قال محمد ضريف، الأستاذ بجامعة محمد الخامس، في معرض رده على سؤال حول تورط الجزائر في خطف الرهائن وعلاقة البوليساريو بالقاعدة، طرحته عليه جريدة الشروق الجزائرية، التي وصفته بالخبير في شؤون الجماعات المسلحة، "ان هذا الكلام غير معقول، دول مثل فرنسا وإسبانيا تعرف جيدا من خطف الرعايا ولها من الوسائل المادية والتكنولوجية ما يمكنها من كشف من ينفذ هذه العمليات، إذن هذا غير واقعي، أنا أستبعد تماما أن تكون الاختطافات من تدبير المخابرات الجزائرية، لأن الجزائر من أكبر المتضررين من الإرهاب". وأضاف "بالنسبة لعلاقة البوليساريو والقاعدة فليست هناك علاقة بينهما، طبعا عندما أقول هذا الكلام هنا في المغرب يثور علي بعض المغاربة ويقولون لي كيف تقول هذا الكلام، فأجيبهم بضرورة توخي الموضوعية في الخطاب الذي نوجهه للعالم، صحيح يمكن للقاعدة أن تستقطب أفرادا صحراويين معزولين مثلما تستقطب أفرادا مغاربة وجزائريين، لكن أن تكون هناك علاقة عضوية وتنظيمية بين البوليساريو وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي فهذا كلام غير منطقي وغير علمي، وهو من ترويج أشخاص غير متخصصين في الشؤون الأمنية". وتزامنا مع صدور الحوار المذكور قال النائب الأول لرئيس اللجنة الوطنية للسياسة الأمريكية بيتر فام إن المجموعة الإرهابية (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) "تستعين أكثر فأكثر بمرتزقة (البوليساريو) من أجل القيام بعملياتها الإجرامية بمنطقة الساحل". ونقل راديو صوت أمريكا (فويس أوف أمريكا) عن هذا الخبير الأمريكي قوله "خلال العامين الماضيين جندت (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) مرتزقة البوليساريو, باعتبارهم مقاتلين , قادرين على ضمان نجاح العمليات التي تقوم بها هذه الجماعة الإرهابية". وأضاف أن هذا التجنيد "يقوم على اعتبارات براغماتية وليس إيديولوجية, لأن الأمر يتعلق بتنفيذ عمليات خطف الرهائن وأيضا حماية مسار المخدرات التي تعبر منطقة الساحل". وذكر راديو "فويس أوف أمريكا" في هذا الإطار أن (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) "يواصل عملياته المتعلقة بخطف الرهائن والقتل بمنطقة الساحل", مضيفا أن هذه المجموعة الإرهابية كانت قد قامت في 16 شتنبر الماضي بخطف خمسة رعايا فرنسيين ومواطن ملغاشي وآخر توغولي كانوا يشتغلون لحساب الشركة الفرنسية "أرفيا" بالنيجر. كما ذكرت الاذاعة الأمريكية بإعلان وزير الداخلية الطيب الشرقاوي مؤخرا عن تفكيك شبكة دولية للاتجار في المخدرات مرتبطة بتنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي), مضيفة أن هذه الشبكة التي يديرها بارونات يحملون الجنسية الكولومبية والإسبانية نسجت علاقات قوية مع هذا التنظيم الإرهابي.