في رده على الدرس الافتتاحي ضمن الدروس الرمضانية الذي ألقاه أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، اختار الأمير مولاي هشام مهاجمة كل الشرعيات التي يستند عليها الحكم في المغرب بما فيها شرعية التاريخ والدين، ونسي مولاي هشام أنه هو جزء من شرعية التاريخ ثورة وثروة، فثورية مولاي هشام يستمدها من لقب الأمير الذي منحته إياه الشرعية التاريخية باعتباره ابن أمير وحفيد ملك كان يحمل لقب أمير المؤمنين، ولولا هذا اللقب ما كان أحد ليلتفت إلى ما يقوله المواطن هشام العلوي، إلى درجة أن الأمير مولاي هشام أصبحت مثل "لاكريما" الثورية، وثروة مولاي هشام هي أيضا من هذا التاريخ وهذا الانتماء، ولقد اختار المغاربة الدفاع عن هذه الشرعية ولن يقبلوا أي شخص سواء أميرا أو خفيرا ليعتدي عليها. وقد زاوج المغاربة في نضالهم التاريخي، الذي دعمه جد مولاي هشام وصولا حد التضحية بالعرش، بين الدفاع عن الشرعية التاريخية المبنية على النسب الشريف والممهورة بمداد البيعة كنمط ديني تاريخي للحكم وبين المطالبة بدولة المؤسسات تفاديا للنزوع نحو الانحرافات التي عرفتها بعض الدول إما إفراطا أو تفريطا، دول تبنت العلمانية دون تقدير لمستوى الشعور الديني لدى المواطن الذي على أساسه قامت الدولة أو دول ديكتاتورية، لكن المغرب وحتى في عز الصراع بين مكوناته لم يكن إلا المغرب المدافع عن قيم الحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والمتشبت بنموذجه في الحكم الذي هو نموذج خاص. إن دعوة مولاي هشام إلى التخلي عن هذا النمط من الحكم تتطلب منه أولا التخلي عن مكتسبات الشرعية التاريخية من لقب الأمير الذي منحه الكثير وجعل له صولة وجولة في العالم وإلا لم يكن شيئا مذكورا، كما تتطلب منه تحديدات دقيقة هل هو مع الدولة العلمانية مع العلم أن هذا النمط من الدول يعيش اليوم مأزقا حقيقيا بعد أن تحولت العلمانية بدورها إلى دين مقدس؟ أم يريد شيئا آخر؟. وما العيب لو أفصح مولاي هشام عن أهدافه الحقيقية؟ بل العكس، إن العيب يكمن في الغموض الذي يلف موقفه حاليا، هل يضغط على الدولة من أجل تحقيق أهداف معروفة لدى المتتبع لمسار هذا الأمير منذ استقراره في أمريكا؟ هل يريد تأزيم الوضع ليستفيد منه لأنه لا يستطيع العيش في الأجواء السليمة؟ أم يطرح نفسه بديلا للحكم في المغرب بعد أن صدق أوهامه وأوهام أتباعه الذين اخترعوا الجمهورية المغربية الافتراضية؟. ذات يوم صرح مولاي هشام تصريحا لكن مر مع مرور الأيام كما تمر الريح وتم نسيانه؛ مضمون هذا التصريح خطير وهو رسالة لمن يعول على ثورية مولاي هشام، في هذا التصريح طالب مولاي هشام بتأسيس مجلس للعائلة على غرار ما هو حاصل في السعودية، والغرض من هذا المجلس هو أن يكون شريكا في الحكم، فأين هي إذن ثورية مولاي هشام الذي يريد أن يكون شريكا في الحكم في نظام تقليدي كما يصفه؟ وهو يريد أن يكون شريكا فقط ولا يهمه طبيعة النظام فأين هي الديمقراطية التي يحلم بالوصول عن طريقها إلى الحكم؟ لكن اليوم وبعد أن تناست الجوقة التي تردد وراءه كل كلمة يقولها يحاول الظهور بمظهر المواطن الثوري بلا حدود مستغلا لقب الأمير، وهذه الجوقة تضم رجال أعمال متهربون من الضرائب يريدون التغطية على فعلتهم الشنيعة وصحفيون منهزمون أو يعيشون الهزع الأخير من المهنة.