احتج وكلاء أسفار على الحسين الوردي وزير الصحة العمومية حين و جهوا وابلا من اللوم إليه عبر الدكتور عبد الرحمان المعروفي مدير قسم الأوبئة بوزارة الصحة بشأن التأخر في إعلان موقف صريح من فيروس كورونا الفتاك، حيث حمل هؤلاء الوكلاء الوزارة الوصية مسؤولية هذا التأخر في اتخاذ موقف آني من تداعيات تفشي هذا الفيروس في الوقت المناسب مخافة تأثيره على عملية العمرة لرمضان 2014، ومخافة تراجع أرقام معاملاتهم بسبب مخاوف المعتمرين والحجاج. وبينما طمأن ممثل الوزارة عصر أول أمس الخميس بالدار البيضاء العديد من الفاعلين في القطاع في اللقاء التحسيسي حول هذا الوباء، (طمأنهم) على سلامة الوضع الصحي للمملكة من الوباء ذاته، مذكرا بسياسة الحيطة والوقاية باتخاذ العديد من الإجراءات الاحترازية من طرف الوزارة، صب بعض وكلاء الأسفار جام لومهم على الوزارة في تأخرها عن بداية حملة التحسيس بخطورة هذا الوباء على سلامة وصحة المغاربة وإمكانية الوقاية منه، وهو الوباء الذي يمكن أن يدخل إلى المملكة عن طريق المعتمرين والحجاج. وانتقد وكيل أسفار بالدار البيضاء تأخر الوزارة في إطلاق حملتها التحسيسية إلى حين منتصف شهر شعبان، أي قبيل شد رحال المعتمرين إلى الديار المقدسة بأقل من أسبوعين. وشدد هذا الفاعل على أن وباء كورونا تم اكتشافه في صيف 2012 ورافقته العديد من الحملات الإعلامية والتحسيسية الإقليمية والدولية، واتخذت ضد انتشاره العديد من الإجراءات في البلدان المعنية بداية من حملات التحسيس وانتهاءً عند برامج واسعة للوقاية، وذلك في الوقت الذي أطبقت فيه وزارة الصحة الصمت إلى حين الأيام القليلة التي تسبق بداية عمرة رمضان الفضيل، يؤكد وكيل الأسفار. وأضاف المتحدث في لومه إلى الوزارة أن سياسة الصمت ظلت هي السائدة بعد إطلاق عملية التسجيل لموسم الحج 2014 في فبراير الأخير، وتم إعطاء الأولوية لكبار السن في الأحقية بقرعة الاستفادة من الحج، لتكون المفاجأة هي هذه الضجة المصاحبة لعملية عمرة رمضان وليتبين أن كبار السن جاؤوا ضمن الذين استهدفتهم نصائح/ وصايا وزارة الصحة إلى جانب الحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة، وهي الوصايا القاضية بتأجيل العمرة إلى مناسبة أخرى. وأوجس المتحدث في كلامه خيفة من أن تكون هذه الضجة وراءها حملة دولية مخدومة تستهدف السياحة الدينية في المغرب وفي العالم الإسلامي برمته وأنه لافائدة من تضخيم الأمور حتى لا تتكبد وكالات الأسفار المزيد من الخسائر المادية. وبهاجس الربح والخسارة للوكالات كان تدخل العديد من الفاعلين يصب في اللوم على التأخر في التعامل مع الفيروس والوقاية منه، ومنهم صاحب وكالة أسفار شدد في اللوم في اتخاذ موقف صارم تجاه ڤيروس كورونا وطالب الوزارة والإعلام بعدم تضخيم الأمور مخافة تأثر وكالات الأسفار تجاريا جراء تراجع المعتمرين عن أداء مناسك العمرة. ردُّ ممثل وزارة الصحة على تدخلات هؤلاء المستثمرين السياحيين جاء ليؤكد أن ما يعتبر تأخرا للوزارة حيال هذا الڤيروس كان في نسبة كبيرة منه مرتبطا بالإجراءات المتخذة من طرف السلطات السعودية في تفاعلات الوباء داخل المملكة السعودية وبالقرارات الأخيرة التي تم اتخاذها في اللقاء الدولي الأخير للمنظمة العالمية للصحة المنعقد بجنيف، مؤكدا على أن الوزارة ارتباطا بتوصيات المنظمة العالمية للصحة اتخذت جميع الآليات الاحترازية لعدم تنقل هذا الوباء إلى المغرب عبر المعتمرين والحجاج وفي مقدمة هذه الآليات الحملة التحسيسية التي أوكلت بدرجة أولى إلى وكالات الأسفار باعتبارها الإطار الوحيد الذي يتعامل مع المعتمرين في مناسك العمرة ناهيك عن الحملات التحسيسية التي تحملت وزرها وزارة الصحة في العديد من المناحي وفي مقدمتها المطارات وعدد آخر من الإجراءات الوقائية أهمها توزيع الكمامات الوقائية على المعتمرين. محمد عفري