قررت وزارة الدفاع الأمريكية إعادة نشر قواتها البحرية بمياه البحر المتوسط وشمال أفريقيا تحسبا لصدور أوامر بالتدخل عسكريا لإسقاط نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا. وصرح المتحدث باسم البنتاجون الكولونيل ديفيد لابان لشبكة (سي ان ان) أن "وزارة الدفاع أعادت تشكيل وحداتها من القوات البحرية والجوية لتكون على أهبة الاستعداد إذا ما صدرت لها أوامر بدخول ليبيا". يذكر أن القوات المسلحة الأمريكية لديها قاعدة عسكرية بحرية في البحرين. وفتحت حكومة واشنطن الباب أمام جميع الخيارات لوقف العنف الذي تنتهجه قوات القذافي بحق الشعب الليبي. يشار إلى أن موجة احتجاجات شعبية اندلعت في ليبيا في 17 من الشهر الجاري وامتدت خلال الأيام الماضية إلى مختلف أنحاء البلاد للمطالبة بسقوط نظام العقيد معمر القذافي، الذي يحكم البلاد منذ أكثر من 40 عاما. وقامت السلطات الليبية باستخدام العنف لتفريق المتظاهرين، حيث تفيد تقارير باستهدافهم عبر القصف الجوي، مما أدى إلى مقتل المئات خلال الأيام القليلة الماضية. علنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اليوم، على هامش اجتماع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف أنه "لا توجد نية وشيكة لتدخل عسكري أمريكي في ليبيا" ردا على استخدام نظام العقيد القذافي للقوة المفرطة لقمع الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظامه. وكانت كلينتون قد حذرت اليوم من أن جميع الخيارات مطروحة فوق الطاولة لإسقاط العقيد الليبي معمر القذافي، الذي يحكم البلاد منذ أكثر من أربعة عقود، لاستخدامه القمع العنيف ضد المتظاهرين السلميين المطالبين برحيله. وقالت كلينتون إن بلادها تعتزم إرسال نشطاء في مجال المساعدات الإنسانية إلى الحدود الليبية الغربية لبحث الأوضاع والاحتياجات التي يمكن تقديمها للشعب الليبي خلال تلك الفترة، مؤكدة على أن نظام القذافي فقد شرعيته وعليه الرحيل فورا. وأوضحت : "إننا نعمل مع الأممالمتحدة والصليب الأحمر ومنظمات أخرى للبحث عن حلول إنسانية للأزمة الليبية، لكننا في الوقت نفسه نواصل البحث عن تطبيق إجراءات أخرى للضغط على نظام القذافي". وفي كلمتها أمام مجلس حقوق الإنسان الذي عقد جلسة رفيعة المستوى لبحث الوضع الليبي "لقد رأينا كيف استعمل العقيد القذافي البلطجية والأسلحة الثقيلة ضد المتظاهرين وكيف أعدم جنودا لأنهم رفضوا توجيه الأسلحة ضد أبناء وطنهم". وأشارت إلى أن كل الحلول لا تزال مطروحة بخصوص التعامل مع الأزمة الليبية طالما استمرت الحكومة هناك في تهديد المواطنين مشيدة بشجاعة الشعب الليبي الذي يواجه بجرأة وبسالة رصاص الطاغية.(إفي)