عن عمر يناهز 82 عاما، رحلت الفنانة الكبيرة هند رستم أو مارلين مونرو الشرق كما كانت تلقب طوال مشوارها الفني الذي امتد ل74 فيلما، لقدرتها المتميزة على تقديم أدوار الإغراء بدرجة تفوقت فيها على شقراء هوليوود، والتي عرفت على عكس الكثيرات من نجمات جيلها متى يجب أن تسدل الستار وتتوارى عن الأنظار. وتوفيت هند رستم، والتي ولدت عام 1929 لأب تركي وأم مصرية، مساء الاثنين إثر تعرضها لأزمة قلبية نقلت على إثرها إلى إحدى مستشفيات القاهرة لتفارق الحياة هناك بعد يوم قضته في العناية المركزة، وستشيع جنازتها من مسجد السيدة نفيسة في القاهرة. بدأت مارلين مشوارها الفني بأداء أدوار الخادمة خفيفة الظل، منذ عام 1947 وهي الأعمال التي ميزت نجمات كبيرات مثل وداد حمدي وخيرية أحمد، إلا أنها وجدت أن طاقتها الفنية تتجاوز هذا بكثير، فاتجهت إلى أدوار الإغراء ساعدها في ذلك التشابه الكبير بينها وبين أسطورة هوليوود الشقراء مارلين مونرو. وبالرغم من ملامحها الشقراء إلا أن هند رستم لم تقع أسيرة قالب واحد، بل تفننت في تقديم الإغراء في أدوار الفتاة الأرستقراطية وبنت البلد والراقصة، والصعيدية باقتدار كبير، ولا توجد ممثلة في السينما المصرية تتمتع بنفس الموهبة أو الجرأة لتقديمها. وتعتبر فترة الخمسينيات والستينيات بمثابة العصر الذهبي للفنانة هند رستم حيث قدمت أشهر أدوارها على الشاشة ومن بينها الراقصة في "رد قلبي" لعز الدين ذو الفقار، وهنومة بنت البلد في "باب الحديد" ليوسف شاهين. كما قدمت الفنانة الأرستقراطية في "بين السماء والأرض" لصلاح أبو سيف والغازية الصعيدية في "صراع في النيل" لعاطف سالم، بالإضافة إلى دورها الأروع في فيلم "شفيقة القبطية". تعد هند رستم واحدة من الممثلات القليلات اللاتي ظهرن بشخصياتهن الحقيقية في بعض الأفلام ومنها فيلم "إشاعة حب"، لرائد سينما الكوميديا فطين عبد الوهاب. كما أنها تعد من النجوم القلائل الذين عرفوا متى يجب إسدال الستار والتواري إلى الظل بعد آخر أفلامها "حياتي عذاب" عام 1979 للمخرج الاستعراضي علي رضا، رافضة بعد ذلك الظهور أو كتابة سيرتها الذاتية أو تقديم حياتها في مسلسل كغيرها من النجمات. تم تكريم هند صبري في مهرجان القاهرة السينمائي عام 1993 ، وعلى الصعيد الشخصي تزوجت مرتين الأولى من المخرج حسن رضا الذي أنجبت منه بسنت، والثانية من الطبيب محمد فياض الذي لم تتزوج غيره حتى وفاتها.طه زيادة