فشلت جبهة البوليساريو من خلال أعيان من قبيلة الركيبات في إقناع المحتجين أمام مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين بفض الاعتصام، وحتى الاستجابة الجزئية لم تنفع حيث انضمت عائلات أخرى إلى من تبقى في الاعتصام. وتعرف مخيمات تندوف في الآونة الأخيرة وضعا خطيرا وذلك بتنظيم وقفات احتجاجية أمام مقر مفوضية الأممالمتحدة بالرابوني من طرف صحراويين منحدرين من قبائل الرکيبات بمخيمات تندوف وذلك على خلفية تهريب الوقود بين المخيمات وشمال موريتانيا. وفي هذا الإطار قام حوالي 150 فردا من عائلات المهربين للوقود، محمد عليين أبيه، وخطري حمادها خندود، اللذين قتلا على يد الجيش الجزائري على مستوى الحدود مع موريتانيا يوم الخامس من الشهر الجاري، وذلك بتنظيم يوم 21 من الشهر الجاري وقفة احتجاجية أمام مفوضية اللاجئين بالرابوني، وذلك للمطالبة بفتح تحقيق حول وفاة هؤلاء والترخيص لتجارة الوقود بين مخيمات تندوف وموريتانيا. وقام زعيم جبهة "للبوليساريو" محمد عبد العزيز بتعيين مجموعة من أعيان قبيلة الركيبات من أجل إقناع المنحدرين من قبائلهم من أجل التراجع ووضع حد للوقفات الاحتجاجية، ووعدهم بحل هذا المشكل في المستقبل. بعد ذلك قام المعتصمون بمغادرة المكان باستثناء 12 فردا منهم الذين قضوا الليلة من 21 إلى22، والذين عبروا عن عزمهم بمواصلة الاعتصام إلى حين تلبية طلباتهم رغم تدخل أحد أعيان قبيلة الرکيبات، هبوب سالم وصالح الجماني، الذي أهدى لهم عشاءً تم خلاله نحر جمل في عين المكان. ويوم 22 من الشهر الجاري التحق بهؤلاء المعتصمين حوالي 30 من أفراد عائلاتهم بمن فيهم أربعة من مهربي الوقود الذين يطالبون برفع القيود عن تجارة البنزين في مخيمات تندوف وإعادة عشر شاحنات تم مصادرتها يوم 10 من يناير الجاري من طرف الجمارك الجزائرية بعد إجهاض عملية تهريب الوقود على مقربة من المركز الحدودي الذي يراقبه البوليساريو المعروف ب"الطنجي" وذلك باعتقال مهربين ينحدرون من قبيلة الرکيبات. وبعد اعتقال من طرف أفراد شرطة البوليساريو لثلاثة إخوة أبناء الهوجة ولد مولاي علي ليلة 22 إلى 23 المنحدرين من قبيلة الركيبات سعاد، والذين تم إساءة تعاملهم تحت ذريعة عدم احترامهم لحالة الطوارئ المفروضة على مخيم السمارة وذلك بين الثانية عشرة ليلا والسابعة صباحا، حيث إن حوالي 200 فرد ينحدرون من هذه القبيلة نظموا تجمعا أمام المركز الأمني لهذا المخيم. فهؤلاء المعتصمون التحق بهم أبناء عمومتهم المعتصمون أمام مفوضية اللاجئين بالرابوني 21 من الشهر الجاري، هؤلاء قرروا نصب خيام أمام المركز الأمني لمخيم السمارة، وذلك من أجل تنظيم اعتصام مفتوح للتنديد بانتهاك حقوق الإنسان المرتكبة ضد صحراويي مخيمات تندوف.