ما فتئ لحسن الداودي وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر في كل مناسبة يطل فيها على الإعلام إلا وأساء إلى طلبة الشعب الأدبية، حيث عبر مجددا عن ذلك في مناسبة انطلاق الباكالوريا المهنية أول أمس الخميس، فاعتبر أن ارتفاع عدد الحاصلين على الباكالوريا الأدبية بنسبة 9% هذه السنة وما يعنيه ذلك من ارتفاع الإقبال على التوجهات الأدبية "خطرا على مستقبل المغرب،" وأضاف أن كلية الآداب والحقوق أصبحت ملجأ للذين لا يجدون سبيلا آخر للدراسة. كما دعا في معرض حديثه إلى مراجعة عدد ساعات تدريس المواد العلمية والرياضيات انطلاقا من الابتدائي "لأنه إذا لم يتم توجيهه إليها في هذه المرحلة يصعب تدارك الأمر في ما بعد." الوزير شدد على قوله وقال "نعاني في الجامعة لم تعد لنا المساحة الكافية لإيجاد تلاميذ في الرياضيات"، بسبب ضغط كليتي الآداب والحقوق على خيارات الجامعة المغربية. وقدم مثالا بمجال التمريض باعتبار عدد المكونين يتجاوز الطاقات داخل المغرب، كما أنه ليس هناك تنسيق بين المدارس العليا سواءً في الرباط أو الدارالبيضاء. ونوه الوزير بخلق هذا النوع من التعليم المتخصص، وذلك لكون "الانفصال بين التعليم واحتياجات سوق الشغل يجعل بعض خريجي الجامعات عالة على آبائهم وعلى المجتمع" وذلك لكون الطالب يتخرج "وهو ما كيعرف يدير والو" على حد تعبير الوزير. أكد الداودي أنه "يجب انتقاد المسلسل التربوي للمغرب"، لتوالي الإصلاحات التي لا تواكب في مجملها متطلبات المشغلين، قائلا إن "المغرب تغير والمناهج التربوية مازالت هي هي نفس المواد هي التي تدرس..." ودعا في هذا الصدد، إلى التوجه في الإصلاحات إلى أخذ متطلبات التلميذ في عين الاعتبار، عوض أن ينطلق من ما يريد الأستاذ، قائلا إن بعض الأساتذة "إذا وجد مادته في الإصلاح يقول عنه إنه جيد وإذا لم يجد يقول العكس" فضرورة تأقلم الأساتذة مع حاجيات الطلبة هو أمر أساسي في إصلاح المنظومة التعليمية. لمياء الزهيري