يتسابق خلفاء السيف والدم في الإعلان عن تأسيس "دول إسلامية" من الشرق إلى الغرب. فبعد خلافة البغدادي بالموصل جاءت خلافة شيكاو بنجيريا، إذ أعلن زعيم جماعة بوكو حرام أبو بكر شيكاو ضم مدينة بولاية بورنو في شمال شرقي نيجيريا - كانت الجماعة سيطرت عليها في وقت سابق من هذا الشهر - إلى "الخلافة الإسلامية". وكان شيكاو أعلن، في شريط مصور بث يوم 13 يوليوز الماضي، دعمه لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي، الذي يسيطر تنظيمه على مناطق واسعة بالعراق وسوريا أعلن فيها قيام دولة "الخلافة الإسلامية". لكن زعيم بوكو حرام لم يشر إلى البغدادي في الشريط الجديد، ولم يوضح ما إن كان ينضوي تحت "خلافة" البغدادي أم أنه يعلن "خلافة" مستقلة في نيجيريا. ويعتقد أن بوكو حرام تسيطر على مناطق أخرى بالقرب من غوزا بجنوب بورنو، إضافة لمناطق شاسعة من مناطق شمال بورنو ومدينة واحدة على الأقل بولاية يوبي المجاورة، حيث قال مسؤولون نيجيريون إن الجماعة سيطرت على مبنى الحكومة الذي غادره جميع العسكريين. ما يجمع بين داعش وبوكو حرام هو الانتماء لنفس العقيدة المبنية على الذبح وإلغاء الآخر وتصفيته. كما يتقاسم التنظيمان نفس طرق "الجهاد"، أي الذبح والحرق العلني وتصوير ذلك وبثه في فيديوهات على اليوتيوب. ومن حيث المرتكزات الفقهية فهناك تلاق كبير بين الجماعتين. فداعش يحل جهاد النكاح، ويتقاسمه مع التنظيمات التكفيرية، وبوكو حرام تجيز السبي حيث قامت باختطاف 200 فتاة وعرضتهن للبيع بإحدى المدن. وتتشابه الجرائم والفظائع المرتكبة من الطرفين، حيث يتم عرضها بالشارع العام، سواء تعلق الأمر بحرق الجثث بالنسبة لبوكو حرام أو ما يمارسه داعش في حق المسيحيين واليازديين. كل هذه التطورات تحيل إلى أن منطقة الساحل والصحراء مرشحة بقوة لاحتضان النسخة الإفريقية من داعش، خصوصا وأن الجماعة المسيطرة على شمال مالي لا تختلف في شيء عن مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام.