ودع إقليم كتالونيا، شمال شرقي إسبانيا، مساء الأحد من حلبة "مونومنتال" في مدينة برشلونة مصارعة الثيران عبر منازلة استثنائية شاهدها في المدرجات نحو 20 ألف شخص من إسبانيا ومختلف أنحاء العالم. وأقيمت مصارعة اليوم لتوديع هذه المنافسات التقليدية التي تشتهر بها إسبانيا قبل أن يدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير/كانون ثان عام 2012 قرار حظر هذه المصارعات بإقليم كتالونيا. وكان قرار حظر مصارعات الثيران في كتالونيا قد بدأ من خلال "مبادرة شرعية شعبية" قدمتها جماعة مناهضة لمنافسات الثيران تمكنت من جمع 180 ألف توقيع، وصدق عليها برلمان كتالونيا في يوليو/تموز العام الماضي. ورغم ذلك استغل اتحاد هيئات مصارعة الثيران في كتالونيا آخر مصارعة ثيران لجمع توقيعات من أجل تقديم "مبادرة شرعية شعبية" تعلن مصارعات الثيران حدثا شعبيا وتسمح بإعادة إقامة المنافسات في كتالونيا. شارك في مصارعة الثيران اليوم المصارع خوسيه توماس الذي تربطه علاقة وطيدة بكتالونيا، حيث أنه اشتهر بدعمه لمصارعة الثيران في الإقليم وقام بمبادرات مثل التبرع لمدرسة مصارعة الثيران الكتالونية، التي أسست منذ 15 عاما وحققت نجاحا واسعا لحد وصل إلى تدريب نحو 30 شخصا في نفس الوقت، على الرغم من أن عدد الطلاب بها حاليا 11 شخصا فقط. وتعد حلبة "مونومنتال" التي افتتحت في أبريل/نيسان عام 1914 هي الوحيدة المتضررة جراء قرار الحظر، نظرا لأنها كانت الوحيدة التي لازالت تقام بها مصارعات ثيران في إقليم كتالونيا، الذي شهد خلال السنوات الماضية تراجعا في عدد مشجعي مصارعة الثيران. يذكر أن العديد من مشجعي مصارعات الثيران من دول مثل المكسيك وإيطاليا وفنزويلا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا حضروا لبرشلونة لمشاهدة منازلة اليوم والاحتشاد داخل حلبة "مونومنتال" وخارجها، حيث يعتزم أيضا أن تحضر جماعات مناهضة لمصارعة الثيران التي تكافح منذ سنوات لحظرها. وشهدت المدرجات تبادل للهتافات بين مؤيد ومعارض، كما حظي الحدث بتغطية صحفية ضخمة من مختلف أنحاء العالم، كما انتشر رجال الشرطة في المنطقة لتجنب وقوع مواجهات في نهاية تاريخ مصارعة الثيران في كتالونيا. وأظهرت استطلاعات الرأي التي نشرها التلفزيون المحلي اليوم أن 37.8% من الشعب الإسباني يؤيد مصارعة الثيران، في حين يرفضها 50.8%. ووفقا للموروث الثقافي والشعبي، تعد مصارعة الثيران الرياضة الشعبية الأولى في إسبانيا، وتفرد لها جرائد متخصصة، وتقام لها مهرجانات كبيرة في كافة أنحاء البلاد. كما تعتبر من عوامل الجذب السياحي، ليس فقط كرياضة، ولكن في إطار حرص السائحين على اقتناء إكسسوارات تتعلق بها، إلا أنها تلقى معارضة من جانب نشطاء حماية حقوق الحيوان، الذين يعتبرونها تعذيبا وليست رياضة أو ثقافة.(إفي)