لم يكن أحد من سكان الزينات بالقرب من منطقة بنقريش بضواحي مدينة تطوان يتوقع في يوم من الأيام،أن تتسبب فتاة شقراء ابنة أحد الفلاحين بالمنطقة في جلب اهتمام دولي كبير إلى درجة حضور وسائل إعلامية وعناصر من الشرطة إلى المنطقة. لكن ذلك ما حدث وهذه هي القصة. في ماي من سنة 2007، كانت أسرة بريطانية تقضي عطلتها في مدينة برايا دا لوز بالبرتغال،وعندما كان أفراد الأسرة بأحد المطاعم اختفت الإبنة "مادلين" من المطعم في ظروف غامضة، وقام الأب "جيري ماكين" وزوجته "كات" باستدعاء الشرطة البرتغالية التي قامت ببحث كبير عن الطفلة "مادلين" ذات الأربع سنوات، لكنها لم تعثر على الطفلة. وأرسلت الشرطة البرتغالية مذكرة طارئة إلى كافة المطارات البرتغالية وصورة الطفلة في محاولة للوصول إلى الطفلة، كما أطلقت أمرا دوليا للبحث عن الطفلة المفقودة، وتناقلت مختلف وسائل الاعلام الأوروبية خبر فقدان الطفلة "مادلين" وأذاعت صورها أملا في امكانية العثور عليها من طرف شخص ما.لكن رغم جميع محاولات الشرطة الدولية ووسائل الاعلام المختلفة، إلا أن الطفلة لم يظهر لها أي آثر عامين منذ اختفائها، حتى جاءت سنة 2009 الذي أذاعت فيها وسائل الاعلام، خاصة البريطانية، خبر العثور على "مادلين" في المغرب، وبالضبط في منطقة الزينات بضواحي تطوان. قالت الأم "كات" أنها لما رأت صورة امرأة تضع قبعة مزركشة تحمل على ظهرها تلك الطفلة الشقراء،تأكدت أنها "مادلين" وفرحت لذلك فرحا كبيرا وتوجهت رفقة زوجها على وجه السرعة إلى المغرب للتأكد من ذلك وإعادة ابنتهما بعد طول اختفاء.والصورة التي رأتها "كات" وانتشرت في مختلف وسائل الاعلام الدولية حينها،كانت صورة قد التقطتها سائحة إسبانية تدعى كلارا توريس في غشت سنة 2007، وكان أحد الأشخاص قد رآها وراسل أسرة "كات" بشأنها. غير أن ما حدث فور مجيء الأسرة البريطانية وحضور وسائل الاعلام الدولية وعناصر من الشرطة إلى منطقة الزينات،تبين أن الطفلة الشقراء ليست "مادلين" المختفية،بل هي ابنة أحد الفلاحين،والطفلة تدعى بشرى بنعيسى وقد أثبتت أمها وأبوها بما لا يدع مجالا للشك، أن تلك ابنتهم بشرى وليس "مادلين".وكانت خيبة أمل كبيرة لأسرة "مادلين" التي تفاجأت كما حدث مع الوسائل الاعلام الدولية بالشبه الكبير بين طفلتها المختفية وبشرى،ورحلت عن منطقة الزينات بعدما اقتنعت تماما أن "مادلين" لم يتم العثور عليها بعد.