توجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أول أمس الأربعاء، إلى المركز الجهوي لتحاقن الدم بتطوان، حيث قام جلالته بالتبرع بالدم. ويندرج هذا العمل في إطار المبادرات الملكية الرامية إلى النهوض بالعمل التطوعي وتشجيع عملية التبرع بالدم الموجهة إلى تغذية مخزونات مراكز تحاقن الدم، التي تعرف عجزا هاما في هذه المادة الحيوية. ومن خلال هذا العمل الرمزي، فإن جلالة الملك يقدم دعمه للنداء العاجل الذي أطلقه المركز الوطني لتحاقن الدم، الذي يواجه ندرة كبيرة، وكذا تشجيع جلالته الشخصي لهذا العمل التضامني المواطن، واهتمامه المتواصل بقضايا الصحة العمومية. وأكد وزير الصحة الحسين الوردي، أن مبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى التبرع بدمه "ليست بالجديدة أو المثيرة للدهشة، فجلالته لطالما كان شديد القرب من المواطنين، لاسيما المرضى أو الذين يوجدون في وضعية هشاشة". وأوضح الوردي، أن جلالة الملك كان على الدوام في قلب جميع الأعمال ذات الطابع الاجتماعي والإنساني، ففي سنة 2013، أبى جلالة الملك إلا أن يتبرع بدمه إيذانا بانطلاق حملة التبرع بالدم، مما مكن من بلوغ نتائج فاقت التوقعات. واستطرد الوزير قائلا "استطعنا تجميع ما يفوق 70 ألف و500 كيس من الدم، ل 40 ألف تبرع، أي بمعدل 176 بالمائة من الانتظارات". وذكر الوردي، الذي دعا المغاربة إلى "السير على نهج جلالة الملك في التبرع بدمهم"، بأن عملية التبرع بالدم لا يكتنفها أي خطر، علما أن هذا الأخير "يعد الدواء الوحيد الذي لا يمكن تصنيعه أو تعويضه". وقال إن كل متبرع بوسعه إنقاذ حياة ثلاثة أشخاص، مشيرا إلى أن المغرب تمكن "وبصعوبة من بلوغ نسبة 1 بالمائة من الساكنة التي تقبل على التبرع بدمها، وهو ما يعتبر دون المعدل الذي حددته منظمة الصحة العالمية، أي على الأقل 3 بالمائة من الساكنة التي يتعين عليها التبرع بكيفية منتظمة". وأوضح الوزير في سياق طمأنته حول سير هذه العملية، أن كل متبرع يستفيد من فحص طبي إلزامي كما يسترجع الدم المتبرع به بشكل شبه كامل في ظرف 72 ساعة التي تلي عملية التبرع. وأشار الوردي الذي دق ناقوس الخطر حول وضعية مخزونات الدم "التي تدعو إلى القلق"، إلى أن الحاجيات تقدر ب 16 ألف كيس دم ستتيح تلبية الحاجيات المستعجلة خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، "بينما لم نتمكن من تحصيل سوى 6000 كيس منذ انطلاق الحملة". وقال في هذا السياق إن القناعة تحدوه بأن هذه الالتفاتة الملكية كفيلة بتشجيع المواطنين وتحفيز التبرع بالدم في المملكة، على غرار النتائج التي حققتها في 2013، التي تجاوزت ما كان منتظرا بشكل كبير". ويندرج هذا العمل في إطار المبادرات الملكية الرامية إلى النهوض بالعمل التطوعي وتشجيع عملية التبرع بالدم الموجهة إلى تغذية مخزونات مراكز تحاقن الدم، التي تعرف عجزا هاما في هذه المادة الحيوية.