قلبت النقابات الخمس الطاولة على وزارة التعليم،وأبلغت العابدة في لقاء عقد أول أمس بالرباط برفضها للقاءات الشكلية التي تعقدها بين الفينة والأخرى الوزارة مع النقابات،والتي تتفادى الحديث عن عمق مشاكل القطاع،وتكتفي بسرد وقائع شكلية لا تخدم مصالح رجال ونساء التعليم،وانتزعت النقابات الخمس موعدا مع العابدة لعقد لقاء جدي وصارم بعد عشرة أيام، وذلك من أجل مناقشة أجندة محاور تتصدرها معايير الحركة الانتقالية،ومعايير تقييم أداء رجال التعليم،وتغيير إطار حملة الشهادات وتعويضات الأطر وغيرها من النقط العالقة الأخرى التي تتفادى وزارة التعليم في كل لقاء مع النقابات الخوض فيها . وفق مصادر مطلعة فإن لقاء النقابات الخمس أول أمس مع لطيفة العابدة اقتصر على عرض روتيني لمستجدات الدخول المدرسي مما اغضب النقابات التي كانت تتوقعا نقاشا أعمق مما جعلها تطلب موعداخاصا لمناقشة الملف المطلبي لرجال ونساء التعليم،وهو ما استجابت له العابدة مرغمة،وحددت مع النقابات لقاء جديدا في غضون عشرة أيام المقبلة وفي تصريح أدلى به ل :"النهار المغربية" محمد السحيمد، الكاتب العام للجامعة الحرة للتعليم،فإن وزارة التعليم تلجأ الى لقاءات شكلية تواصلية تفتقد إلى العمق النقابي الذي يجب أن يرتكز على القاعدة الحوارية المتينة،وطالب السحيمد بضرورة اتباع منهجية حوار مثمرة تناقش جميع المحاور المطروحة في قطاع التعليم. وفي نفس الإطار سجل للمجلس الوطني للجامعة الحرة للتعليم،استمرار ظاهرة الاكتظاظ بالأقسام الابتدائية والإعدادية والثانوية؛ إذ وصل ببعض الجهات بالعالم القروي (مكناس/فاس) وهوامش المدن الكبرى إلى 52 تلميذا بأقسام العلوم التجريبية مع إلغاء التفويج وإلغاء الأنشطة الرياضية و57 تلميذا بالإعدادي(البيضاء، بالإضافة إلى تنامي ظاهرة إغلاق المؤسسات التعليمية في بعض المدن الكبرى بذرائع مختلفة،وأحيانا مختلقة مع تسجيل تهافت القطاع الخاص عليها،واستمرار إرهاق كاهل الإدارة التربوية بكثرة المهام ، مما أثر بالسلب على المهام الأساسية وخاصة بالتعليم الابتدائي (كثرة البرامج مع غياب الطاقم الإداري المساعد). كما طالبت الجامعة الحرة للتعليم بالتدخل لتنامي ظاهرة الأقسام المشتركة حيث وصل الأمر ببعض الجهات (الجهة الشرقية وجهة مراكش تانسيفت الحوز) إلى إسناد ست مستويات إلى أستاذ واحد وقد يكون معربا. وتساءلت النقابة المذكورة عن سبب الاستمرار في استيراد المناهج والبرامج عوض تخصيص الأغلفة المالية المرصودة لذلك في إرساء نظام تعليمي مغربي خالص يلامس الواقع المغربي،ويتماشى و الأوراش التنموية،وينفتح على التطورات العالمية. كما سجلت استمرار تنامي العنف والمخدرات في محيط المؤسسات وبداخلها،والبنية المهترئة للداخليات رغم قلتها على المستوى الوطني مما يطرح في العمق مسألة تشجيع التمدرس، ومحاربة الهدر المدرسي ولاسيما بالعالم القروي،وسجلت التراجع الحاصل على مستوى الشراكة والحوار بين النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية والإدارات التربوية الجهوية(مثال جهة سوس ماسة درعة وجهة طنجةتطوان)،وتحث الوزارة على احترام تعهداتها والتزاماتها تجاه فرقائها الاجتماعيين لتعيد مصداقية الاتفاقات المبرمة،وتدعو مناضلي الجامعة إلى اليقظة و التصدي لكل من يحاول ضرب دعائم ومرتكزات المدرسة العمومية ومكتسبات أسرة التعليم باسم شعارات براقة للإصلاح.