يجهل كثير من المغاربة وغير المغاربة المعنى الديني و الرمزي و الرجولي لربط العمامة أو الرزة فوق رؤوس الرجال .كان المستعمر الفرنسي أو الاسباني يهاب الموت كلما رأى مجاهدا على هامته أمتار من القماش الأبيض. وقديما كان وضع الرزة على الرؤوس عاملا ورمزا للوحدة الوطنية ،وكان للرزة قياس واحد لا يقل عن مترين من القماش يسمونه لرقته و نعومته ولمعانه "حياتي".ولم يكن المغربي الذي يربط العمامة على رأسه يفارق سلاحه سواء كان بندقية بوحبا أو سيفا أو خنجرا مند أيام السيبة .إذكلما ضعفت السلطة المركزية في أي عهد تستأسد قبيلة على الأخرى . ومن هذا السياق خروج المثل الشعبي المغربي " الهاجم يموت شرع ".وّإذا عجز المظلوم في صد الهجوم أو مات في ساحة المعركة أيام المقاومة ،فإن رفاقه لا يعدمون كفنا جاهزا وهو العمامة التي فوق رّأسه .وإذا أفلت من الموت فإن العمامة تستعمل لتضميد جراحه . وهذا هو السر في تطويق الرجال رؤوسهم بالعمائم ،علما أنها اليوم ليست هي العمائم قديما .وهي ثقافة شمال إفريقيا ،حيث مازال السود انيون يضعون عمائمهم كبيرة ،في حين تراجع استعمالها في المغرب بشكل مهول ولا نجد للرزة المغربية نظيرا عند العرب في المشرق و الخليج.