أعطى نادي المغرب التطواني خلال الموسم الجاري المثال لباقي الأندية الوطنية بأن الصبر والعمل في صمت إلى جانب الثقة المتبادلة بين مختلف مكوناته، هو السبيل الأفضل والأنجع للعودة إلى السكة الصحيحة، وتجاوز كل أنواع الأزمات التي بإمكانها إقبار آمال الأندية في التنافس على الدوري أو تحقيق ما تم رسمه من استراتيجيات وأهداف خلال بداية الموسم. نجح المغرب أتليتيك تطوان بعد انطلاقة "كارثية" خلال بطولة الموسم الجاري، وتموقع في الصفوف الأخيرة بعد 4 هزائم وتعادلين، برصيد نقطتين فقط، (نجح) في تدارك الموقف وتحقيق 4 انتصارات متتالية بدءا بمباراة الرجاء البيضاوي في مركب محمد الخامس، وصولا إلى مباراة النادي القنيطري، التي تفوق فيها بهدف نظيف، ليتسلق المراتب بسرعة البرق، ويحيي آماله في التباري على لقب هذا الموسم. وتمكن "الماط" بفضل مجهودات لاعبيه والطاقم التقني والمسيرين إلى جانب الجمهور، كل من موقعه، من تجاوز الأزمة الصعبة بأقل الأضرار، والتي خيمت على الفريق منذ الخروج المدوي من دور المجموعات في رابطة أبطال إفريقيا عقب الهزيمة بخمسة أهداف مقابل لا شيء أمام مازيمبي الكونغولي. صمود الطاقم التقني تحمل الطاقم التقني لنادي المغرب التطواني الجزء الأكبر من الضغوطات التي كانت مصوبة نحو الفريق عقب النتائج المخيبة التي حققها بداية الموسم، وعرف كيف يخرج النادي من هذه الدوامة، مركزا في ذلك على تلاحم الطاقم مع اللاعبين، والعمل على إعادة الثقة للفريق. وشدد جمال الدريدب، مساعد المدرب الإسباني سيرجيو لوبيرا، في تصريح خص به "هسبورت" على أن هذا الأخير، كانت له الثقة الكاملة في استعادة الفريق لعافيته، "بالنظر إلى علمه المسبق بقدرات كل لاعب على حدة، واطلاعه على المستوى الحقيقي للفريق منذ الموسم الفارط"، يضيف الدريدب. وأوضح المتحدث ذاته أن الاحترافية التي تطغى على السير اليومي للنادي التطواني كانت وراء خروج النادي من أزمته بأقل الأضرار الممكنة، مشيرا في الآن ذاته إلى أن المكتب المسير للنادي كان له دور فعال في الحفاظ على تركيز اللاعبين والطاقم التقني من خلال تجديد الثقة فيهما رغم الهزائم المتتالية. وتابع مساعد لوبيرا "بداية الخروج من الأزمة كان أمام الكوكب المراكشي، إذ استعاد الفريق عافيته رغم الهزيمة لتأتي بعد ذلك مباراة الرجاء، التي ستظل راسخة في الأذهان بعد الفوز بثلاثية في البيضاء"، كما عاد لكشف الأسباب التي كانت وراء تدهور أداء الفريق، والتي أرجعها إلى افتقاد الفريق للراحة بعد إجرائه مجموعة من المباريات الصعبة الصيف الماضي في دوري الأبطال، إلى جانب الخسارة الكبيرة "التي هزت ثقة اللاعبين في أنفسهم أمام مازيمبي". موقف المكتب كان موقف المكتب المسير للنادي التطواني واضحا وصارما بخصوص أزمة الفريق بداية الموسم، بعد تجديده الثقة في اللاعبين والطاقم التقني، وتنقية الأجواء المحيطة بالنادي، بغية توفير الظروف الملائمة للعودة إلى السكة الصحيحة، يقول عبد المالك أبرون، رئيس "الماط". وأوضح أبرون في تصريح ل"هسبورت" أن المكتب المسير أصر على عقد اجتماعات بشكل مستمر مع اللاعبين والطاقم التقني، رغم الهزائم والنتائج السلبية، "وذلك بهدف الرفع من حماس اللاعبين وتشجيعهم على الخروج من هذه الوضعية، مع تفادي الحديث عن بعض التفاصيل بخصوص المباريات، والتي كان من شأنها أن تزيد من الضغط على المجموعة". ونفى أبرون بشدة أن يكون قد فكر في التخلي عن المدرب الإسباني سيرخيو لوبيرا أو إجراء تعديلات على الطاقم التقني، مؤكدا أنه على دراية مسبقة بمستوى الجهاز الفني وكذا مؤهلات اللاعبين التي يتوفر عليها الفريق، منتقدا في الآن ذاته سياسة بعض الأندية المغربية الأخرى في تصريف أزماتها عبر اتخاذ قرارات استعجالية من قبيل تغيير اللاعبين والمدربين. رئيس النادي التطواني أكد أن خبرة المكتب المسير في التعامل مع مثل هذه المواقف، كان لها أثر كبير في تجاوز الأزمة بطريقة احترافية، مشيرا في الآن ذاته إلى أن حظوظ الفريق في التنافس على لقب الدوري باتت متوفرة، "إذا ما استمر على نفس المنوال وتابع سلسلة انتصاراته". عزيمة اللاعبين "الثقة المتبادلة كانت دائما السمة الأساسية التي تطبع العلاقة بين لاعبي المغرب التطواني، في الانتصارات كما عند الإخفاق، ورغم الهزائم المتتالية وأزمة النتائج التي مرينا بها، إلا أن ذلك لم يكن أبدا ليقبر طموحنا في القدرة على النهوض من جديد" يورد زهير نعيم، مهاجم الحمامة البيضاء. واعترف نعيم في حديثه مع "هسبورت" بالدور الكبير الذي لعبه الخروج المدوي من دوري الأبطال في أزمة النتائج بالدوري الوطني، مضيفا: "كان للاعبين هدف واحد وأساسي، ألا وهو العبور إلى المربع الذهبي.. لكن الخروج بتلك الطريقة كان يستوجب وقتا للتدارك والعودة من جديد". ونوه زهير بالدور الكبير الذي لعبه الجمهور التطواني في تجاوز أزمة الفريق إلى جانب المكتب المسير، مؤكدا أنه لم يسمع أي كلمة سوء من جمهور "لامبيكا" رغم الهزائم المتتالية للفريق، مردفا: "لولا الجمهور التطواني الكبير لما عدنا للانتصارات والأداء الجميل، الذي عودنا عليه الجميع خلال السنوات الأخيرة".