نجا المنتخب البرازيلي من خروج محتّم من بطولة كأس العالم التي تقام على أرضه، ونجح في خطف بطاقة التأهل لدور الثمانية من جاره التشيلي بفوزه عليه بركلات الترجيح بنتيجة 3/2 بعد انتهاء المباراة في أشواطها الأصلية والاضافية بالتعادل بهدف لمثله. ويدين منتخب "السيليساو" بفوزه للحارس المتألق خوليو سيزار الذي تصدى لركلتي ترجيح بينما رد القائم ركلة أخرى، فيما سجل ديفيد لويز ومارسيلو ونيمار، للبرازيل وأهدر ويليان وهالك، وسجل منتخب تشيلي ركلتين عبر أرانجيز ودياز، وأهدر كل من بينيا سانشيز وايارا. بدأ المنتخب التشيلي المباراة ضاغطاً في محاولة منه لخطف هدف مبكر، لكن سرعان ما فرض المنتخب البرازيلي إيقاعه، وسط أجواء حماسية وتشجيع كبير في المدرجات من الجماهير المحلية المتعطشة لفوز جديد لرجال المدرب لويز فيلبي سكولاري. أولى فرص المباراة جاءت في الدقيقة الخامسة حينما استقبل مارسيلو كرة مرتدة وسددها قوية بيسراه خارج المرمى، واستمر النشاط البرازيلي بعد الفرصة خصوصاً من الجبهة اليسرى عبر مارسيلو وهالك. وتعرض هالك للإعاقة داخل منطقة الجزاء التشيلية في الدقيقة 14 من اللاعب ماوريسو إيسلا، إلا أن الحكم الإنجليزي هاورد ويب تغاضى عن احتساب ركلة جزاء، ثم سدد نيمار كرة قوية من ركلة حرة أمسكها الحارس التشيلي كلاوديو برافو. وتألق برافو من جديد بإبعاد تسديدة هالك وتحويلها لركلة ركنية، أسفرت عن الهدف الأول، والذي جاء بعدما لعب نيمار الكرة على رأس القائد تياجو سيلفا ثم وصلت ديفيد لويز الذي حولها للشباك بمساعدة الدفاع التشيلي في الدقيقة 18. حاول المنتخب التشيلي بعد الهدف الوصول للمرمى البرازيلي عبر الثنائي أليكسيس سانشيز وإدواردو فارجاس، لكن دون أي خطوة فعلية على مرمى الحارس خوليو سيزار. وانطلق نيمار بالكرة متجاوزاً أكثر من مدافع تشيلي لكنه سدد الكرة بعيداً عن المرمى، دون أن يجد المعاونة من قلب الهجوم فريد، الذي لم يقدّم ما يشفع له بقيادة هجوم أبطال العالم لخمس مرات من قبل. وشهدت الدقيقة 32 هدف التعادل للمنتخب التشيلي بسبب خطأ فادح ارتكبه الثنائي مارسيلو وهالك، إذ لعب الأول رمية جانبية للثاني، الذي يستطع الحفاظ على الكرة ليقطعها فارجاس ويمرر الكرة لسانشيز، فلم يجد أي صعوبة في وضعها على يمين سيزار. وأهدر نيمار فرصة العودة للتقدم حينما حوّل عرضية أوسكار بتجاه المرمى، بيد أن الكرة ارتطمت بالمدافع فرانشيسكو سيلفا وتحوّلت لركلة ركنية في الدقيقة 35، ثم أضاع فريد أخطر فرص الشوط الأول بعدما تعامل برعونة شديدة من الكرة التي وصلته بعد محاولة من نيمار في الدقيقة 39. وخرج داني ألفيش من سباته في الدقيقة 42 بتسديدة رائعة من خارج منطقة الجزاء تألق الحارس برافو في تحويلها بصعوبة لركلة ركنية، ثم سنحت فرصة أخرى لفريد وكالعادة كان مصيرها الضياع أمام المرمى التشيلي في الدقيقة 44. وكاد المنتخب التشيلي أن يعاقب البرازيليين مرة أخرى في الدقيقة الأخيرة حينما قُطعت الكرة من لويس جوستافو ووصلت للثنائي مارسيلو دياز وتشارلز ارانجويز، لكن سيزار نجح في إبعاد الخطر وتحويل الكرة لركنية ركنية. واستهل المنتخب البرازيلي الشوط الثاني بالضغط على المرمى التشيلي، دون إجراء المدرب سكولاري لأي تبديلات، بينما رد التشيليون بهجمة مرتدة انتهت بخطأ ضد أرتورو فيدال. وجرب فرناندينيو حظه في التصويب من خارج منطقة الجزاء، لكن كرته جانبت القائم التشيلي، قبل أن يتمكن هالك من الوصول لشباك برافو، إلا أن هاورد ويب لم يحتسب الهدف وأشهر البطاقة الصفراء في وجهه، بسبب استقباله الكرة بيده قبل تسديدها نحو مرمى برافو في الدقيقة 55. عاد منتخب تشيلي ليفرض ايقاعه والضغط على المرمى البرازيلي، مع تراجع غير مبرر في أداء أصحاب الأرض، قبل أن يزج سكولاري بالمهاجم جو بدلاً من فريد في الدقيقة 64. وكاد التشيليون أن يخطفوا هدف التقدم بعد هجمة منظمة وتبادل للكرات بين فيدال ودياز وأرجونيز الذي سدد كرة قوية أبدع سيزار في التصدي لها وتحويلها لركلة ركنية في الدقيقة 65. وبعد دقيقة واحدة طالب هالك بركلة جزاء بعد سقوطه داخل منطقة العمليات، اثر مرة مشتركة مع دياز لكن الحكم هاورد ويب لم يعره أي اهتمام, قبل أن يشرك المدرب سكولاري متوسط الميدان راميريز بدلاً من فرناندينيو الذي كان غائباً عن مستواه المعهود في اللقاء. وتلاعب هالك بمدافعي تشيلي وأرسل كرة متقنة لجو، غير أن الأخير لم يحسن التعامل مع الكرة لتمر إلى خارج الملعب في الدقيقة 74، قبل أن يطلق هالك تسديدة قوية بعيداً عن المرمى. وأرسل ألفيش تمريرة طويلة باتجاه نيمار الذي لعبها قوية برأسه لكن برافو نجح في التصدي للكرة، قبل أن يعود حارس برشلونة المستقبلي للتألق من جديد وإبعاد تسديدة رائعة من هالك بقدمه اليمنى بعد مجهود فردي في الدقيقة 83. وضغط المنتخب التشيلي في الدقائق الأخيرة محاولاً خطف هدف الفوز ولاحت أمامه أكثر من فرصة وسط رعونة وغياب التركيز بشكل غريب من لاعبي البرازيل، قبل أن يطلق ويب صافرته معلناً نهاية الوقت الأصلي للقاء بالتعادل الإيجابي. لم يشهد الشوطين الإضافيين فرص حقيقية للمنتخبين، وطغت الرعونة على محاولاتهما، ولا سيما في الجانب البرازيلي، وأهدر هالك وأوسكار أكثر من فرصة، وفي كل مرة كان الحارس برافو حاضراً. ومع بداية الشوط الإضافي الثاني منح سكولاري الفرصة لويليان على أمل تنشيط الجانب الهجومي بدلاً من أوسكار الحاضر الغائب، وشهدت الدقيقة الأخيرة من الوقت الاضافي قمة الإثارة بعدما سدد البديل ماوريسيو بينا كرة هائلة من خارج منطقة الجزاء ارتطمت بالعارضة ودبّت الرعب في قلوب البرازيليين، ورد عليه راميريز بتسديدة مرت بجانب القائم. ومع استمرار التعادل تم اللجوء لركلات الترجيح التي فضّت الاشتباك ومنحت بطاقة التأهل لدور الثمانية للبرازيل ، حيث سيواجه الفائز من الديربي اللاتيني الآخر بين كولومبيا والأوروجواي.