لم يتمكن عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة، من إتمام كلمته الافتتاحية لقافلة المصباح التي ينظمها فريق الحزب بمجلس النواب والتي تزور ست جهات، وبينما كان بنكيران يقول إن امتلاء القاعة وحضور كل هذا الجمهور دليل على شعبية حزب العدالة والتنمية وشعبية الحكومة التي يقودها، حتى انفجرت القاعة بالشعارات واللافتات التي رفعها العاطلون والمعاقون والسلاليون مطالبين بنكيران بالرحيل. وقال بنكيران "لن نخضع للابتزازات لتحقيق مطالب بعض الفئات، ولن نرضخ للمطالب غير العادلة"، وأضاف "أن الحكومة التي يترأسها حزب العدالة والتنمية تقاوم كل محاولات التشويش والكذب، وتقاوم كل محاولات الانحراف التي تسعى إلى أن تبقى الأمور على ما هي عليه في المغرب، من فساد ومن منطق غير عادل ساد على عهد الحكومات السابقة ومنذ الخمسينيات إلى مجيء هذه الحكومة التي تنهيه بطريقة أو بأخرى"، وأشار إلى "أن حزب العدالة والتنمية بقيادته للحكومة يسعى إلى أن يكون المغرب غنيا ومن الدول المتقدمة، آنذاك يمكن أن تلبي المطالب التي ارتفع سقفها، وتعطي الحقوق". وما كاد ينهي هذه الجمل حتى اهتزت قاعة البلدية التي احتضنت مهرجان انطلاقة قافلة المصباح، مطالبة بنكيران بالرحيل معتبرة كلامه مجرد دغدغة للعواطف ومزيد من إطلاق الوعود التي مل منها المواطن. وأضاف بنكيران "أنه رغم محاولات الاستدراج والاستفزاز فإن الحكومة لن تستجيب لهذه المحاولات من قبل البعض الذين يحاولون إلهاءها"، وقال بنكيران مخاطبا القاعة "إن حضوركم بكثافة ومعكم أصحاب المطالب يعني أنكم تؤمنون بهذه التجربة الحكومية، وتثقون فيها وفي حزب العدالة والتنمية لتحل المشاكل للناس". وكانت هذه هي النقطة التي أفاضت الكأس حيث ردد الكثيرون لم نأت لنسمع كلامك وإنما لنحتج عليك. وهاجم بنكيران القناة الثانية التي سماها قناة الدولة التي تعادي التجربة الحكومية موضحا أن القناة أشارت إلى نجاح إضراب أصحاب المخابز غير أن النسبة لم تتجاوز 11 في المائة على حد قوله. وأضاف بنكيران أن الحكومة تشتغل على القضايا الكبرى التي من شأنها النهوض بالوطن وتقليل المديونية وغيرها من الأمور، وهذه الأمور الكبيرة ستمكن من تحقيق مطالب الناس الصغيرة. وقال إن مسار الإصلاح الذي تشتغل وفقه الحكومة تعلم أن هناك جهات متضررة من هذا التوجه، ولذلك تسخر آليات للتشويش عليه. وأشار بنكيران إلى أن حزب العدالة والتنمية هو الحزب الوحيد الذي يأتي البعض للتشويش عليه ورد عليه المحتجون لأنكم أنتم الحزب الذي يقود الحكومة. متحديا إياهم قائلا إن هذه التشويشات لا تخيفنا. وأوضح أن شباط لما قرر الخروج من الحكومة عجز عن تقديم جواب ومبرر خروجه من الحكومة للمغاربة ولمناضلي حزبه.