مساء الخير صفيحتي الجميلة ، ذاك الغالي جائني معاتبا هذا المساء لعدم دعوته لاحد خرجات الاصدقاء ! هو ابتعد عني بمئات السنين و أنا ظللت أزحف كحلزونة ميتة تقاوم عهر الحياة . أتعلم انت يا مستأجر الروح على الدوام ، أتعلم ما مررت به ، أتعلم ان وطء الشعور بخذلان العالم لك و اللهفة لرسالة فارغة منك ، فارغة لا تردف بها حرف فقط فارغة ستدب الامل في جثتي ؟ أتعلم ما أخفيته عنك في كل سؤال بارد متجلد بادرت به لترقب أحوالي ؟ أتعلم أنني أرقد تحت الركام ؟ أكيد لا تدري و كيف ؟ انت دائما ما تلامس أحزاني ببرودة أعصاب و تعزيني ثم تمضي لأخرياتك .. لا حق لك أن تعاتبني الان ، تريد ان تتصفح اعذاري ؟ لا و حتى ان اردت ان تقدم عليها سأكابر فأكابر، لأنك لن تفهم و كفى ! كفى كفى مليون كفى ، أضع آلاف الكفوف المتصلبة على القلب اللعين الملطخ بدماء الجروح المتراكمة . فقط تأكد و صاحب يقينك انك لن تجد من تحملك فوق جفون يدها و تحاسب على خاطرك من كل حرف .. لن تجد من تخاف البكاء كلما خدشتها ، كي لا يعاقبك رب الكون .. لن تجد من تصبر على هبلك و ضحكك الجارح .. لن تجد من تذكرك بصلاتها و تجهش بكاءا للباري ان يحفظك من كل باس .. لن تجد من ترقبك من بعيد و تواكب حركاتك واحدة واحدة و لا تزعج مسيرك بسلام عابر .. لن تجد من تكوي سعادتها الكامنة فيك كي تكون أنت بخير مع أخرى .. لن تجد من لا تظهر كل هذا و تتجمل في حلة القوية المعاندة المصرة على عدم الاعتراف بكل هذا فان لم تقرأه انت في سواد عيونها الدامعتين بعمقهما لن تجد و الله لن تجد ..