تختلف الأجواء المناخية التي ستقام بها بطولة كوبا أمريكا، التي ستنطلق مطلع الأسبوع المقبل، عن نظيرتها الكروية، فإذا كان خبراء الأرصاد يتحدثون عن درجات حرارة منخفضة للغاية تقل عن صفر مئويا فإن خبراء الكرة يتوقعون منافسات ساخنة لدرجة "الغليان". ووفقا لهيئة الأرصاد الجوية الأرجنتينية، فإن درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة ستصل إلى أدنى معدلاتها، وهو الأمر الذي ربما يمتد حتى منتصف الأسبوع المقبل أو يزيد على حد تعبيرها. ويمكن تخيل الفارق بين النسخة الحالية والسابقة في فنزويلا عام 2007 بهذا المثال، حيث أن المباريات حينها كانت تقام في درجة حرارة تقترب من 40 مئويا، في حين أن افتتاح كوبا أمريكا 2011 سيجري وسط درجات حرارة تقترب من أربع درجات بالكاد. ومما زاد الأمر "برودة" هو أنه، لأسباب تتعلق بحصص البث التليفزيوني في أمريكا اللاتينية، فإن العديد من المباريات ستبدأ بين 00.30 و01.00 بتوقيت غرينتش، مما يعني أنها ستتم في درجات حرارة تقل عن صفر. ومن ضمن هذه المباريات الأرجنتين وبوليفيا، وتشيلي والمكسيك، والأرجنتين وكولومبيا، وأوروغواي وتشيلي، والأرجنتين وكوستاريكا، وأوروغواي والمكسيك والبرازيل والإكوادور. وربما تصبح أكثر الفرق التي ستعاني هي تلك التي تحتوي على عدد قليل من المحترفين في الدوريات الأوروبية المعتادين على مثل هذه الأجواء، وربما تكون هذه المعاناة فردية كما هو الحال مع النجم البرازيلي الشاب (نيمار)، الذي لم يخرج للاحتراف الخارجي ليعتاد على هذه البرودة، وهو ما ظهر في مران الفريق يوم الأربعاء، الذي شارك خلاله وهو يرتدي غطاء للرأس، أمره الجهاز الفني بعد ذلك بنزعه. وأمام برودة الجو، التي دائما ما تصاحب البطولات التي تقام في الأرجنتين سواء نسخة كوبا أمريكا في 1987 أو مونديال 78 والذي أقيمت مباراته النهائية بين راقصي التانغو وهولندا في درجات حرارة تقترب من أربع درجات فقط، فإن سخونة المنافسات غالبا هي التي تطغى ويكون لها الغلبة سواء في المستطيل الأخضر أو المدرجات بل وحتى المنازل. وبما أن الأرجنتين، البلد المضيف هي "الثلاجة" التي تسعى المنتخبات المشاركة للخروج منها باللقب وربما أكثر من وجبة كروية دسمة لعشاق الساحرة المستديرة، فإن منتخبها وجمهورها ستجمعهما علاقة مشتعلة خلال فعاليات البطولة في ظل سعي الطرفين لتذوق طعم التتويج بالألقاب من جديد. ولا شك أن البرازيل حاملة اللقب في أخر نسختين، ستسعى هي الأخرى للحفاظ عليها، مما سيزيد سخونة الأجواء الكروية، بشكل ربما يساهم في تحييد برودة الجو، وكذلك هو الحال بالنسبة لمنتخبات قدمت أداءا راقيا في مونديال 2010 بجنوب افريقيا مثل باراغواي وأوروغواي، صاحبة المركز الرابع. على أي حال فإن لسان حال الشارع الكروي الأرجنتيني يقول أن كل مشجع سيحتاط وهو ذاهب للملعب لحضور المباريات، خشية أن تفقد مباراة ما سخونتها، وسيرتدي ما يحيمه من البرد القارس.(