لعل الأحداث المختلفة بين ما هو اجتماعي وما هو سياسي شكلت معركة حامية الوطيس وقصيرة المدى من بداية سنة 2000 إلى 14 شتنبر 2008 على الرغم من أن الخسائر على أرض الميدان كانت كارثية فيما كان النصر للغرب بقيادة واشنطن وتخطيط البانتاغون الأمريكي وحليف الدول الأوروبية التي مثلت ذراعا قوية للولايات المتحدةالأمريكية في تنفيذ حربها ضد الإسلام والعالم العربي. الأضرار النفسية المُضمرة والمادية الملموسة تكبدها طرفا النزاع المباشران،أيالدول الأوروبية والدول الإسلامية ومسلمو أوروبا فيما كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية الطرف الأول في هذه الحرب والعبقري الذي حركها في فترة بشكل مباشرة وفي فترة ثانية بجهاز التحكم عن بعد ظل يساير الأحداث ويوجهها بشكل يتماشى مع النتائج والتطلعات التي تقوده إلى تسيير العالم من دون أن يكون له منافس في هذه السيادة. فنتائج الحرب ضد الإرهاب طوال السنوات الثمانية الأولى من العقد الأول من القرن الواحد والعشرين ورغم فظاعتها وفداحتها التي شكلت أزمة حقيقية كان التخطيط جار للخروج منها،في وقت تم اعتبارها (الأزمة) أهون بكثير مقارنة بما ستدفع إليه أمريكا مرة ثانية العالم أجمع إلى ما خططت له على صعيد آخر بعبقريتها الخلاقة التي أسعفتها في تعميم ما هو أفظع وأشد خطورة وتداعيات على جل دول العالم. ذلك أنها استطاعت باسم العولمة أن تصدر للعالم أكبر أزمة اقتصادية منبعها هو الولاياتالمتحدةالأمريكية وطريقها هي الدول الأوروبية وضحيتها هي دول العالم والدول ذات الاقتصادات الهشة وعلىرأسها الدول الإسلامية والعربية. يذهب دومنيك رينيي الى التأكيد على أن يوم 15 شتنبرسيظل يوم 15 شتنبر يوما تاريخيا و مشهودا عند الولاياتالمتحدةالأمريكية التي عرفت كيف ستصدر بداية منه إلى دول أوروبا أزمة مالية خانقة ستشكل كُنه حرب نفسيه خطيرة ملؤها الضغط المالي المرتبط بتباطؤ النمو وارتفاع التضخم وبالتالي الإفلاس. ففي هدا اليوم بالذات كان انهيار بنك" ليهمان برادرز- Lehman Brothers" للاستثمار بمثابة إعلان حقيقي لحلول أزمة تاريخية غير مسبوقة استحال على أرفع المؤشرات وأدقها تحديد تأثيراتها ونتائجها على الدول الأوروبية أولا وقبل كل شيئ ، فيما ظل التكتم و الضبابية عنوانين بارزين لوضع اليد على الأسباب الحقيقية لهذه الأزمة، علما أن أبرز الخبراء الاقتصاديين وأكثرهم حنكة واحتكاكا يالازمات أكدوا خلال الأيام الأولى لتفشي الأزمة المالية و الاقتصادية انطلاقا من بنك " ليهمان برادرز- Lehman Brothers" للاستثمار على أن أزمة خطيرة و مزمنة كانت على مقربة من ابتلاع العالم دفعة واحدة باشتدادها من دون أن تسلم منها أي دولة ، كما تم التأكيد على أنها ستكشف في مرحلة أولى عن مديونية ضخمة وستضر بالشعوب قبل المؤسسات و الحكام، وستدفع في مرحلة ثانية إلى مديونية إضافية ستجبر غالبية الدول على إعلان حالات الخطر الاقتصادي المحدق بها و المتسم بضرورة تدخل صندوق النقد الدولي وفرض وصايته مع مضاعفة حسابات التدخل التي وإن كان لابد من أن تكون خطيرة على الدول المتضررة فإنها حثما لن تضمن التخلص من أسوأ الانزلاقات الاقتصادية و السياسية . هكذا وفي الوقت الذي تم فيه إعلان اليونان و أيرلندة و البرتغال وإسبانيا أول البلدان المتضررة شعوبا و حكومات تم الحديث عن إفلاس كبير لهده الدول التي اتضح أنها في الطريق إلى جر باقي الدول المجاورة. وفي الوقت الذي اقترحت فيه الصين مساعدتها وعرضتها لإنقاذ الموقف من دون مقابل ، كانت الولاياتالمتحدة تعيش على وقع الخراب، وفي قلب هده الزوبعة الخطيرة وقفت الديمقراطيات الأوروبية تتفرج على انتعاش الأحزاب الشعبوية التي تم خلقها أو تقلد مسؤولياتها بقادة بارزين