أبرز المفكر الإسلامي طارق رمضان أهمية حضور الجانب الأخلاقي والقيمي بين العامل ورب العمل داخل المقاولة، موضحا أن المقاولة لا بد أن تتوفر بها عناصر أساسية مرتبطة بالقيم الإنسانية المتعارف عليها والتي أكدت عليها جميع الأديان السماوية وفي ظلها يجب مزاولة العمل. واستعرض الدكتور طارق، في مداخلة نهاية الأسبوع الأخير، بمدينة أكادير أمام طلبة المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير ومدرسة التدبير وإدارة الأعمال بعنوان "احترام الأخلاق والقيم داخل المقاولات"، القيم الواجب حضورها بقوة بالمقاولة الناجحة ذكر من ضمنها الكفاءة والعدالة والوضوح والصدق والكرامة والعيش الكريم والاعتراف بالجدارة والمسؤولية المجتمعية، قبل أن يتعرض لكل منها بالتفصيل. وشدد الباحث على ضرورة أن تتوافق الوسائل المؤدية للنجاح مع القيم التي يدعوا إليها الدين، معتبرا أن المقاصد لا تبرر الوسائل في الإسلام، وفي هذا الصدد ذكر بحديث رسول الله: "إن الحلال بين وإن الحرام بين"، مضيفا أن الشخص الذي يسلك طرقا مغشوشة في بلوغ النجاح لا يعد ناجحا بمقياس نفسه وضميره ولا يتوصل إلى تذوق معنى النجاح بالرغم من أنه قد يبدوا كذلك في عيون الآخرين. وأكد المفكر الإسلامي على أن عقد العمل ملزم ولا مجال للتلاعب به مادام أن "المسلمون عند شروطهم" سواء تعلق الأمر بأعلى هرم المسؤولية أو بأدناها، مشددا على أن المحاسبة في الأداء لا تشمل القناعات الفردية بقدر ما تنصب بدرجة أولى على مدى احترام قواعد العمل لكون العقد مبرم بين الطرفين على العمل لا القناعات، معتبرا إن إتقان العمل ضرورة ملحة لقوله عليه الصلاة والسلام: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه". أما من حيث التوقيت، فلم يفت المحاضر أن يسجل تراخي المسلمين في العمل خلال شهر الصيام، متسائلا «إن كان شهر رمضان مناسبة لتمطيط الوقت والعمل؟" مضيفا أنه لا يوجد ما يبرر عدم الانضباط في العمل بدواعي إقامة الشعائر الدينية كرمضان وصلاة الجمعة… لأن الحكمة من هذه الشعائر هو تعليم الناس الجد والانضباط لقوله تعالى"إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا"، وقوله "لعلكم تتقون".