تكسرت مهنية فرانس 24 على أعتبا مدينة وجدة، مثلما تكسرت عليها سنابك خيل جنيرالات فرنسا الامبريالية، فالقناة التي تدعي المهنية كان مفروضا أن تغطي وقفة احتجاجية للمغاربة، أمام القنصلية الجزائرية بمدينة وجدة المجاهدة، التي تنكر بومدين وبوتفليقة للعيش والملح فيها، وذلك لاستنكار إطلاق الجيش الجزائري المعادي والمحارب للمغاربة الرصاص على مواطنين عزل كانوا يرعون غنمهم مدعين أنهم مهربين للغازوال. وبينما يشجع النظام الجزائري التهريب تجاه المغرب، كي يخرب اقتصاده ويمرر الأقراص المهلوسة، التي تأكد أن الذين يقفون وراءها مافيات في الدولة، فر إلى الأمام أو صعد إلى الجبل، ووجد في الإعلام المرتزق أحسن خادم له. ففرانس 24 خادمة مطيعة للنظام الجزائري، لأنه اليوم أفضل نظام يؤدي للإعلام المرتزق. والطامة الكبرى أن فرانس 24 جمعت العداء للمغرب مقابل عائدات النفط الجزائري مع رئيس تحرير شوفيني من الجزائر أيضا. ولا نعرف لحد الآن لماذا يحقد مواطنون جزائريون، مهما كانت صفاتهم على المغاربة، الذين يعتبرون الجزائريين أشقاء وإخوة، لكن رئيس التحرير المذكور باع نفسه للشيطان العسكري المتخفي خلف الواجهة المدنية الميتة سريريا، أي بوتفليقة. كان مقررا أن تغطي القناة الفرنسية الوقفة التي شارك فيها ثلاثة آلاف مواطن مغربي، لكن أوامر صادرة عن رئيس التحرير أعادت فريق العمل إلى الرباط بعد أن كان قد جاوز مدينة تازة. وليس اليوم وحده حيث تقف القناة موقفا منحازا للجزائر ومعاديا للمغرب، فالقناة الفرنسية التي لا تتوانى في حشر أنفها في شؤون الدول العربية، اعتمدت منذ بداية الربيع العربي نفس المنظومة الإعلامية، وأبانت عن عداء واضح للتحولات التي يعرفها المغرب وحاولت تفتيتها. وليس هناك من شك أن مواقف قناة "فرانس 24" تأخذ في كثير من الأحيان صبغة تحريضية، حيث كانت تسارع إلى توجيه ميكروفونها كل أحد إلى أفواه تلك الأقلية، التي تنتمي للمرحومة 20 فبراير، وهي بالتأكيد فلسفة إعلامية عقيمة، لا تؤمن إلا بالإشاعة. هذه هي فرانس 24 التي تدعي المهنية، تنتهي حدود حرفيتها عندما تدخل للمغرب، فهي لا ترى فيها شيئا، لا ترى دستورا جديدا ولا ترى تحولات سياسية ولا ترى حزبا معارضا يحكم بعد أن أصبح أغلبية ولا ترى مشاريع كبرى وضخمة ولا ترى تحولات اجتماعية، لكن يمكن أن تسلط الضوء على أشياء تافهة. لكن فرانس 24 لا ترى القمع في الجزائر ولا ترى رئيسا يعمل بشكل سري غير معروف مكان وجوده ولا ترى انتفاضات حتى للشرطة. ولهذا لا ننتظر منها أن تكون محايدة في موضوع إطلاق الرصاص على مواطنين مغاربة.