ملامح زملائي وشدة حفاوتهم أدركت أنها مشاعر تنبعث من الأعماق ملؤها المحبة الصادقة، والوفاء والصداقة المتبادلة. زميلاتي زملائي . لقد التحقت بنيابة أكادير اداوتنان في أواخر شهر غشت 2009 وقضيت بها حوالي سنتين وثلاثة أشهر قادما إليها من نيابة اشتوكة ايت باها ، كانت هذه المدة ،على الرغم من قصرها بذل وعطاء وتضحية ونكران ذات تحققت خلالها مجموعة من المشاريع والأهداف ، اذكر منها على سبيل المثال لا الحصر تجاوز نسبة 97 %في تمدرس أطفال سن الإلزامية ،تقليص نسبة الهدر المدرسي – وخاصة بالوسط القروي- بنسبة 7% تقليص نسبة عدم الالتحاق بالثانوي الإعدادي بنسبة 5% – وخاصة في صفوف الفتيات – كما عملت النيابة على التخفيف من الأقسام المشتركة والأقسام المكتظة ، اذ تمكنت المصالح المعنية بمضاعفة المجهودات للتخفيف من ظاهرة الاكتظاظ ، التي يعاني منها الوسط الحضري وشبه الحضري لعوامل موضوعية بنسبة 3%. وعلاوة على هذا فقد ارتفعت نسبة تغطية الجماعات والدواوير بخدمات التربية والتعليم إلى نسب يفوق المعدلات الوطنية والجهوية ، وذلك بفضل أحداث مؤسسات جديدة بمختلف الأسلاك في كل من جماعة امسوان ، وجماعة تدرارت ، وجماعة الدراركة ،والجماعة الحضرية لاكا دير وتوسيع وترميم وإصلاح مؤسسات أخرى ،وربطها بالماء والكهرباء ،والصرف الصحي في كل جماعات العمالة دون استثناء . ان كان هذه أمثلة ونماذج في مجال العرض التربوي، فان ما أنجز في المجال التربوي والاجتماعي والشراكات لايقل أهمية عن سابقه ، حيث بلغت نسبة النجاح في المستويات الاشهادية مايفوق 90% في السادسة الابتدائية ، 52% في الثالثة الاعدادية ،و69% في الثانية من سلك البكالوريا ناهيك عن إعداد التلاميذ والتلميذات ،الذين حصلوا على الميزات المشرفة والمعدلات المرتفعة ، التي بوأتهم مراتب متقدمة على الصعيد الوطني . كما عملت النيابة على تنزيل مشاريع البرنامج ألاستعجالي واهتمت على وجه الخصوص بالمشاريع ، التي لها تأثير مباشر على مستقبل التلاميذ وجودة تعليمهم كالتوجيه التربوي ، الذي بلغت فيه نسبة التلاميذ الموجهين إلى الجذع المشترك العلمي ،والجذع المشرك التكنولوجي مايناهز70% ، وتوسيع قاعدة مسالك التقني التجاري ، والتقني العالي ، ونفس الشئ يصدق على المجال الاجتماعي ، اذ تم الرفع من عدد الممنوحين بنسبة 10% سنويا ، وذلك بإحداث مطاعم جديدة ، وتوسيع داخليات الوسط القروي ،وبناء أخرى في جميع الثانويات الإعدادية المتواجدة بالعالم القروي ، وفتح داخلية ثانوية ابن خلدون الإعدادية بأنزا بعد ترميها ، لأنها لم تشتغل منذ بنائها خلال التسعينيات من القرن الماضي . وبالإضافة إلى هذا أولت النيابة أهمية قصوى للحياة المدرسية بتكثيف النشاطات التربوية والاجتماعية ،والثقافية ، والرياضية داخل المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية مع الحرص على تتبعها وتقييمها وتشجيع الساهرين عليها من خلال الحضور الفعلي لها وتثمينها . إما في المجال البيداغوجي ، فان نيابة أكادير اداوتنان تعد من بين النيابات الأوائل جهويا ووطنيا التي تبنت بيداغوجية الإدماج وطبقتها منذ الموسم الدراسي الفارط في الابتدائي ومع انطلاق الموسم الحالي في الثانوي الإعدادي بالنسبة للمواد المعممة . وتجدر الإشارة إلى أن جميع أساتذة الابتدائي،والثانوي الإعدادي قد استفادوا من التكوين في هذه المقاربة المعتمدة من طرف الوزارة باستثناء حالات محدودة جدا تخلفت لأسباب شخصية -علما بأن فترات التكوين- قد مرت في ظروف عادية ووفق البرنامج المسطر، ولا يخص هذا بيداغوجية الإدماج فحسب ،بل يشمل كل التكوينات المبرمجة في مختلف المشاريع ، إذ وصلت نسبة الانجاز 95% سنة 2010 ،وأظن أنها تجاوزتها خلال سنة 2011 .إن إشارتي لهذه المؤشرات ، لاتعني استعراضا للحصيلة ، فهي اكبر من ذلك ،وأهم ،لكنني اقصد من خلال هذا إبراز العمل المتواصل والجدي للفريق التربوي – على مر السنوات- لهذه النيابة ،التي كانت إلى عهد قريب تعتبر من اكبر النيابات واقدمها بالمغرب ، ويمكن تسميتها أم النيابات الإقليمية بالجنوب المغربي ،حيث كانت تسمى ‘نيابة أكادير طرفاية”، قبل ان تتفرع عنها النيابات الأخرى ( تارودانت ،طاطا،تزنيت ،كلميم ،اسا الزاك ،طانطان ) كمرحلة أولى ،ثم نيابتي انزكان ايت ملول ،واشتوكة ايت باها كمرحلة ثانية . ومن هنا يتضح الإشعاع التربوي والإداري لنيابة أكادير على النيابات المتفرعة عنها والدور الفعال الذي لعبه موظفوها ،ومختلف أطرها في تأطير ومصاحبة الأطر الأخرى عندما كانت في أمس الحاجة الى الدعم التأطير . ومما لاشك ان السادة نواب الوزارة ،الذين سبق لهم سيروا شؤون هذه النيابة بذلوا مجهودات كبيرة في هذا العمل التربوي والاجتماعي النبيل ، وتركوا بصماتهم واضحة ،تبدو تمظهراتها في البنايات المدرسية ، والنشاطات التربوية والثقافية والاجتماعية ،وفي التأطير والتكوين و إعادة هيكلة مصالح ومكاتب النيابة ،والحرص على حسن تنظيمها ،وتنسيق عملها . ولا يسعني- بهذه المناسبة الكريمة- إلا أن أوجه شكري وامتناني الخالصين إلى كل النواب ،الذين تعاقبوا على نيابة أكادير منذ أن أحدثت إلى اليوم داعيا بالرحمة والغفران لمن قضى نحبه منهم ،وطول العمر ودوام الصحة والعافية لمن مازال حيا يرزق ، واخص بالذكر هنا أولئك الذين عرفتهم عن كثب ، أوعملنا جنبا إلى جنب بصفتنا زملاء في التأطير والمراقبة التربوية أوفي التدبير والتسيير أمثال الأستاذ لحسن المازغي ،والأستاذ محمد اكرد ،والأستاذ عزيز فضلاوي، والأستاذ موح لطيف ،والأستاذ الناجي شكري النائب الحالي،الذي أتمنى له التوفيق في مهامه على رأس هذه النيابة ذات الخصوصيات المتميزة . كما لا يفوتني ان انوه بالسادة مديري الأكاديميات ، الذين عملت الى جنبهم لما كنت نائبا إقليميا على مؤازرتهم وتعاونهم وتيسيرهم لعملي ، وتفهمهم لقضايا ،ومشاكل النيابات والحرص على المساهمة في حل مشاكلها وأخص بالذكر هنا السادة الأساتذة الكرام : نور الدين كعب، واحمد بن الزي، وسلامة موحى ومحمد الكفاني ومبارك حنون والأستاذ علي براد ، المدير الحالي للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ،الذي أرجو من العلي القدير ان يوفقه في أداء واجبه على أكمل وجه في هذه الجهة،المعروفة بالمشاكسة والإلحاح ،من جهة وبالمبادرات الفعالة،والتجارب المتميزة والشراكات المتنوعة من جهة ثانية . زملائي زميلاتي،أيها الحضور الكريم تجدر الإشارة – قبل ان اختم كلمتي هاته – إلى أن استنير ببعض أحاديث رسولنا الكريم ،الذي يقول في حديثه :”من لا يشكر الناس لا يشكر اللهّ .وفي حديث أخر من أسدى إليكم معروفا فكافؤوه فان لم تجدوا فادعوا له ” اود من خلال مضمون هذين الحديثين ان أجزل الشكر و أجدد الثناء إلى السيد النائب الإقليمي و رؤساء المصالح والمكاتب والمفتشين واطر الإدارة التربوية وملحقي الإدارة والاقتصاد والمتصرفين والمهندسين والتقنيين والأساتذة والأستاذات والمساعدين التقنيين بنيابة اكاديراداوتنان وكل العاملين بقطاع التعليم الخصوصي الذي اعتبره رديفا أساسيا للتعليم العمومي . فلا يسعني إلا أن أثمن مجهودات هؤلاء جميعا كل من موقعه علاوة على مساهمة السلطات المحلية والمجالس المنتخبة وهيئات المجتمع المدني، بيد أن كل هذا – من وجهة نظري – يبقى غير كاف لمعالجة مشاكل نيابة اكادير اداوتنان ،التي كنت أسيرها،وتعرفت الى حد ما على بعض الصعوبات والمعيقات التي عانى منها كل الذين دبروا شؤونها قبلي نظرا للتراكمات،التي ترسبت طيلة السنين والعقود السابقة. فالمشكل لايكمن في طريقة تعامل المسؤولين ،الذين تعاقبوا على هذه النيابة مع الاكراهات والصعوبات بقدر مايكمن في طبيعتها الجغرافية،وساكنتها المتموجة وقدرة مجالها الحضري على استقطاب مختلف شرائح المجتمع مقابل تنامي ظاهرة الهجرة من المجال القروي، الشيء الذي نتجت عنه صعوبات كبيرة في تدبير الموارد البشرية وكيفية توزيعها بين المجالين :الحضري والقروي،وصعوبة ثانية متمثلة في التعثر،الذي تعرفه عملية انجاز البنايات المدرسية نتيجة أسباب موضوعية لا محيد عنها . ولذلك أرى بأنه آن الأوان لانتهاج مقاربة اكثر جرأة وأكثر واقعية تتسم بالشمولية والموضوعية لمساعدة المسؤولين المحليين والجهويين لعلهم يتغلبون على حل بعض هذه المشاكل المتداخلة .ولقد سبق لي صحبة الفريق التربوي بالنيابة ان قمنا بتشخيص لأهم الصعوبات وقدمنا فيها مجموعة من الاقتراحات ذات الصبغة الاستعجالية وبعثنا بتقرير مفصل للادارة المركزية خلال الموسم الدراسي2009-2010. لكن دون جدوى . وعليه اطلب في ختام كلمتي المتواضعة هاته من اطراالنيابة جميعا ان يستمروا في بذل مزيد من العطاء وأن يضاعفوا من مجهوداتهم كما هو معهود فيهم الى جانب السيد النائب الإقليمي:الناجي شكري وأن يتعاونوا معه لأنه يتميز- كما عرفته- بروح المبادرة والجرأة والجدية في العمل بالإضافة إلى الحنكة ،التي اكتسبها في مساره المهني الغني بالتجارب الناجحة. وأخيرا أؤكد لكافة اطر نيابة اكاديراداوتنان أن حسن صنيعهم هذا سيبقى محفورا بمداد المحبة والإخاء في ذاكرتي ،ولن أنساه ماحييت لأنني مازلت إلى اليوم أتذكر ما كنت قد حظيت به من لدن موظفي و موظفات نيابة اشتوكة ايت باها من حفاوة وتكريم ،وقبلهم من طرف ساكنة آساالزاك . إليكم أيها الأخوة،أيتها الأخوات والى كل هؤلاء جميعا اهدي أسمى عبارات التقدير والاحترام والشكر والامتنان وسأظل وفيا لصداقتنا المتميزة حريصا على تمتين عرى العلاقات الإنسانية التي كانت وما تزال تربط فيما بيننا . وخير ما أختم به قوله تعالى في كتابه العزيز ” وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا”. صدق الله العظيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . حرر باكاديرفي 30 مارس 2012 امضاء حميدي لديغبي النائب السابق.