تصر جماعة العدل والإحسان على خلط الأوراق والتشكيك في المفاهيم الصادقة وإلباسها لبوسا باطلا من باب كلمة حق أريد بها باطل، ولا يوجد مفهوم إسلامي نبيل تعرض للسطو والقرصنة من لدن شيخ الجماعة أكثر من الجهاد، ولم يعلن ياسين الجهاد والقومة إلا بعد أن أعلنت كريمته أنها ستعود إلى قناعاتها الجمهورية ،احتجاجا على من عكر عليها صفو الليالي الملاح التي قضتها بأثينا رفقة عشيقها يوسف السليماني العلوي، وهذا أيضا نوع من الخلط ليس غير الجماعة من هو قادر على إبداعه، ففي الوقت الذي يقول ياسين بالخلافة على منهاج النبوة تقول كريمته بالجمهورية يقول فتح الله أرسلان الناطق الرسمي للجماعة إن المقصود بالخلافة هو الدولة المدنية. وخلط الأوراق هو ديدن الجماعة، إذ وصف عبد السلام ياسين الرفاق اليساريين بالزنادقة واليوم يصفهم بالصادقين الذين يجب التعاون معهم في شهر رمضان من أجل القومة، وفي الوقت الذي ينسق مع تيارات تؤمن بالحرية الفردية وتعتبر الدين علاقة بين العبد وربه أو لا يدخل في اهتماماتها بتاتا، يعتبرهم من الفجار الذين ينصر بهم الله دينه، وهم في نظره ليسوا سوى كلاب القومة التي تؤجج الغضب وتخرج الناس للشارع ليأتي ياسين راكبا حصان القومة أو مستعليا فوق مصباح علاء الدين ليؤذن في الخلائق : قومة قومة لكن بطريقة معمر القذافي وهو يشير بيد مكلومة ويقول ثورة ثورة. فالجهاد بالطريقة الياسينية وبال على نفسه قبل أن يكون وبالا على الشعب، لأن أولى من يستحق أن يعلن في حقهم الجهاد هو ياسين وعائلته، التي استولت على أموال وممتلكات الجماعة مستغلة إياها في قضاء النزوات الشخصية. والجهاد من أكثر المفاهيم تعرضا للتشويه وللاستغلال البشع خصوصا عندما يتم مخاطبة عامة من الناس بالجهاد ودعوتهم للجهاد وهم ممن لا يعرفون محدداته ولا مضمونه الروحي فيظهر لهم معناه البشع الذي أكسبه إياه تاريخ من التحريف الديني ألا وهو معنى القتل، ولكن الجهاد حياة وصناعة للحياة، ألم تكن النبوة في مرحلتها الأولى جهادا حول الجزيرة العربية من مجتمع الأعرابية إلى مجتمع متحضر ومتمدن قادر على استيعاب أفكار جديدة. وياسين القبوري والقشوري يختار من معاني الجهاد الفوضى التي ينتعش فيها وهو رهطه، إذ ليس لديهم ما يقدمونه للمجتمع ولا توفرون على مشروع واضح للإجابة عن إشكالات المجتمع. والفوضى ليست اعتباطية لدى جماعة العدل والإحسان ولكنها مشروع وخطة للتغطية على الفشل الذي منيت به الجماعة ومرشدها الذي بشر أتباعه بالقومة سنة 2006 لكن تبين أن ما قاله ياسين لم يكن سوى أضغاث أحلام يبثها الشيطان في أذن ياسين فتتلقفها آذان الأتباع والمستلحقين والمستفيدين والمنتفعين. أراد ياسين أن يعلن حي على الجهاد فاستنكف ململما خرق أبناء الجماعة الذين لا يحسنون ممارسة العشق، ولا تظهر لهم رجولة إلا في ليالي الفحولة، فمن هو غارق في الفاحشة ليس هينا عليه أن يكون في الساحات يجيب عن إشكالات المجتمع، لقد أفقدت صور ندية ياسين والدها صوابه.