تسابق الجزائر الزمن لقتل الدينامية التي أطلقها كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، في محاولة لخنقها في مهدها، حيث يعود روس إلى المنطقة في الأسابيع المقبلة للتحقق من استعداد الأطراف للمشاركة في حوار مكثف. وفي الوقت الذي يعلن المغرب عن استعداده التام للتعاون مع المنتظم الدولي لحل المشكل وقدم عرابين كثيرة على ذلك من بينها مشروع الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية، بينما مازالت الجزائر تتشبث بالأطروحات القديمة الناتجة عن سنوات الحرب الباردة، في هذا الوقت تتمسك الجزائر بأحقادها التاريخية تجاه المغرب. وذكرت الأممالمتحدة في بيان أن الدبلوماسي الأمريكي يسعى بجولته الجديدة إلى بدء مرحلة جديدة في المفاوضات عبر تبادل الآراء مع الأطراف. وأضاف البيان أن روس "سيدعو لجولة ثانية من المفاوضات بين الأطراف عند تحسن الأوضاع". وتصر الجزائر، التي تعتبر دولة يحكمها الأمن العسكري وجنرالات الحرب الباردة، على قتل الدينامية الجديدة التي يعتزم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء كريستوفر روس إطلاقها بالمنطقة في مهدها، ولمرة أخرى، تتذرع الجزائر بحجج واهية من أجل التملص من أية رغبة في المضي قدما في البحث عن حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الأطراف في إطار القرارات الوجيهة لمجلس الأمن لهذا النزاع الذي عمر طويلا. ولقد انزعج النظام الجزائري من قرار الأممالمتحدة بتنظيم رحلات مكوكية للمنطقة بما يعني أن البداية الحقيقية للحل ستظهر في القريب، في حين أن العسكر لا يريد حلا لقضية الصحراء لأن حلها يعني موته تاريخيا حيث لن يبقى له مشجبا يعلق عليه فشله في تحقيق تنمية في بلد ينام فوق ثروة هائلة من النفط والغاز. ومن إصرارها على خرجات إعلامية بليدة وكلام فارغ عن مواضيع تقع في هامش الحدث الحقيقي تكون الجزائر قد اختارت الطريق الأسهل، أي أنها لا ترغب في الحديث عن مسار المفاوضات ولا حتى التوافقات ولا ترغب في الحديث عن منهجية التفاوض بشأن مشكل عمر طويلا وأصبح مزعجا ليس فقط للمغرب ولكن لدول المنطقة برمتها بل أضحى حنجرا في قلب المنظومة الاستراتيجية الدولية لمحاربة الإرهاب. فالجزائر تستغل عامل الزمن وتراهن على مرور الوقت، وذلك عبر اختلاق مشاكل جانبية، وعبر الحديث عن حقوق الإنسان في الصحراء، والجزائر ليست في المكان المناسب لتنقيط منسوب حقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية، باعتبارها دولة خارج منطق التاريخ ومنطق الديمقراطية وحقوق الإنسان وهي الدولة التي تساهم في احتجاز مواطنين صحراويين بمخيمات تيندوف. فالجزائر ليس من طبيعتها ولا ثقافتها السياسية الدفع بإيجاد حل لمشكل الصحراء لأنها هي من افتعله ضدا في الحقوق التاريخية للمغرب ولأنها لا تريد حلا سيجر عليها المشاكل الداخلية والمطالب الشعبية التي مازالت ثاوية بفعل استغلال مشكل الصحراء، ولهذا فهي تفعل المستحيل من أجل عرقلة مهمة المبعوث الأممي.