أعلن حزب الأصالة والمعاصرة أول أمس بالصخيرات أنه سيلجأ إلى المجلس الدستوري للطعن في قرار المصادقة على ميزانية وزارة التجهيز والنقل التي تمت داخل اللجان في مجلس المستشارين، وهو اللقاء الذي تابعه فؤاد علي الهمة شخصيا. وأعلن الحزب على لسان حكيم بنشماس رئيس فريق الأصالة والمعاصرة في الغرفة الثانية بأن الحزب قد تمكن من إسقاط الميزانية المذكورة بسبب "هشاشة وترهل الأغلبية" متهما إياها بالعمل على منع البث التلفزيوني لوقائع سقوط ميزانية الوزارة المذكورة. وقد وصف بنشماس الاجتماع الثاني الذي تم خلاله تدارك إسقاط ميزانية غلاب بأنه اغتصاب للديمقراطية واعتداء على الشرعية موضحا أن فريقه قام بواجبه الدستوري لكن الاخرين لم يؤازروا وزيرهم في إشارة إلى حزب الاستقلال. وكان مثيرا للانتباه خروج حكيم بنشماس في تصريحات فوق المنصة يقول فيها أن حزبه قد تعرض لمساومات تحت الطاولة غير أنه لم يوضح الجهة صاحبة هذه المساومات وفيما يتعلق باللجوء إلى المجلس الدستوري ضد غلاب قال بنشماس " قلنا سابقا أننا لن نتقبل لعبة الترضيات وقررنا أن نذهب للمجلس الدستوري". وأوضح بنشماس أن قضية ميزانية غلاب ستكون محور الاجتماع المقبل لحزب الأصالة والمعاصرة الذي سيتخد في شأنها القرار المناسب وتجدر الملاحظة في هذا السياق إلى أن مواقف حكيم بنشماس قد تتعارض مع موقف الأمين العام للحزب الشيخ بيد الله الذي وافق على عقد اجتماع ثاني للجنة المختصة صادقت خلاله على ميزانية غلاب بعد أن تم إسقاطها. ولم يسلم من حدة النقد التي عرف عليها حكيم بنشماس في كلمته المطولة أمام أكثر من 7000 من منتخبي الحزب كانو بصدد تاسيس إطار موازي للحزب خاص بهم حتى الدبلوماسية الحكومية وهو ما سيتم تجاوزه عن طريق الإعلان عن مبادرة "قيد الإعداد" من طرف المكتب الوطني للحزب تهم "صياغة مشروع تصور حول الدبلوماسية المستقلة" بمعية هيئات سياسية أخرى تشاطر الحزب نفس التوجهات وتروم هذه المبادرة التي سيتم الافصاح عن تفاصيلها خلال الأيام القليلة المقبلة, إطلاق دبلوماسية برلمانية وحزبية مستقلة والقيام بتحركات في اتجاه أوروبا والعالم العربي وإفريقيا حسب قول بنشماس . يذكر أن تهديد بنشماس باللجوء إلى المجلس الدستوري ضد غلاب سيكون غير ذي جدوى من الناحية القانونية حسب بعض المتتبعين بالنظر إلى كون المصادقة على الميزانية قد تمت فضلا عن عدم وجود سند قانوني لذلك بالنسبة للبعض.