جانب الحظ فريق الفتح الرياضي في سعيه إلى قطع نصف المشوار نحو لقب كأس الكونفدرالية الإفريقية في كرة القدم , بعد أن أرغم على التعادل مع ضيفه النادي الرياضي الصفاقسي التونسي بدون أهداف, في لقاء النهاية ذهاب, الذي جمع بينهما مساء اليوم الأحد على أرضية ملعب المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط. وتفرض نتيجة التعادل التي انتهى بها لقاء الذهاب على فريق الفتح , الذي بسط سيطرته على مجريات المباراة وإن لم يشكل تهديدا حقيقيا على الفريق الخصم, الاستعداد جيدا لخوض مواجهة العودة القوية التي سيحتضنها يوم السبت المقبل ملعب الطيب المهيري بصفاقس. ونزل الفريق الرباطي, الذي كان محروما من خدمات لاعبين يشكلان الثوابت الأساسية في خط هجومه وهما جمال التريكي لتلقيه بطاقة حمراء في مباراة إياب نصف النهائي والنيجيري الحسين إيسوفو الذي أقصي في ذهاب الدور ذاته, بكل ثقله منذ بداية اللقاء أملا في بلوغ شباك الحارس التونسي مبكرا, لكنه واجه خطا دفاعيا متماسكا يصعب اختراقه للنادي الصفاقسي, الذي حرص على الخروج من المباراة بأقل خسارة ممكنة في انتظار مباراة الإياب بميدانه. فقد ناور قطب الهجوم الفتحي, هشام فاتحي, والعميد محمد بنشريفة, من كل الجهات وبكل الوسائل بغية بلوغ معترك الحارس جاسم خلوفي , لكن وفي غياب رأس حربة يمكنه اقتناص فرصة التهديف, بالرغم من خطورة المرتدات الهجومية للفتحيين, فإن كل المحاولات كانت تبقى بعيدة عن إدراك الهدف وبالتالي تحرير اللاعبين من الضغط وتحويله إلى الخصم. وطغت على المباراة الخطط التكتيكية لا سيما في ظل معرفة الفريقين لبعضهما البعض جيدا بعد أن تقابلا في دور المجموعات وفاز كل منهما بمباراته بميدانه. والأكيد أن البرنامج المكثف لفريق الفتح الرياضي , الذي خاض آخر لقاء له قبل هذه النهاية يوم الخميس الماضي برسم نهاية كأس العرش التي نال لقبها, كان له تأثير بارز على مستوى التشكيلة البشرية للفريق, بعد أن عمد المدرب عموتة إلى إخضاع بعض اللاعبين الذين ساهموا بشكل كبير في الفوز على فريق المغرب الفاسي , للراحة.وبعد الضغط الكبير على الفريق التونسي والنجاح في بلوغ معترك الحارس مخلوفي في أكثر من مناسبة ومع توالي الدقائق بدأ أشبال الحسين عموتة يتخلون بين الفينة والأخرى عن اندفاعهم تاركين المبادرة للنادي الصفاقسي الذي كان يقوم ببعض المحاولات , التي جاءت أخطرها في الدقيقة ال20 إثر قذفة من على بعد 35 مترا من رجل حمزة يونس الذي أرغم حارس عرين الفريق الفتحي عصام بادة على التدخل بكل ما أوتي من قوة لإبعاد الخطر. وتبقى هذه المحاولة التي كانت بمثابة إنذار, الفرصة الحقيقية الوحيدة للتسجيل في اللقاء , الذي ارتكز اللعب خلال أغلب فتراته في وسط الميدان, حيث استعملت كل الوسائل الممكنة لصد الخصم والتأثير على معنوياته. وعمد عموتة , في محاولة لضخ دماء جديدة في شرايين تشكيلته إلى إشراك لاعب وسط الميدان محمد أمين البقالي, صاحب التمريرة الحاسمة التي مكنت فريقه من افتتاح حصة التسجيل خلال نهاية كأس العرش, والمهاجم رشيد روكي, الذي كان من المفروض أن يقدم دعما كبيرا لفاتيحي, لكن هذه التغييرات لم تعط النتيجة المرجوة على مستوى الهجوم. لكن نتيجة التعادل السلبي التي انتهى بها لقاء الذهاب لن تقلص حظوظ فريق الفتح الرياضي , الذي تجاوز في طريقه إلى هذه النهاية أندية إفريقية كبيرة من بينها حامل اللقب, نادي سطاد باماكو المالي. في المقابل لن تكون مهمة ممثل كرة القدم التونسية, الذي ظفر بالكأس الإفريقية سنوات 1998 و2007 و2008 ويطمح الى تحقيق رباعية تاريخية , سهلة بالرغم من أنه سيلعب بميدانه وأمام جمهوره , باعتبار العزيمة القوية التي تحذو فريق الفتح الرياضي لتسجيل إسمه بحروف من ذهب على الصعيد القاري. ويذكر أن الفتح الرياضي كان قد حجز بطاقة التأهل للدور النهائي لأول مرة في تاريخه في مسابقة كأس الإتحاد الإفريقي بفوزه ذهابا في طرابلس على الاتحاد الليبي 2-1 وخسارته إيابا بالرباط 1 -0, وهي الخسارة الأولى له من أصل ثماني مباريات خاضها بميدانه وأمام جمهوره منذ انطلاق التصفيات.