دعا جونا ألكسندر مدير المركز الدولي للدراسات حول الإرهاب التابع لمعهد بوتوماك بواشنطن، إلى "عدم التقليل من أهمية المزيج القابل للانفجار المتمثل في التحالف السري بين عناصر من البوليساريو والتنظيم الإرهابي للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتورطهم في الاتجار بالمخدرات", وإلى وضع حد لهذا الوضع الخطير كي "لا نضطر للندم على نتائجه". وشدد الخبير الأمريكي على أن هذا الوضع يشكل بالفعل تهديدا جديا للمنطقة المغاربية, وبالتالي للأمن القومي للولايات المتحدة بفعل الترابط القائم بين الاتجار في المخدرات والإرهاب, موضحا أن مسالك الاتجار في الكوكايين الجنوب أمريكي تمر عبر أراضي الساحل التي يسيطر عليها فرع القاعدة أو يتواجد بها. كما حذر خبيران أمريكيان من أن المواجهات المسلحة التي جرت على الحدود بين مالي والجزائر بين مهربي مخدرات وعصابات مقربة من البوليساريو, تكشف عن الأطماع التي تغذي هذه الأخيرة للسيطرة على عمليات تهريب المخدرات بهذه المنطقة التي تريد "إغراقها في الفوضى وبالتالي إصرارها على نهج سياسة الأسوأ". ومن جهته حذر جنرال أميركي كبير الأربعاء من أنه إذا لم تحسن الدول الافريقية مستوى التعاون الأمني في ما بينها فإن التنظيمات الإرهابية الموجودة في بعض دولها قد تتحالف سويا لتشكيل شبكة إرهابية ضخمة تهدد القارة بأسرها والولاياتالمتحدة أيضا. وقال الجنرال كارتر هام قائد القيادة العسكرية الأميركية لإفريقيا (افريكوم)، إن دول شمال افريقيا تواجه تهديدا إرهابيا متعاظما من جانب مجموعات موالية لتنظيم القاعدة تسعى إلى رص صفوفها وتجميع قواها. وقال للصحافيين في واشنطن، إن "تنظيم القاعدة ضعف بعض الشيء ولكن فروعه المحلية، سواء تلك التي أعلنت انتماءها إليه أو تلك التي تسعى خلف هذا الانتماء، تبدو آخذة في التمدد. هذا ما ألاحظه في إفريقيا وهذا أمر يقلقني". وأوضح أن أبرز هذه المجموعات الإرهابية ثلاث هي : تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي سبق له وأن تبنى العديد من الاعتدءات ولا سيما في مهده الجزائر، وحركة الشباب الصومالية الإسلامية المتطرفة التي تنفذ هجماتها في الصومال وإفريقيا الشرقية، وجماعة بوكو حرام الإسلامية المتطرفة التي تنشط في نيجيريا حيث نفذت اعتداءات كثيرة وهي تستلهم أفكار حركة طالبان. وأضاف " كل من هذه المجموعات الثلاث يشكل خطرا ليس فقط على بلده بل على المنطقة بأسرها وعلى الولاياتالمتحدة أيضا". وذكر الجنرال الأميركي بأن هذه التنظيمات أبدت " بكل وضوح وعلانية" رغبتها في استهداف الغرب. كما حذر من عزم هذه المجموعات على " التعاون سويا بشكل اكبر وتنسيق أعمالها". وأضاف "إذا لم نفعل شيئا فمن الممكن طبعا أن ترى النور شبكة تمتد من إفريقيا الشرقية إلى المغرب العربي مرورا بوسط القارة والساحل، وأظن أن هذا الأمر سيكون مقلقا جدا جدا"