قبل شهور بدأت الحرب تقرع طبولها داخل شركة «درابور»، أكبر شركة لجرف رمال الموانئ بالمغرب، أطراف الحرب فيها لحسن جاخوخ، الملياردير العصامي الذي اقتنى الشركة مقابل 33 مليار سنتيم بعد قرار خوصصتها سنة 2007، ومساهمون في الشركة بينهم زوجته وابنه طارق وشريك آخر يدعى عبد البار.م. أولى المعارك بدأت بهجوم للابن طارق وعبد البار.م على صديق للأب لحسن جاخوخ يدعى «الدكتور عزيز.م» الذي يتهمانه بكونه يسعى للسيطرة على الشركة التي بناها لحسن جاخوخ مستغلا الثقة العمياء لهذا الأخير فيه، محاولين كشف ما اعتبراه وجها آخر من الوجوه المتعددة ل«الدكتور عزيز». هذا الرجل الغامض الذي تمكن، حسب ما تتداوله الأخبار على الشبكة العنكبوتية، من النصب على مسؤولين سياسيين ورجال أعمال غالبيتهم من الأفارقة في عمليات كبرى لا يزال صداها مدويا على أعمدة بعض أهم الصحف الرصينة. وهو الذي دخل المغرب بأحد جوازات سفر متعددة يمتلكها بعدما ظل لأسباب غامضة خارج الوطن لسنوات طويلة، وأمور أخرى نشرت بوسائل إعلام بعينها، ثم تقربه من لحسن جاخوخ في أفق السيطرة على أعماله، حسب أقوال العائلة. بعد هذه المعركة الأولى تطور الصراع، فظهرت على مسرح الأحداث أسماء كبيرة يتولى بعضها مسؤوليات رفيعة حاليا، في النهاية، وبشكل لا يتماشى وتطورات الأبحاث في القضية، تقرر اعتقال الابن طارق وآخرين بناء على شكاية تقدم بها والده يتهمه فيها، إلى جانب مسيرين آخرين ل«درابور» بخيانة الأمانة والتصرف في مال مشترك بسوء نية، بغية تحقيق أغراض شخصية وتفضيل شركة أخرى لهم بها مصالح مباشرة وغير مباشرة. بين الفريقين ستظهر الكثير من التفاصيل المثيرة، وسيشهد الملف الذي بدأ في صمت داخل أروقة المحاكم، تضخما مثل كرة الثلج، التي أضحت تكبر كلما تقدم مسار التحقيق القضائي، خصوصا بعدما صار جميع الأطراف متهمين، بمن فيهم الأب جاخوخ الذي اتهمه شريكه عبد البار بتزوير محضر جمع عام الشركة، ثم وصل إلى اعتقال الابن وبعض أطر الشركة.