أكدت تقارير ودراسات أن نصف سكان الجزائر فقراء،ويواجهون ظروفا اجتماعية جد مزرية . جاء ذلك خلال أشغال الملتقى الدولي بجامعة الجزائر حيث أوضح باحثون جامعيون أن ما يقارب 20 مليون جزائري يعيشون تحت عتبة الفقر ، مشيرين إلى غياب معايير موحدة لتحديد الفقر بالجزائر ، وكذلك إلى عدم تطابق المعايير الدولية مع الواقع ، علما أن وتيرة الفقر تستمر في تزايد مثير ، الشيء الذي دفع بعض الباحثين إلى المطالبة بإنشاء مرصد وطني يتكلف بتحديد معايير الفقر ،و تقديم تقرير سنوي لتحديد معدل الفقر وهوية الفقير في الجزائر. في نفس الموضوع أثار باحثون إشكالية التناقض التي تعرفها الجزائر في هذا المجال، علما أن البلاد تتوفر على عائدات توفرها الثروة النفطية الهائلة، وفي نفس الوقت يعيش أكثر من نصف سكانها في الفقر.كما تساءل متدخلون عن جدوى المشاريع التنموية في البلاد التي من شأنها المساهمة في تقليص معدلات الفقر في ظل تراجع عائدات البترول ، خاصة أن هذا التراجع من شأنه كذلك أن يؤثّر كثيرا على سير ومصير تلك المشاريع ، ودعوا في هذا الصدد إلى الانكباب على دراسة السبل الكفيلة بمعالجة تأثيرات هذا التراجع . لكن السؤال الذي يظل عالقا: هل من المعقول أن يعاني بلد من الفقر وهو "يتربع" على حقول نفطية تدر عليه ملايير الدولارات في كل سنة ؟ وهل تقبل الجزائر بوجود عشرين مليون من مواطنيها يعيشون تحت عتبة الفقر مع وجود هذه الكتلة المالية الضخمة ؟