تأهل أتلتيكو مدريد الإسباني الى نهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة منذ 40 عاما بعد أن أقصى اليوم الأربعاء تشيلسي الإنجليزي من نصف النهائي في الإياب بعقر داره ملعب ستامفورد بريدج عقب الفوز بثلاثة أهداف مقابل واحد. كان لقاء الذهاب على ملعب فيسنتي كالديرون بمدريد قد انتهى بالتعادل السلبي. وحولت كتيبة المدرب الأرجنتيني المتميز دييجو سيميوني تأخرها الليلة في لندن بهدف الى فوز بثلاثة أهداف، لتلتقي في نهائي لشبونة يوم 24 مايو بالجار ريال مدريد في دربي مدريدي خالص. جاء الشوط الأول متوازنا بين الجانبين بقدر كبير من حيث السيطرة والاستحواذ، وحسمته نتيجة التعادل الإيجابي بهدف لمثله، كما أتيحت لكل منهما فرصة خطيرة، وتشابه مع لقاء الذهاب في حرص كل فريق على تأمين دفاعه بأكبر قدر من اللاعبين. جاء التهديد الأول والأخطر لصالح أتلتيكو بعد أربع دقائق فقط من صافرة البداية حين سدد كوكي عرضية خدعت الحارس الأسترالي مارك شوارزر واصطدمت بالقائم والعارضية قبل أن تتشتت الى ركنية. ورد البلوز على هذا التهديد بعد 20 دقيقة حين سدد البرازيلي ديفيد لويز بمهارة فائقة ضربة خلفية مزدوجة مرت بجوار قائم الحارس البلجيكي تيبو كورتوا بسنتيمترات. واستغل أسود غرب لندن هفوة نادرة في الدفاع المدريدي ليسجل الهدف الأول (ق36) عن طريق الإسباني فرناندو توريس نجم أتلتيكو الأسبق، حيث نجح البرازيلي ويليان في اختراق الجبهة اليمنى بمراوغة بارعة للاعبين ليتسلم منه الإسباني الآخر سيزار أزبيليكويتا الكرة ويمرر أرضية حولها مواطنه للشباك بعد أن اصطدمت بقدم ماريو سواريز. وتصدى شوارزر لفرصة من أدريانو لوبيز سعى من خلالها لإدراك التعادل سريعا (ق42). لكن أدريان لم يخفق في محاولته الثانية، فاستفاد زميله خوانفران توريس غياب الرقابة في الجبهة اليسرى للإنجليز ليستقبل بينية البرتغالي تياجو مينديش، لاعب تشيلسي الأسبق، ويمرر للمهاجم الشاب عرضية تابعها في شباك شوارزر (ق44) لينتهي معها الشوط. في الشوط الثاني إنهار تشيلسي بشكل مفاجيء، فيما أصيب أتلتيكو بسعار هجومي ونجح في تسجيل هدفين مع الرأفة. ضغط أتلتيكو على دفاع خصمه مع بداية الشوط الثاني، ومنع شوارزر فرصة خطيرة من التركي أردا توران بعد خطأ جديد من الدفاع الأزرق. ورد عليه كورتوا بإنقاذ فرصة الهدف الثاني من رأسية جون تيري (ق54). حاول مورينيو إنعاش هجومه بالدفع بالكاميروني المخضرم صامويل إيتو للعب بجوار توريس، وإخراج أشلي كول الظهير الأيسر. لكن إيتو كان سببا رئيسيا في تسجيل أتلتيكو للهدف الثاني (ق60) بعد أن تسبب في ركلة جزاء بعرقلة دييجو كوستا عقب خمس دقائق من نزوله للملعب، نفذها بنجاح هداف الأتلتي. ووقفت العارضة الى جوار أتلتيكو وكورتوا بعد أن صدت رأسية ديفيد لويز (ق65) ثم وقف الحارس بالمرصاد لتصويبة قوية من راميريز بعدها مباشرة. وسحب مورينيو توريس ودفع بالمهاجم السنغالي ديمبا با، فيما أشرك سيميوني راؤول جارسيا على حساب أدريان. وأطلق أردا توران رصاصة الرحمة بتسجيل الهدف الثالث لأتلتيكو مستغلا انهيار دفاع تشيلسي (ق72) حيث تابع عرضية خوانفران برأسه لتصطدم بالقائم ثم ترتد اليه مجددا ليودعها بقدمه في الشباك، في نسخة مشابهة للهدف الأول. وأمّن سيميوني دفاعاته بعد الهدف بإخراج هدافه دييجو كوستا والدفع بلاعب الوسط الأرجنتيني خوسيه سوسا، بينما كان الخيار الأخير لمورينيو الدفع بالألماني أندري شورله على حساب ويليان. ومنع شوارزر الهدف الرابع للروخيبلانكوس بعد أن أجهض انفراد الظهير الأيسر البرازيلي فيليبي لويس (ق79). وأجرى سيميوني تغييره الأخير بخروج توران ونزول الأوروجوائي كريستيان سيبويا (ق82). ومرت الدقائق المتبقية دون جديد باستثناء انقاذ جديد لكورتوا لانفراد شورله، بعد استسلام تشيلسي لهزيمته المهينة، فيما عمت الأفراح بين انصار الضيف المدريدي.