ينتظر أن يكون قد انعقد مساء أمس اجتماع يقوده زعيم الثلاثي الأعضاء في المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي محمد الاشعري (إضافة إلى علي بوعبيد والعربي عجول) في مقر الكتابة الجهوية للحزب في حي اكدال بالرباط. وفي الوقت الذي تبقى فيه أسباب الدعوة إلى هذا الاجتماع الذي يأتي في أفق التحضير للمؤتمر الوطني التاسع غير واضحة أكد مصدر مطلع التحاق عدد كبير من أنصار فتح الله ولعلو بهذا الاجتماع وفي مقدمتهم الكاتب الجهوي للحزب احمد الريح (صاحب الترخيص باستغلال المقر) بالإضافة إلى أعضاء سابقين في ديوان ولعلو.. كما ينتظر أن يلتحق بالاجتماع المذكور حسب نفس المصدر بعض أنصار محمد اليازغي الكاتب الأول السابق للحزب الذي أرغم على تقديم استقالته ومن بينهم أبناءه غير أن تحالفا بين ولعلو واليازغي يظل صفقة مبهمة بالنظر إلى غياب الأفق. من جهته قال مصدر من الداخل على الاجتماع المذكور بكونه اجتماع غير مبرر بالنظر إلى أن المكتب السياسي عقد اجتماعا قبل ذلك بيوم واحد فقط، ولا معنى لأن يقود أعضاء من المكتب السياسي اجتماعا في اليوم الموالي إلا إذا كان الأمر يتعلق بانقلاب حسب قوله. وأشار نفس المصدر إلى احتمال توسع دائرة الاشعري لتشمل كلا من عبد الهادي خيرات وعبد الحميد الجماهري اقطاب أعلام الحزب بالإضافة إلى حسن طارق غير أنه استبعد إمكانية حضورهم في لقاء اكدال. ومن الناحية السياسية يتزامن هذا اللقاء مع بداية التنافس حول حجز مقاعد في المؤتمر الوطني التاسع للاتحاد الاشتراكي الذي حدد له المجلس الوطني الأخير مهلة شهر ونصف من أجل إطلاق عملية الإعداد حتى تسبق هيكلة الحزب محطة 2012. وإذا كان المؤتمر الوطني الثامن قد انعقد على امتداد شوطين وعرف مسلسلا شيقا من التنافس بين عبد الواحد الراضي والحبيب المالكي وفتح الله ولعلو وادريس لشكر ومنافس أخر فإن المؤتمر المقبل سيعرف بدوره صراعا حادا ظهرت أولى شراراته في المجلس الوطني الأخير للحزب فضل عن كونه سيعرف عودة مؤكدة لليازغي الذي لم يستسلم بعد رغم مرور ولاية كاملة. يذكر أن المجلس الوطني الأخير للاتحاد الاشتراكي قد تميز بهجوم كبير على الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان ادريس لشكر، غير أن الميدان أثبت حتى الآن أن ارتكان لشكر إلى حسم المعارك التنظيمية (القطاعات الموازية) يعد سياسة ناجحة وإن كانت لا توازيه بروبكندا التدخلات في المجالس الوطنية حسب قول مصدر مقرب من هذا الأخير.